أجيد الحياة مع نفسي كثيرًا .

 

إب نيوز ١٩ يونيو

“الجزء الثاني ”

عفاف البعداني

متسامحة ولا أعلم ، نائمة ولاأحلم ، مسالمة ولاأسلم، نعم مرونتي عامرة صنعت بمحيطي مالم يصنعه الجموع، منحت محيطي ما يمنحه مطر بأرض، لاأجيد التحدث بما أريده لاأحسن البوح كما أنتم تبوحون لاأترنم بالصوت كما تترنمون ،حتى ظلي المخلص أريد أن أدفنه، حتى رأسي الحي أريد أن أخلعه ، وأغطي عليه وأكمل بقية حياتي بجسد لا يعلم عن الحياة أي شيء سوى أنها مستوية وهو عمود قائم عليها.

إلهي، لقد برحت شقيًا في مدينة الماغوث، لقد سجنت وأنا من ألف الحرية في أرض الميعاد ، صبرت حتى بكى صبري، بل إن قصص الموتى اﻵن باتت لاتفارقني، تلاحقني بالخوف وترطم أمواجًا من الخيالات الهائجة .

وكأنها، تغازلني ﻷ كون بطلتها الحالية في سكرات الموت القادمة، وأنا من كنت أغرس عمري في حديقة الفراشات المتمردة، وأرعاها في حقل مخضر من الحياة، أنا من كنت أغزل عقود من الزهور وأضعها على انشقاقات الطرق الحزينة، ورؤوس اﻷطفال اليتيمة، ورؤوس المنازل القديمة.

كنت أداعب العشب حتى تسقط قطراته الندية من جبينه المبتهج، فتُبلل يدي وتعلوني ابتهلات من الفرح العارم، واﻵن تغير اﻷمس وأصبحت شقية كبوصلة حائرة في كل اتجاهات الحياة، أبحث عن نفسي في وطني الضائع ،أبحث عن دفتري في مكتبة محروقة، وأكتفي بتدون شعوري على بحيرة متحركة لا قرار لهافي تعيين السبب، انسحب وأنا من قلت: للانكسار لا، أتراجع وينتابني الخوف، وأنا من جهزت جيوش من أقوام هتلر ،ﻷعلن الثورة على النفس والمحيط.

هويت في صمت صاخب وأنا من حذرت الناس من الحفرة المشؤومة ،التي تلتهم حروفنا وبوحنا في فترات زمنية معينة، وتختار ذوي الهمم و الطموح وتجرفهم صوب قاعها الخافت وبدقة، وعلى هذا المنوال الشرس، تركت نفسي في جوبعة الشجر المفقود في غابة الوحدة وفي داخلي عاش غراب خرف لايتحمل أي شيء .

وبقي السؤال مخلد في نفسي الموعودة، يبحث عن اﻹجابات الضائعة ،لماذا دائمًا يحارب اﻷحرار؟؟

أحرار الرؤية!
أحرار الحرف!
أحرارالوطن!
أحرار الدين!
أحرار الكتابة!
أحرار الحياة!
أحرارالفكر!

لما دائمًا العالم يكشر في وجه الطامحين والباحثين، ويسعر عليهم الحرب من كل جهة وزاوية، لماذا لايحسنوا النوايا ويضمروا الخير في نفوسهم؟ لماذا لايكونوا عونًا لعكازتنا الهشة؟؟وغيث غدقًا لحدائقنا البائسة؟بدل من تطويقنا بالتهم وزجنافي كينونة عقلية ليست واعية، وفي دائرة ضيقة الاتساع ،وكان العلم والنباهة مقصور على حقبةزمنية محددة، ومقرونة بشخصيات ثابتة لا ند لها في التمكين، وكأنها جزر لا قاع لها في أرض اليابسة، والخاتمة تقيدنا بما نريد ،و بالحدث والساعة، والزمان وبطريقة تقديسية خرفة، خارجة عن نطاق المعقول ومفرطة في زمرالتماثل.

يالا للشغب ،ويالا للتحجر، احسنوا توطين الفكر على حدود التأويل المطلقة، احسنوا الظنون بالحياة والعقل والبصيرة لكل الموجودات للحجر والشجر وللفتاة، وعلى عتبات الحياةأقف؛ لأقول إن هذه الحياة تدور بنا في عجلة تسمى/ عجلة الوقت والزمان فالعمر يمضي وتتسارع خطواته وتتضارب أحداثه وتصبح في هذه الحياة إما أضحوكة ويدرجك التأريخ في سجله المهمش، أو تصبح للتأريخ بطولة ويدرجك في سجله المعتبر لذا كل شخص هو مسوؤل عن سجله التأريخي.

ويبقى العمر أشبه بعجلة سريعة تنزل وتتدرحج من أعلى جبل؛ لتنتهي بحفرة أبدية، ولايبقَ لكل منا إلا الأثر،و عمومًا فليفعل العالم ماشاء ليختر نهجه ومصيره وظنونه ، فشخصيًا أنا ليس لدي متسع ﻷجاري أدغاثهم غير المعقولة، ورفعت الجلسة .

 

You might also like