ماذا وراء استمرار احتجاز سفن المشتقات .
إب نيوز ٢٨ يونيو
منير إسماعيل الشامي
للعام السادس على التوالي ونظام الرياض الذي يتزعم التحالف العدواني، يتفنن متلذذا في قتل الشعب اليمني، ومحاصرته، وتجويعه، يقصفه بالصواريخ المحظورة، والقنابل المحرمة، بغارات هيسترية لم تتوقف لساعة واحدة في ليل ولا نهار ولم يستثني على تراب اليمن شيئا ، فقصف بها البشر والشجر والحجر والرمال و حتى مقابر الاموات، ولم يفوت يوما من إيام عدوانه إلاوبذل فيه كل جهده وطاقته لمضاعفة معاناة الشعب اليمني، ورفع مستواها إلى أقصاه، وما من يوم يمر منها إلا وسعى لجعل أيامه الشعب جحيما ،وساعاته عذابا أليما، ودقائقه نارا وحميما، لم يترك طريقة ظنها تشبع نهمه الدموي إلا واتبعها، ولا وسيلة تشبع غريزته الاجرامية إلا واستخدمها، ولا خيار يزيده سقوطا، وقبحا إلا ونفذه
وهو ما تشهد به جميع عملياته العسكرية، ومؤامراته الاجرامية وحربه الاقتصادية، فكل ما يقوم به من ظلم وطغيان لسادس عام وجهه وركزة ضد الشعب المستضعف كجرائم انتقامية بحتة لا هدف لها ولا غاية سوى القتل وسفك الدماء البريئة، وبشكل يؤكد أن هدفه اﻷول هو القضاء التام على كل اليمنيين، ولو استطاع أن يمنع عنهم الهواء الذي يتنفسوه لما تأخر عن ذلك لحظة واحدة، وهو الأمر الذي جعل أغلب عملياته العسكرية، ومؤامراته الاقتصادية جرائم حرب متكاملة الأركان
ولعل نهمه الدموي والاجرامي في الانتقام من الشعب هو سبب خروجه في حربه الغاشمة عن كل المبادئ والقيم الانسانية، وتجرده عن كل أعراف الحروب وأخلاقها، وانتهاكه الصارخ لكل الشرائع السماوية والقوانين الدولية والإنسانية
وما استمراره في احتجاز سفن المشتقات النفطية إلا واحدة من أبسط جرائم الحرب الفضيعة التي يقترفها في حق الشعب اليمني المظلوم، وما حرصه على ممارستها إلا بدافع الانتقام الخبيث من إنسانية الإنسان اليمني، وغايته من وراءها هو تحويل حياة اليمنيين إلى جحيم دائم، كون المحروقات عصب الحياة وانعدامها يخلف كوارث خطيرة في مختلف مجالات الحياة، وقطاعاتها، بإنعكاس آثارها الكارثية المدمرة على كل يمني صغيرهم والكبير، وغنيهم والفقير، وذكرهم والانثى.
لقد تعمد فيما مضى احتجاز سفن المشتقات ليتحكم في الكميات التي تدخل عبر ميناء الحديدة بضوء اخضر من الامم المتحدة وبعلمها وادخلها لأعوام على جرعات قليلة، هادفا من ذلك استمرار تفاقم معاناة اليمنيين في مختلف قطاعات حياتهم الصحية،والمعيشية، والخدمية، والانتاجية …إلخ بأسعارها المرتفعة، وانعكاسها بغلاء متصاعد في اسعار كل السلع والخدمات، لتتظافر مع مؤامراته السابقة، والمستمرة بوقف المرتبات، ونقل البنك، ونشر الأوبئة والأمراض القاتلة، واغلاقه لمطار صنعاء والمنافذ البرية والبحرية، واستهدافه للعملة بطباعة مئات المليارات لخلق أعظم وأشد وأوسع كارثة
إنسانية في تاريخ البشرية، ونجح فعلا في ذلك خصوصا في ظل التواطؤ الأممي والدولي ومساندتهما له في ذلك وما كانت هذه الكارثة لتتحقق لنظام الرياض المجرم دون ذلك التواطؤ.
ومؤخرا اتجه اجرام هذه القوى الإجرامية إلى مضاعفة ومفاقمة الوضع الإنساني إلى أقصاه بعدم السماح بدخول حتى لتر محروقات واحد وفي أشد واقسى لحظة حرجة يعيشها الشعب اليمني توقفت فيها معظم المنشآت الإنسانية الخدمية والصحية والانتاجية والنقل … إلخ بسبب نفاذ الوقود، ولماذا؟
لأن سعر المشتقات انخفض انخفاضا طفيفا رغم قلة الكميات التي يسمحون بدخولها في الماضي، ورغم تعمدهم بزيادة التكاليف بتحميلنا غرامات التأخير لسفن شحن المحروقات والتي تقدر بعشرات الآلاف من الدولارات لكل سفينة عن كل يوم احتجاز، فإنخفاض السعر يعني لهم انخفاض في معاناة الشعب حتى وإن كان الانخفاض، طفيفا ولا يترتب عليه تخفيف معاناة الشعب فهو عليهم كبيرا بأعتبار أن هدفهم مضاعفة معاناته، وما رسالة العدوان الى المجلس السياسي الاعلى التي نقلها عبر الأمم المتحدة و تهديده فيها أنه إذا تم صرف نصفي الراتب للموظفين قبل شهر رمضان المبارك الماضي فسيقوم بوقف إدخال المشتقات إلا أكبر دليل على وقوفهم بكل قوتهم ضد كل ما من شأنه ان يخفف من معاناة الشعب اليمني.
فهذا الاسباب هي ما أثارت غضبهم، وجنت من جنونهم، ودفعتهم لمؤامرتهم الجديدة بفرض إدخال المحروقات عبر ميناء عدن الواقع تحت سيطرتهم من خلال مواصلة واستمرار احتجازهم لسفن المشتقات النفطية ليتمكنوا من الوصول إلى التحكم والسيطرة المطلقة على هذه المواد ويدخلونها بالكميات التي يريدونها وتباع بالأسعار التي يحددونها فتصبح حياة الشعب كله تحت رحمتهم، أملا منهم في اخضاعه وتركيعه وسعيا منهم لتحطيم صموده الاسطوري، وكسر ثباته القوي الذي تحطمت عليه كل مؤامراتهم، وتبخرت منه كل امكانياتهم وقدراتهم، للعام السادس على التوالي، وهذا ما لا يكون ولن يكون بفضل الله وتأييده، ولن يبلغوه ابدا.
تساعدهم في ذلك وتدعمهم منظمة الأمم المتحدة جهارا نهارا، وهو ما أكده مبعوثها إلى اليمن “مارتن غريفث ” عبر تغريدة هزلية في صفحته طالب فيها من حكومة المرتزقة، وانصار الله مساعدته لإدخال المشتقات، متجاهلا أن السفن التي تحتجزها بحرية العدوان خضعت للإجراءات الأممية وتم تفتيشها ومنحها التصاريح الرسمية لتفريغ حمولاتها في ميناء الحديدة ومع ذلك لا زالت محتجزة حتى اليوم ولم يحرك هو ومنظمته ساكنا من أجل إطلاق سفن المشتقات المحتجزة طيلة شهور ، ولا أدري ما هية المساعدة التي يريدها من أنصار الله، فحسب ما جاء في رد عضو المجلس السياسي الأعلى الأستاذ محمد الحوثي على تغريدته بأن السفن لدى بحرية العدوان وميناء الحديدة جاهز لإستقبالها في أي لحظة ومناشدة الشعب اليمني لغريفث ولمنظمته لم تتوقف لحظة واحدة، ومع ذلك لم يعملوا شيئا والأمر بأيديهم لو اردوا.
فكل ما سبق يثبت ويؤكد أن الامم المتحدة تسعى لتحقيق هذه المؤامرة،وأن غريفث بين في تغريدته انه يبذل قصارى جهوده لتنفيذها ويضغط بكل قوته على أنصار الله للقبول بتسليم حياة الشعب للمرتزقة من خلال الموافقة على دخول المشتقات عبر ميناء عدن وهو ما لا يمكن أن تقبل به قيادتنا الحكيمة، وما يجب أن يدرك خطورته كل فرد من ابناء الشعب اليمني.
ذلك أن القبول بذلك يعني أن تصبح حياة الشعب تحت رحمة العدوان ومرتزقته، وبمعنى آخر فإن القبول بذلك يعني تسليمهم طرفي الحبل بعد أن لف حول الرقاب، فلا يتبقى عليهم إلا شد الحبل لكي يخضع لهم الجميع، وهذا حلمهم ومناهم الذي يسعون لتحقيقه من وراء احتجازهم الطويل للسفن