وتر خامس في كمنجة .

 

 

إب نيوز ٢٠ يونيو

رويدا البعداني

آليت أن لا أعزف لحن العودة بعد اليوم ، سأترك القوس لغبي يأتي بعدي يظن أن اللحن سيأتي بمن رحل، سأهجر مكانك ، وأنسى زمانك لأني أدركت مؤخرًا أن من رحل لايمكنه العودة .

حاولت مرارًا أن أتمسك بتلابيب الأساطير ، وأصدقها لا لقلة وعيّ أو هشاشة فكري وإنما لشحة أملي، وتضاخم ألمي، ظننت أن اللحن سيشن بإرهاصات من الأفق تمهد مجيئك ، لم أكن لأعلم بأني بالغت في الأمل وبذلك قد أسأت العمل .

لقد مضى على رحيلك ألف خيبة ، ومضى من عمري ألف عام من الصمود ، لطالما كبلتني أصفاد ذكرياتك ، ورمتني في السجن لأعوام ، لكني كنت أعتبرها بمثابة أساور تزين معصمي ، لم أنتحب رحيلك كما تفعل النساء عادة ، تحفظت على بصمتي كي لاأجرح مأتمك .

واستمر حدادي ومعه ذبلت أزهار عمري ، قررت ذات يوم أن أهرب من سجن الذكريات لربما كتبت لي حياة جديدة ، لكني بلغت من التعاسة عتياً حين رأيت الأبواب السبعة مغلقة ، وشممت رائحة مكيدة القدر .

توجست من الخفقات المستعرة في أيسر صدري، شعرت بالخوف وقررت أن أجازف بالهروب لربما عاد زمن المعجزات وتفتحت الأبواب، هببت من مكاني وكلي
أمان وثقة، وهنا كانت المعجزة ؛ تفتحت الأبواب الستة، وتبقى الباب الأخير ، بعد هُنَيهة فُتح وليته لم يفعل ؟

أمام عيني رأيت شبحك وقد كان يرتديه الضب من كل حد وصوب ، رمقني بنظراته ، وبدأ يتمتم أنني خنتك عندما قررت أن أنسى ، بدأ بشن الكلام الجارح عليَّ وجرحي الذي سببه رحيلك لم يندمل بعد ،تمنيت حينها أن يصوب نظرته لدبر قميصي وينظر ماذا فعل وحش الغياب بي ؟ وأثبت بذلك برائتي.

انتظرت معجزة تجعل من رضيع يتكلم أنني كنت الضحية ، وأن رحيلك كان جلادي وقاتلي ، ولكن يبدو أن زمن المعجزات قد ولى ولم يتبقى منها إلا بعض من حقيقة وكثير من خيال، هاأنا عدت بمفردي بقيدي إلى زنزانتي التي زورًا يطلق عليا اسم ردهة ، وقد أصبحت وترًا خامساٌ في كمنجة تعزف لأغبياء الأمل الطويل أمثالي ،وتم عزلي من ماهية الطرب .

 

#اتحاد_كاتبات_اليمن

You might also like