مابين مقبرة الزمان والآن .
إب نيوز ٢٣ يونيو
صالحة الشريف
غزوات اليمن من البريطانيون والأتراك والصهاينة والعرب.
الغريب في الأمر بإن هناك من يعتبر الاحتلال السعوصهيوأمريكي لليمن هو سياسة أو طائفة أو مذاهب بل إنهم محتلون وستزول غرابتك عندما تعلم بأن هؤلاء هم من يرتكبوا أبشع الجرائم البربرية، وإنهم من يمولُ تنظيم داعش في(اليمن_سوريا_لبنان_العراق_ليبيا_…… إلخ) بل أيضًا النظام السعودي الذي ارتكب ويرتكب أبشع المجازر بحق أبناء هذه الأمة في اليمن وغيرها، فهم يعتبرون أنفسهم تحت مسميات “أنظمة إسلامية”.
لقد سطر التاريخ ما يقعشرُ له الأبدان ويندى له جبين الإنسانية من الجرائم البشعة التي ارتكبها الاحتلال اليهودي وأدوات أدواتهم في اليمن؛ شأنه شأن داعشي، فالنظام السعودي كان من قبله (الأمويون_والعثمانيون_والعباسيون_والبريطانيون) لغزو اليمن في شمالها وجنوبها في تاريخ 1538م من الدولة العثمانية بقيادة سُليمان باش الخادم لاحتلال باب المندب والبحر الأحمر وسواحل اليمن وتم عليه السيطرة بالكامل وكان الشعب يعاني ويكادح الموت ولقد ذاق اليمنيون في ذلك الوقت من التاريخ صنوفًا من العذاب والجحيم؛ ولكن كانت مقاومة اليمنيين لرفض الذلة والخنوع والهوان مقاومة يوجد بها نفحات من البأس اليماني وصرخات تعلو نافضة تراب الهيمنة والذلة.
وفي هذه المرحلة خاض المطهر بن هاشم شرف الدين حربًا قتالية بمهارات عالية مكننة من كسب الشعب إلى صفة فاستطاع المطهر بأن يتوجه بقواته ليقاتل ببسالة ضد القوات العثمانية فامتد من صنعاء إلى عدن وعادت السيطرة العثمانية لتنحصر في منطقة زبيد في تهامة فانتصر اليمنيون فتحققت انتصارات الثورة اليمنية التي أذهلت العثمانيون، وبعد فترة زمنية لا تعتبر طويلة ولا وجيزة وإنما متوسطة لحتى توفي البطل المغوار “المطهر” عام 1572م.
ظهر في عام 1597م الإمام القاسم بن محمد الذي قام بتطوير اليمن وأصبح لليمن حضارة ذات شأن كبير، وعمل القاسم على دعوة العلماء إلى “جبل قارة” جنوب صعدة وأعلن ثورته على الأتراك المحتلين فخاض ضدهم معركة في كثير من المواقع التي كان يتلوها أنتصارات عظيمة لاحت إلى غرب اليمن السعيد، ومن بعد كل تلك المعارك توفي الإمام القاسم بعد عام من الصلح في عام 1620م، ولكن استمرت الثورة اليمنية بقيادة الإمام المؤيد محمد بن القاسم ، ولم يستمر الصلح فقد تم نقضه في عهد المؤيد وهكذا استمرت الثورة اليمنية فاشتد الحصار على العثمانيون وتمكنت القوات اليمنية من ملاحقة العثمانيون في القرى والمدن فانتصر اليمنيون حتى تحقق خروج العثمانيون من اليمن عام 1635م.
فهذا هو موجز تاريخنا العظيم الذي نفخر به وهناك الكثير من الغزوات التي يقابلها الكثير والكثير من العنفوان اليماني لدحر الطغاة والطواغيت.
وهنا المستعمر الجديد في تاريخنا الحالي عام 2015م ذو الأطماع نفسها والدوافع والأهداف، اليوم هو مستعمر جديد بقيادة أمريكا وأدواتها لغزو اليمن، ولقد قال السيد: (المعركة هي ليست معركة سياسية؛ ليست فقط مشكلة سياسية أرادو أن يحولوها عسكريًا؛ لا والله هم يريدون استعباد شعبنا والله هم يريدون السيطرة علينا كشعب يمني مسلم، يريدون مسخ هويتنا وتاريخنا وأيضًا أرضنا وثرواتنا وجغرافيتنا وموانئنا ويريدون منفذ باب المندب الذي هو من أهم المنافذ في هذا العالم).
وأتذكر أيضًا في مقابلة أحد السفراء الأمريكين السابقين، الذي قال في ذات مرة : أن اليمن لازالت بكرًا بثرواتها وخيراتها، مليئة بهذه الخيرات الواعدة من البترول والنفط والمعادن وأشياء أخرى، وفي ذلك اليوم وضعوا الأعراب والأغراب والعجم عينهم على ثروات اليمن ومنافذها البحرية والبرية والجوية، فعملوا على شن عدوانهم من واشنطن ، فاليمن أُصيبت بعين حاسدة، فأول غارة جوية شنت على جبل نقم في العاصمة صنعاء والتي خلفت أضرارًا جسيمة بحق المواطنين الأمنين في منازلهم في ليلةٍ دامس ظلامها، فعندما علموا رجال اليمن بهذا التصرف الهمجي الممنهج عندها تحركوا الأحرار إلى شتى جبهات الجهاد بأقدم حافية تفتت الصخر وتساقط المواقع.
لقد صنعت من دماء الشهداء والجرحى مداد حبري، ومن صفحات بياضي صنعت حكاية تُحكى للأجيال بعدنا، فكتبت برصاصة قلمي عن أبطال سوف يُخلدهم التاريخ ونحكي عن انتصارتهم العظيمة التي تعجب منها الأعداء!!
لم تضرهم تضاريس الطبيعة إنهم رجال الأرض غبر حفاة الأقدام، إنهم مبردقون مبندقون فهذه كلمات أعداءنا عنهم، فأما أنا المجاهدة الحرة الثائرة من أوساط مدينة الحديدة أقول لإخوتي المجاهدين: أنتم حماة اليمن، أنتم قلوبنا وعزنا وفخرنا، أنتم ثوار أحرار فأنتم من ببطولاتكم تحكوا عن أجدادكم الكرام من الأوس والخزرج، فهذه بضع أوصاف غير شافية كافية وإنما أنتم أسود وجنود اليمن، فأنتم أعزاء لكم الحرية والكرامة، فأنتم من تسيطرون على مواقع المرتزقة لتدوسوا على جبروت أمريكا وأدواتها بكل قوة وإيمان يمثل أعلام الهدى؛ لا تهمكم أقوال هؤلاء المجرمين فعندما تحرقون المدرعة تكونوا في أوساط ساحات المدراعات الملتهبة بالنيران وترفعون راية النصر بأيات الصرخة والتكبير التي يتخللها زوامل الأخوة مبترعي برعة النصر على زامل كلماته ناراً تحرق قلوبكم ، فنحن نشعرو بالخجل أمامكم لأن ما يتم تقديمة لكم قليل أمام تضحياتكم وانتصارتكم التي أذهلتمونا بها، فعندما يلتقوا هؤلاء بجند الرحمن المتسلحين بثقافة القرآن يقبضون على عباد أمريكا وعباد الريال السعودي ومنهم من يُقبر ويجرح ويُؤسر وعندما نغزو معسكراتهم نلقى الكبسة والعطور والحشيش فيقول هذا المجاهد الثائر لهؤلاء الخونة الشياطين: أنتم تتعطرون بعطور النساء ونحن نعطركم بدخان بارودنا فهذا مايناسبكم، فلتعلموا أن اليمن كانت زمانًا مقبرة للأناضول ولازالت الآن مقبرة للغزاة.
.