حوار مع سعوديٍ (سابق) .
إب نيوز ١٨ يونيو
بقلم الشيخ/ عبدالمنان السُنبلي.
هل أنت يماني ؟!
بهذا السؤال استهل حواره معي على الواتس ولا أدري في الحقيقة من أين جاء برقم هاتفي !
ولأني كنت متصلاً ساعتها وقد عرفت أن السائل من خارج الحدود من خلال مفتاح دولته طبعاً فقد أجبته على الفور : نعم .. أنا يماني .
فقال بعاميته البلهاء مستفزاً : ( ما تستحي إنِك يماني ) ؟!
فقلت وقد عزمت في نفسي أن أجاريه في الحوار وألقنه درساً لا ينسى :
بل أشرُف وأعتز وأفاخر بيمنيتي الدنيا كلها، يا عزيزي ليست مشكلتي أنك لا تقرأ التاريخ أو لا تعرف من هي اليمن ومن هم اليمنيون، المشكلة مشكلتك أنت الذي لو سألتك لما عرفت حتى ما هي حقيقة هويتك ..
نعم أقولها اليوم وكل يوم بأعلى صوت مفاخراً : أنا يمني، فمن تكون أنت ؟!
فقال : (والله عشنا وشفنا أبو يمن يتطاولون على رجال المملكة – أنا سعودي يالزيدي، أنا عاصفة الحَزِم، أنا الملك سلمان .. فهل عرفتني؟!)
فقلت له : للأسف لا.. ، لم أعرفك، فجدي لم يحدثني يوماً عنك ولا عن جدك ومملكتك التي ذكرت أو أيٍّ من ملوكك جميعاً البتة!
فقال : (ومن عسى جدك ذا يكون) ؟!
فقلت : أنا وسائر أجدادي جميعاً، كلنا يمنيون، فأخبرني أنت هل كان أجدادك جميعاً أيضاً سعوديين مثلك؟!
أخبرني ماذا ستصبح هويتك في حال ما سقط حكم بني سعود وسيسقط يوماً كما سقط من قبله بنو أمية وبنو العباس وبنو حمدان وبنو عثمان وووو .. وغيرهم من ملوكٍ ودول كانوا أشد منكم بطشاً وأكثر نفيرا ؟
ماذا ستصبح ؟
سعودي (سابق) مثلاً ؟! أم ماذا يا تُرى؟!
يا حبيبي، إذا كان ثمة من يجب أن يستحي من هويته، فهو أنت وأمثالك الذين مازالوا يُنسَبون لغير وطنٍ، وإنما لإسرةٍ وعائلةٍ مالكة لكل شئ حتى البشر، فهل كنت أنت من عائلة بني سعود حتى تقول أنك سعوديٌ ؟!
في الواقع احتدم الحوار وأنا أصارع وأواجه حماقةً وجهلاً لم أرَ مثليهما في حياتي، ولأنه ظل مُصّراً على موقفه ونظرته الدونية الجاهلة وتمجيده لهويته وهوية أجداده (السعودية) بحسبه، فقد خفت صراحةً أن يصل بنا النقاش إلى مرحلة التجريح والسبّ من جانبه طبعاً لما بدى عليه من علامات التوتر والهذيان أو أن يذهب صاحبنا بعيداً في غروره وحماقته ليقول أنه حتى رسول الله (ص) وآل بيته وسائر صحابته والتابعين كانوا أيضاً (سعوديين)، وعليه فقد آثرت قطع الإتصال ووقف الحوار لعدم جدواه مع هكذا حمقى وهكذا جاهلين.
(جمعتكم مباركة)
#معركة_القواصم