سميرة مارش مابين امتهان العدوان وحمية الأنصار

إب نيوز ٢٨ يونيو

أشجان الجرموزي

عندما يسلك الإنسان درب العمالة والارتزاق يصبح الطريق مهيئاً للسقوط الأخلاقي وإفلاس الكرامة فلا ضير أن تنتهك أمامه حُرمَّه او أن يدنس مكان طاهر أو أن يصبح ديوثاً ، كل ماسيهمه هو كم سيكون وزن مخباته وكم سيجني من ثروات وريالات ملطخة بالدم والعار.

في حجة الوداع للرسول صلوات ربي عليه وآله شدد كثيراً على الرفق بالنساء والاهتمام بهن وعدم التعرض لهن وعدم انتهاك حرماتهن أجملها صلوات ربي عليه وآله في عبارة ” واستوصوا بالنساء خيراً” .
لكن هناك على مر الأجيال من يرتدي الدين ولا يطبقه
واليوم دعاة الدين لم يعملوا بوصية الرسول ولم يرفقوا بالقوارير بل رضوا بأن يمتهن الغازي كرامتهم وأن يسلب رجولتهم وشهامتهم وعقيدتهم الأصيلة ، وقد سطر العدوان ومرتزقته أبشع الملاحم في السقوط الأخلاقي المتكرر وانتهاك الحرمات.

الأسيرة سميرة مارش من محافظة الجوف زوجة شهيد ذاد بروحه عن أرضه وعرضه تهجم عليها المرتزقة والعملاء وأخذوها عنوة كمعتقلة بجرم كبير كما زعموا أنها مجندة لدى مليشيا الحوثي وتقوم بجمع الاحداثيات من مخيم صغير، لم يراعوا فيها إلاً ولا ذمة، ولم يراعوا حرمة انتهاك الأعراض، فتم اختطافها من بين أسرتها وحرمان أطفالها منها، أكثر من عام ونصف وهي في سجون الارتزاق لم يقبلوا بتفاوض لأجلها أو تبادل أو حتى عن الافصاح ماالذي يحدث لها ، وكذا قاموا بنقلها من سجن الجوف إلى مارب ولربما إلى مكان أخر!

قوبل هذا الانتهاك الصريح بشتى أنواع الإدانة من اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى وكذا اللجنة الوطنية للمرأة وكافة أطياف المجتمع من تكتلات وتنظيمات سياسية وثقافية ومجتمعية محلية وخارجية وأُصدرت بيانات بهذا الشأن واستنكار هذه الانتهاكات الشنيعة بحق المرأة اليمنية عامة والأسيرة سميرة خاصة حيث والجميع يطالب كل مؤسسات المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظماتها النظر إلى هذه القضية بعين الاعتبار، وإطلاق سراح المختطفة سميرة مارش من سجون المرتزقة الذي لايَعترِفُ بأعمالهم وجرائمهم لا الدين ولا المنطق.

وهذه القضية ليست قضية عادية أو أن القيادة الحكيمة غفلت عنها، بل وجهت القيادة العديد من الرسائل للخاطفين بسرعة الافراج عن الأخت سميرة مارش ، وأيضاً دفعوا بلجان وساطة كبيرة للتفاوض على إطلاق سراحها واستبدالها بأسرى رفيعي المستوى موجودين لدى الأنصار، لكن لاتجاوب، ولأنها ظُلمت ؛ لم تنتظر الحمية اليمانية إلى أن تعود عقول المرتزقة وأسيادهم إلى رشدها، فلأجلها ولأجل إخراجها وفك أسرها تم تحرير نهم ومحافظة الجوف ودحر المرتزقة والآن يتم التقدم إلى مارب، وهاهم اليوم بكل بسالة يدكون أوكار العدو والمرتزقة لأن الله سمع نداء قلبها الخفي واستغاثتها وبعثه في قلوب عباده المؤمنين بأن الله لا يقبل بالظلم ولا الإيمان اليماني يقبل بانتهاك حرماته، أو أن يقف مكتوف اليدين حتى يعود غي الارتزاق إلى رشده فصرخوا مستعينين بالله فكان الله ناصراً لهم ومعينا.

قريباً سترون كل أسير وأسيرة قد عاد حاملاً فخره وعزه بقيادته وبأنصاره الأشاوس سيرى العالم أن المجاهد اليمني لن يسكت على انتهاك حرمته ، سترون قريباً أن أرض اليمن سيصعد من باطنها الطيب لأنها نبذت دنس العمالة والارتزاق
وارتوت بدماء أبطالها من قدموا الروح رخيصة في سبيل عودة المخفيين والأسرى وفي سبيل تطهير الوطن من رجس الغزاة والمعتدين وأذيالهم ، سيرى العالم أن لاسيادة لأحد على وطن الإيمان سوى أهله .
فلأجل سميرة مارش يتقدم خيرة الرجال إلى الميدان وتقدم الأرواح والدماء رخيصة في سبيل إعادتها سالمة، وفي سبيل تحرير كل شبر في الوطن وحفظ الكرامة والسيادة .

 

You might also like