سلاح وموقف.
إب نيوز ٢٠ يونيو
عبير النمري
لقد كان الشهيد القائد السيد / حسين بدرالدين الحوثي رضوان الله عليه رجل القرآن كان ممن يتدبر القرآن ويتأمله ، كان ممن يغوص ويتعمق في بحر الهدى الذي لايدرك قعره ، لذلك كان يفهم ، ويعي جيدا مخططات أمريكا وكيان إسرائيل ومشاريعهم الإجرامية القذرة التي يسعون لتنفيذها في المنطقة ككل .
نعم ؛ بعد أن سعت أمريكا جاهدة للسيطرة على العالم عموماً ، والأمة الإسلامية خصوصاً ، والهيمنة عليها ، ولم تكن أمريكا لتكتفي بالقليل بل كانت مخططاتها كبيرة جداً وواسعة ، فقد حاولت السيطرة على كل الجوانب بدءً م̷ـــِْن الجانب السياسي والإقتصادي ووصولاً إلى الجانب الثقافي ، والتربوي ، والإعلامي ، وحتى أنها سعت للسيطرة على حياة الناس جميعاً وكان الهدف إبادة الجميع وإركاعهم .
في ذلك الوقت الذي كانت الأمة تعيش في حالة فراغ يمهد للعدوا لاختراقها وإخضاعها ، نهض الشهيد القائد م̷ـــِْن واقع المسؤولية ، ومن واقع المعاناة ، م̷ـــِْن واقع الظلم والتسلط ، م̷ـــِْن واقع توجيهات الله وآياته الباهرات ليطلق عنان صرخته الشهيرة في وجه المستكبرين ، وهو يعلم يقيناً أنها سلاحٌ فعال سيفتك بالعدو، وسيفشل جميع مخططاته.
في زمن اللا موقف كان يجب أن يكون للناس موقف يتحركون على أساسه ، حينها أسس السيد/ سلام الله عليه المشروع القرآني التنويري بمبادئه السامية، وأخلاقة العظيمة ، مشروعٌ نبيل ، زاكي ، بناء ، لايقبل الظلم ، ولا يخضع للضالمين ، ليتحرك الناس م̷ـــِْن خلاله واثقين م̷ـــِْن مسارهم وإنتمائهم فــ نهاية هذا المسار النصر والعزة والكرامة ، أو الشهادة في سبيل الله وإعلاء كلمته ، وهذا مايتمناه المؤمنون الصادقون .
رغم عظمة المشروع إلا أنه لاقى اعتراضات كبيرة ، وعوائق جسيمة ، م̷ـــِْن قِبل الجميع في الداخل على رأسهم السلطة الظالمة آنذاك ، وفي الخارج على رأسهم الشيطان الأكبر ، والغدة السرطانية إسرائيل ، وكلاهما يريدان إسكات هذا الصوت ، وغايتهم تكميم الأفواه ولم يألو جُهداً في ذلك ، ولكن الله أراد لهذا المشروع أن يغير مجرى الحياة بكلها ليس في اليمن فقط بل في كل البلدان ، وكان هذا المشروع هو الخلاص لمن تمسك به فقد كان هو سفينة النجاة في عصرنا وزماننا م̷ـــِْن ركبها نجى ، ومن تخلف عنها غرق وهوى .
رافق شعار البراءة م̷ـــِْن أعداء الله توجيه السيد سلام الله عليه بالمقاطعة الإقتصادية ممثلةً ببضائع ومنتجات العدو ، وكذلك الإعلام ، وكل مايضخ في خدمة العدو، والمقاطعة كانت سلاح يفتك بالعدو وهو في عقر داره ، فالاقتصاد هو مايبني الدول ، وهو مايهدم ، ويضعف الدول، والإقتصاد م̷ـــِْن أهم المجالات لدى الأعداء ، لذلك نقول اليوم أنه يجب أن نُسلم لهذا التوجيه ، ونعمل على نحاربة ، وصد أعدائنا ولو بالقليل ، ويجب إلزام جميع التجار بعدم المتاجرة في البضائع المقاطعة خصوصاً الأمريكية ، والإسرائيلية ، كمايجب تشجيع الصناعات المحلية .
سلاحان كانت ثمرتهما عزً ، ونصرً ، سلاحان كان لابد منهما لنخرج م̷ـــِْن واقع الظلم ، والتجبر ، والطغيان ، سلاحان جعلانا نصعد لنلوح في الافق البعيد ، كيف لٱ وهما م̷ـــِْن أخرجانا م̷ـــِْن الظلالة إلى الهدى ، ومن الظلمات إلى النور ، ومن الذلة والخزي ، إلى الكرامة ، والشموخ ، ومن عبودية أولياء الشيطان وهيمنتهم ، وتسلطهم ، إلى عبودية ملك السماوات والأرض م̷ـــِْن أراد لنا أن نحيا أعزاء هما سلاحا الشعار والمقاطعة الإقتصادية .
#الذكرى_السنوية_للصرخة_في_وجه_المستكبرين
.