كفاكِ بطشًا أيتها الحرب

إب نيوز ٢٩ يونيو

رويدا البعداني

لعلي أردتُ أن أبكي كثيرًا وليس ذلك ضعف بل قوة ، ولكني لم أشأ ذلك خشيتُ أن يشمت بنا الزمن وينكأ الجراح ، ويقف متحدثًا أن مانحن عليه هو من صنيع أفعالنا ،آثرت البكاء كتابة وقررت أن أزفُ دموعي حبرًا ، وأصاهر الحرف والورق كما أفعل في كل مرة.

فإن تحدثت عن المعاناة في موطني فهي معاناة لاتكاد أن تنتهي، ولكن أن يكون الطفل هو الضحية الذي نُصب في قلب المذابح والجراحات فهذا ماهز أركان فكري ، وجعلني أدون مأساة أطفال يعيشون في عالم افتراضي مجرد من كاملية حقوقهم الأساسية فالحق الذي بالأمس امتلكوه كان حق البقاء واليوم تم قمعه ودفنه .

باتت أحلامهم مهيضة الجناح منذ أن وطأت قدم الحرب نواحي الوطن ،كان لهم بالأمس بصيص نجاة يأتي مع الفرح ليعلقهم به ثم سرعان مايتركهم متأبطين ذراع الوجع ، ففي الوقت الذي يجدر به أن يلهو بلعبة ويستظل تحت شجرة الأمنيات ، نراه يمتشق السلاح خلسة ، ظنًا منه أن بذلك العمل سيحرر الوطن، ويسترد روح أخاه الأصغر ، تراه يذرف وابل من الدمع ، وهو جاث على جثة فقيده ، الذي قد خلفته الحرب تحت أقدام الركام ، لم يبالِ بحمل البندقية التي قد أثقلت كاهله .

تراه يحمل في يديه الموت والحياة معًا ، تجعدت أسارير وجهه من فيض الدموع ولم يبالِ مازال يمسك براحة يده شجرة الأمل ، فروحه تأنف الاستسلام وتأباه مهما طال الوجع وازداد الأنين .

فأين المنظمات الإنسانية مالي أراها واقفة ؟ مابال الكراسي الأممية ساكنة ؟ أتنتظر منا الأجرة للنهوض متناسية الأجر جاهلة لواجباتها ؟لِمَ أراهم ينتحبون طويلاً إن دهست سيارة كلبًا ؟ أو إن أعتدى أحد على هرة ؟ واليوم ساحتنا الإسلامية تضخ بالدماء كنهر عصي التوقف ، تضج بالأوبئة والمجاعات ولاحياة لمن تنادي ، وكل يوم يزداد العويل إثر ماخلفته قرارتهم الحمقاء في الحرب ، وهنا يجدر بنا أن نقول كفاك صمتاً أيها العالم فصمتك اليوم بات فضحية وغدا وصمة عار في جبين الإنسانية ، وأنت أيها الربيع العربي ، حان أن تخلع لثامك ، فماهيتك وحقيقتك خريف عبري ،ووحده الخروف من صدق كذبتك الربيعية ، أقصد الخريفية.

 

You might also like