أي جرح عشته يامران حتى قامت الصرخة.
إب نيوز ٢٠ يونيو
عفاف البعداني
اﻷخبار تتزاحم وتعلو المنابر اﻷعلامية، بهذا الحدث الاستثنائي، الذي غير مسار العالم ،وتحولت فيه الصرخة إلى ثورة متوهجة، يراها كل من حمل في نفسه روح البصيرة والتحليل اﻷصوب لمتقلبات العصر، ليدرك المقتضى الحقيقي للصرخة والذي يتمحور حول هدفين أساسيين، هما معاداة امريكا وإسرائيل، والهدف الثاني: اﻷكتفاء الذاتي، وأنا في كنف هذه المجريات وهذه اﻷهداف، متابع شحيح كل ما أعرفه أن قصة الصرخة قصة جهادية بطلها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي..
وتتكشف أوجه الحقيقة وتظهرلنا اﻷحداث مرتبة بدون تغيب، منذُ بداية الحروب الست ليدرك العالم أن الجرح الذي تعامى أمره باﻷمس سيتحول إلى نيران لهيبة تكشف نوايا المعتدين.
وإني ﻷرى نفسي مجحفة إن قلت للقلم بوقع أثير اكتب واحصر، وتحدث عن مأساة مران اﻷبية تحدث، وأصرخ كما صرخ الحسين، تحدث عن مأساة متسلسلة، وعن أحداث مجلجلة، وعن نفوس متخمة الجراح، فبعض القصص هي أشد وقعًا من رمي الحديد، وأعمق جرحًا من حبل الوتيد إن بادرنا لها بالحديث، فبأي لغة نصوغها وبأي حرف نصونها بين اﻷحقاد الدفينة ،بأي حبر نكتبها والقلم بنفسه يأن حين يحكيها بالوان قسيمة.
نعم اﻷصوات بدأت تظهر والصرخة قررت أن تنطلق من محافظة صعدة اﻷبية ، ولكن لم تمر السنين والشهور إلا وجبل مران يحتضن أشد مظلومية، تمدد حقلها في بقائع موطني كالبركان ، تربع حديثها بعقولنا، لتعلمنا كيف أن الدين متقوقع على القلوب المؤمنة مهما أشتد بها حمي الوطيس .
ولو عدنا إلى قوادم البداية، سنجد أن قصة الصرخة بدأت في /٢٠٠١م /حيث برز الظلم واعتلى شأنه عند عولمة الشرق والغرب ،و بدأت الثقافات المغلوطة تنثر ضوضاءها، وتنشب أعشاشها الممرضة في مجتمعاتنا، وفي كل أصقاع مواطن العالم، وتفاقم الظلم وأغرورق الحق عن الحديث، وبدأ شبح الصمت والقبول والترضي يغزونا ببطئ فضيع.
ولكن هيهات! هيهات! عندما يتربى الفكر في بيئة قرآنية، وينسجه العلم من الشيمة المحمدية، متجاهل كل العواقب ،هنا تتغير كل موازيين العولمة والتحضر الزائف، ولاتمر عليها هذه الصروف مرور الكرام وهذا ماجسده السيد/حسين.
فمن تلك الصرخة برزت التراتيل الجهادية، من قصة انطلاق مشروع السيد القائد/ حسين بدر الدين، من حيث المحافظة التي نفضت غبار الصمت وركضت قدمًا وراء الحقيقة، مع أن الموت فيها يتدارك بالساعة الف يوم لشحة إمكانياتها الاقتصادية والطبية، وكونها مدينة بسيطة تفتقد لكل أنواع التقدم الحضاري أوالحنكة العسكرية عن ذي قبل، وكل ماكانت تمتلكه/ هي ثقافة القران وأصلاً لم يكن بالحسبان أن العالم سيحشد عليها كل وحوش العالم المفترسة.
ولكن الله -عز وجل- إذا قال: للشيء كن سيكون صرخ السيد/وأعلنها في العام ٢٠٠٢م كي ينقذ البشرية من الظلال المحدق من الوهم السرابي للأحداث متأثر بقول الله عزوجل ((كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة ))وكان العجيب و الغريب في هذه الصرخة، أن العالم خاف وارتعب من قوتها اﻷبجدية، وكأنها المفتاح الذي كشف وأحبط أحلامهم الرنانة، وكأنها السر الذي واجه خريطة امريكا الجهنمية وأوقف خططها لمدة أعوام على العرب ،صرخت مران مع قائدها من أعلى شرفة قلبية وتحررت من نفق أسود شرقي وغربي ،وباتت جريمة كبرى أمام طقوسات العالم لاحت بصوت مدوي سمعها وحشنا النائم من خلف الضباب المخفي وكانت تعتاد كل يوم بصوت معني بالمواجه،
الله أكبر،
الموت لامريكا ،
الموت ﻹسرائيل،
اللعنة على اليهود،
النصر للأسلام.
تعالت هذه اﻷصوات حتى لاح فجرها في اﻷفق، وترنم بها كل حر ،ولكن لطالما تأتي الغربان لتفسد سجية إنسان، وتزاحم اﻷوطان لتربت على اﻷجفان وتقدم لهم الحياة في اﻷكفان، وتسقي الروح من القيعان لتقتل من بيننا هوية إنسان .
هذا كان طور المعركة أن تحارب المحافظة ويحاصر سيدها ويموت، ولم تهدأ لهم ركيزة ولم تنطفئ لهم نيران، إﻻعندما ارتكبوا حماقتهم الساذجة في استشهاد السيد القائد وظنوا أن الحكاية من هنا انتهت وبدأ جلاءها ولكن “ياحسرتاه” على فرط ظنونهم فمن هنا بدأت الصرخة وتعاظم صوتها بين جبالنا وأشجارنا ومع صغارنا وكبارنا صحيح أننا ودعنا السيد القائد بدموع زاخرة وبمشاعر ضاربة ،وبحزن لاترثيه أي عبارة ،ولكننا بتربية السيد لم ندع الحزن يشق طريقه لنا إلا من وراء حجاب.
فكان لزامًا علينا أن نعد للمعركة ونسدل الوشاح لنخرج بنفسية عالية من الثقافة القرانية، والجهوزية اﻹيمانية التي منها تطورنا وأنتجنا عدة عسكرية وقفت أمامها كل قوى العالم دهشة وتعجب منها طبعًا خوفًا، لاتأدبًا، نعم أحتضن مران جثمان السيد بصبروثبات و تحول بعدها إلى فصل تطوري ينثر عبيره اﻷرجوان علمت العصافير الحرية وأهدتنا بيلسان يتحدث عن الهوية اﻹيمانية، ومن تلك- المحافظة الصغيرة- صعدة ،بدأت قصة الصرخة العالمية التي لن تهدأ ولن يهدأ أصحابها إلا بتحرير اﻷرض وكل مقدساتنا اﻹسلامية فعليك منا، ومن اﻷرض والشجر والحجر، الف سلام ولتنام قرير العين فثورتك لن تهدأ بل هي من كل حين ستبدأ وتنشأ.