لم يشطب السعودية لكنه شطب إنسانيته وانسانية منظمته .
.
إب نيوز ٢٠ يونيو
منير إسماعيل الشامي
أقدم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس يوم الاثنين الماضي على شطب تحالف العدوان الذي تتزعمه ظاهريا السعودية من القائمة السوداء أو ما تعرف( بقائمة العار ) والتي تضم المنتهكين لحقوق الطفولة في العالم وأولهم المرتكبين لجرائم القتل والإبادة في حقهم.
إقدام غوتيرس على هذا القرار يأتي في سياق التواطؤ اللا إنساني للأمم المتحدة مع تحالف العدوان الاجرامي، وفي سبيل منح السعودية الضوء الاخضر لإرتكاب المزيد من الجرائم البشعة في حق اطفال اليمن وتأكيدا منه باهدار حقوق أكثر من 7500 طفل يمني سقطوا بغارات التحالف العدواني بين قتيل وجريح خلال سنوات العدوان ، ودلالة على تحركه وتحرك منظمته الجاد نحو تغطية جرائم النظام السعودي في حق الطفولة اليمنية التي ذبحت مملكة الاجرام وتحالفها براءتها ونسفت شفافيتها وطهرها وحولت اجسادهم إلى اشلاء في مختلف محافظات الجمهورية للعام السادس، كما يأتي ايضا في محاولة لتجميل الوجه المجرم و القبيح لنظام الرياض ، إضافة إلى ذلك فقرار الشطب يؤكد ضلوع الأمم المتحدة ومشاركتها في توسيع ومفاقمة أسوء كارثة إنسانية على وجه الأرض في حق الشعب اليمني حسب توصيفها الدقيق لهذه المعاناة في تقاريرها.
ومن المؤسف جدا أن شطب غوتيرس لتحالف العدوان تزامن مع مجزرة جديدة ارتكبتها السعودية في مديرية شدا بمحافظة صعده سقط فيها أكثر من 13 شهيد من بينهم أربعة اطفال باستهداف طيرانها لسيارة كانت تقلهم وحولت أجسادهم إلى اشلاء متناثرة في كل اتجاه من مكان القصف .
إن إقدام غوتيرس على شطب تحالف العدوان من القائمة السوداء يجعل كل احرار العالم يتساءلون عن اﻵلية التي اعتمدها، وما هي المعايير القانونية والانسانية التي استند عليها في قرار الشطب ؟
وإذا كان غوتيرس قد استطاع بقلمه المأجور من شطب تحالف العدوان من قائمة العار فهل يستطيع أن يشطب جرائم التحالف والسعودية في حق الآلاف من اطفال اليمن بمئات الجرائم والمجازر الموثقة بمختلف الوسائل والراسخة في ذاكرة التاريخ وذاكرة الملايين من أحرار العالم ؟
من المؤكد أنه يعلم أن ذلك أمرا مستحيلا،ومن المؤكد أيضا أنه يدرك أن ما قام به فعلا هو شطب إنسانيته وإنسانية منظمة الأمم المتحدة من قائمة الإنسانية العالمية، أما جرائم تحالف العدوان ومملكة الاجرام في حق اطفال اليمن ونساء اليمن والمستضعفين من شعبه فهو وكل المستكبرين من حوله أعجز العاجزين عن شطبها من أي قائمة من قوائم التوثيق أو من ذاكرة التاريخ أو من ذاكرة كل حر من أحرار العالم،وستظل ثابتة وشاهد حال على كل قوى الاجرام العالمية وعلى كل من تواطأ معهم،وعلى كل من باع ضميره وتاجر بمظلومية الشعب اليمني الصامد إلى أن تقوم الساعة.