رفــــــــاق الـشـــــهـادة .

إب نيوز ٢٠ يونيو

منار الشامي

هناك ياصديقي انظر حيث السماء هنا اجتمعنا وهناك سيكون الملتقى، هنا في الارض على حب الجهاد اجتمعنا وأصبحنا رفاق الدرب بعد أن كنا غرباء، سنمضي معاً وقلوبنا يملؤها الأمل، سنبقى معاً وأرواحنا تعشق ساحات النزال، سنروي ظمئنا من ماء أرضنا الطاهرة لترتوي هي منا بالدماء حيث سنظل معاً أحياء وسنرتقي شهداء….

قال وهو مبتسم مستغرباً بعض الشي من حديث رفيقه / مابِك تتحدث وكأنك على وشكِ الرحيل

لا شيء ولكن أعتقد أنني قد أنهيتُ مهمتي

محمد/يارجل لاتجعلني أشعر بالندم على كلِ المواقف التي جعلتكَ فيها غاضب

ضحك بهدوء ثم قال الآن لا تنسَ بأن تأخذ الأدوية إلى الوالدة

محمد/حيدر مابك لا تجعلني أحزن من حديثك الساذج

حيدر / أنا أمزح ولكن أياك أن تنسى

محمد/أنت رفيقي الأول فأنا كما يسمونني “معقد” لأنني لم أرافق أحد قط قبلك

حيدر / نعم لم يخطئوا فأنت معقد وابتسم قليلاً ليرى ما ردةُ فعل صديقه

محمد/من الأفضل أن تغادر قبل أن أتوانى عن إيصال الأدوية

ضحك حيدر وأردف قائلاً / لكَ الخيار سأذهب فقائد المحور يتصل بي

محمد/حيدر نحنُ أصدقاء الجهاد لن نفترق أليس كذلك ؟

حيدر وعيناه تشع بريقاً نحو السماء / بالطبع إلى اللقاء…

محمد/السلام عليكم

وعليكم السلام

محمد/خالتي هذه الأدوية بعث بها حيدر فلقد ذهب إلى مهمة عسكرية وقمت بإيصالها أثناء ذهابي إلى البيت

سلمت يابني

محمد/إلى اللقاء خالتي

دمتم في حمى الرحمن

تنهد محمد ونظر إلى السماء لقد كان يشعرُ بالضيق استعاذ بالله من الشيطان ومع هذا كان قلقاً وقال لنفسه لم كان يتحدث معي هكذا بتُ أشعر بالخوف عليه قاد الطقم بسرعة كبيرة من أجل أن يصل إلى رفيقه بأسرع وقت فلم يكن مطمئناً .

القائد/حيدر أنت أبق هنا ولتقتحم من الخلف

حيدر / ولكن

قاطعه القائد قائلاً /حيدر أنت تملكُ القدرة على المباغتة خذ رفاقك وانطلق

ضحك حيدر بارتياح وقال / كنتُ أعلم أنني مهم ناظره القائد
فقال حيدر/ أمرك وأكمل طريقه مبتسما

أحد المجاهدين/حيدر ألن تنتظر محمد

قاطعه وأردف بالقول لا ليس هناك متسعاً من الوقت إن رأيتهُ قم بإعطائه هذه الورقة وأدمعت عيناه ليخفيها بسرعة ويردف بالمناسبة لنذهب لقد تأخرنا

بصوت خافت قال المجاهد/ هيا وانطلق خلفه

مرافق القائد/أيها القائد هاتفك يرن

أخذ القائد الهاتف ليتلقى الاتصال رد على المتصل فعبس وجهه واعتقد بحاجباه لتنهمر دموعه دون توقف فأغلق هاتفه ينهي بها ذلك الاتصال المحزن ليتكئ عند أقرب جدار ليتذكر ذلك المجاهد الذي لم يكن قائداً ولكنه كان مخلصاً والبسمة دائماً تشق وجهه ، تذكر ذلك الذي كان سنداً للجميع مرحاً للغاية بشوشاً يساعد الجميع نهض بإرادة وعزيمة قوية حين سمع محمد ينادي باسم حيدر وبصوته لهفة للقاء رفيق الدرب دخل إلى القائد وقال له: أين حيدر ؟!

عم الصمت وكل واحد ينظر للآخر

أين حيدر مابكم !!

صرخ مرةً أخرى وقال أنا أسألكم ألا تسمعون

صرخ القائد بوجهه بغضب مخبئاً حزنه وحسرته على ذلك البطل ليقول له/ نحنُ لم نأتِ هناِ إلا لنُقتل

كانت هذه الكلمات كفيلة بأن تجعل وجه محمد مصفراً فانطلق بعيداً يجر أذيال الخيبة خلفه بفقده صديقه الذي رحل بدونه

مثقلاً بجراح قلبه المندملة متثاقل الخطى منكسراً وكأنه غريب يبحث عن هويته شعر بأحد يقبض كتفه ألتفت ليرى أحد المجاهدين الذي كان معهم في المحور يعطيه ورقة فيها قليلاً من الدماء ومن ثم ذهب، نظر إلى الورقة والحزن مخيم على روحه قادته قدماه إلى منطقة بعيدة قليلاً عن منطقة عملهم ، جلس تحت إحدى الأشجار ليصرخ بصوت عالٍ ينادي رفيقه عل السماء تسمعه لتعيده كان يبكي بشكل يدمي الفؤاد تتساقط الدمعات من أحداقه وهو هادئ تهزه الرياح كان الجو غائم يتذكر مواقفهم ولقاءاتهم الأولى تتسلسل الأحداث أمام ناظريه وهو لا يشعر بشيئ يتذكر كلامه الأخير، بسمته، عيناه اللتان تلمعان بشدة نظر إلى الورقة بانكسار تام يتمتم بصوت مسموع ألم تعدني ياحيدر بأنك ستظل معي لم تركتني أنت وحدك من وقف معي حين رأيت عائلتي أشلاءاً متناثرة فمابالك يا رفيق دربي والحياة تتركني لترحل بعيداً وتتخلى عني وأنا وحيد أخذ الورقة بيداه اللتان ترتجفان بشدة فتح الورقة وبدأ بالقراءة ليجد عنوانها “إلى رفيقي ” تساقطت دموعه أكثر حتى أنه لم يستطع أن يرى شيئاً مسح دموعه وأكمل ليرى كلمات صديقه والدموع تأخذ مجراها وسط وجنتاه كانت تتعالى شرحجاته وبدأ من على صوته النحيب بكى كثيراً دون أن يشعر بالقائد القريب منه نهض محمد ليجيب على الاتصال

أحد المجاهدين/ محمد الآن حيدر استشهد ولدينا مهمة ضرورية هلا أتيت ؟!

سرح قليلاً ليتذكر رسالة رفيقه حين قال له “ولا تترك الجهاد وأكمل مسيرتي” فرد على المتصل أنا جاهز

أحد المجاهدين/أنا أنتظر

المجاهد/وأنت يا محمد من هنا

محمد/ لا بأس

انطلق محمد مع إخوانه المجاهدين كان محمد يقاتل بكل شجاعة ومنطق متذكراً صديقه ليأخذ بثأر دماءه التي بعثرتها تلك الرصاصة ، مشى خطواتٍ قليلة فإذا بغارةً غادرة تلقي بجسده على الأرض وتصعد بروحه إلى السماء

شٌيع الرفيقان محمد وحيدر باليوم ذاته لتفتقد ساحات المعركة بطلان ليس لهما مثيل ويضرب بصدقاتهما المثل !!

هكذا رحلوا بسلام أولئك الذين كانت مواقفهم معاً انطلاقتهم معاً ضحكاتهم شجاعتهم قوتهم أولئك الذين رسموا خريطة النصر بدمائهم وأزهرت السماء بلمعان أرواحهم وافتقدت جبهات القتال صلابتهم تعدوا المنطق وما دخلوا الخيال نسجوا بقطع أجسادهم لوحة التماسك وبنوا بأرواحهم لبنة الإسلام الشاهقة جعلوا من دمائهم سيلاً يجرف جذور الظالمين ضحوا وبذلوا ليتصاعد عبير طهرهم يعمُ السماء وزكاء نفوسهم يجول أرجاء الأرض هنيئاً كثيراً حد المجراتِ بِوسعها “!!!

#فريق_عشاق_الشهادة

You might also like