لذلك الذي أنتهك الحرماتِ بدمٍ بارد.
منار الشامي
حكيتُ لجدي ماحدث في حق آل سبيعيان فقال لي وهو يغلي سيرينا الله فيهم ما فعلوه فأحببتُ أن تأخذنا مخيلاتنا لقصة صغيرة .
بعد يوماً منهك من العمل المتعب الذي لا يقتصرُ عن كونه مابين إرهابٍ للمواطنين وسفكٍ للدماء مشى بخطواتهِ الثقيلة إلى السيارة دخل وهو يتنفس بسرعة فارتشف القليل من المياه التي كانت في جيبِ سيارته نظر إلى سقفِ السيارةِ فابتسم حين تذكر أميرتهُ الصغيرة وهي تطلبُ منه أن يعطيها الحلوى من بقالة العم خالد عن عودته، ظل يفكر في أهله فتذكر أيضاً أمه وهي تقبله وتدعي له دون علمها ما الذي يشتغله مرت أطياف جميعِ عائلته أمامه من أولاده وزوجته وأخوانه فجر يداه ليسوق سيارته وهو متعب وفي كل لحظه يتذكر أحدهم وهو لا زال مبتسم .
يقتربُ قليلاً من منطقته التي يقطنها فيسمع ضجيجٌ عارم ودخان متصاعد يقتربُ أكثر وأكثر ومع كل خطوة يحثوها تتصاعد أنفاسه دون علمه ما السبب يزفرُ ويشهق وتتسعُ حدقاتُ عيناه ويتبلد يوقف سيارته وتتصارع الأحداث داخله وهو جامدٌ دون حراك يرى الدخان يتصاعدُ من على منزله المثقب وسيارةُ أخاه محترقة عليها شعارٌ لاصق يلمع في مفرداتٌ الصرخة وقليلُ من الملازم مصفوفةً عند الباب .
شخصٌ على وجههِ لثام يروي له ما حدث وهو غيرُ قادراً حتى على الحراك يصغي جيداً لكل ما يقولهُ ذلك الشخص فيقولُ له (كانت أصوات القذائف تقتحم كل الغرف، فيما الأب وإخوته وأولاده وأولاد أخيه يواجهون مصدر القذائف بأسلحتهم الشخصية، وبعد ساعات تأبى الجدة إلا أن تستطلع الأمر عن قرب، فتشاهد خرابًا هائلًا ودمارًا، في كل مكان، صوت ابنها يهز المكان “ارجعي يا أمي واهتمي بالنسوان” تجيبه بغضب ” ومن لنا إن صار لكم مكروه”، يجيبها ” عبيده كلها عز وسند”، لكن الجدة لا تسمع الكلمات الأخيرة، واخترقَت صدرها قذيفة ملتهبة، وانكفأ ولدها يلف بقية الأحشاء والأشلاء بشاله، وهو يحسبل ويحوقل، وتمضي الساعات وكل رجل وشبل منهم يحاول صد الهجوم، لكن السلاح الفردي أمام السلاح الثقيل، كمسدس ماء أمام رشاش كلاشنكوف.
تتسلل شمس الشروق إلى المنزل، عابرة من خلال الفتحات التي أحدثها القصف المتواصل، ويرتفع عويل النساء، وصراخ الأطفال، يسرع الشيخ إليهن، فيجد شظايا القذائف، قد أصابتهن، هذه في رجلها، وتلك في يدها، وثالثة في بطنها، يربط جروحهن بما على رؤوسهن من أغطية، ويعود لتفقد أبنائه وإخوته، فيُخبرونه أنَّ ذخائرهم شارفت على الانتهاء، وقد أصيبوا ببعض الجروح لكنها غير قاتلة، يجلب الشيخ كل ما لديهم من رصاص، لكنه لا يغطي نصف ساعة.
يجد الشيخ أحد إخوته يصارع الموت، إثرَ إصابة في بطنه، ويردد ” ثأرنا مع الإصلاح، لا تخلوهم” ثم تصعد روحه ولسانه ينتزع الشهادة انتزاعًا ” أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله” كرر الشيخ الشهادة بصوتٍ مرتفع، وعلى عينيه دموع تحجرت في محاجرها، وكأنه لا يُصدق ما تراه عينيه.
انتهى الرصاص، ووجه الشيخ أخيه وأحد أولاده بالتسلل من الباب الخلفي، وركوب السيارة، والاستنجاد بأبناء قبيلته عبيدة، غادر الشبلان لكن قذائف المهاجمين كانت أسرع، وأحرقت سيارتهما، ومُثِّل بجثتيهما…
استمرت ميليشيا الإصلاح بقصف المنزل، وحينما لم تجد أي مقاومة، اقتربت من المنزل مع استمرار القصف، وبعد ساعات من التردد والحذر المصحوب بالرعب والخوف، اقتربت القوة الإرهابية، واقتحمَ العشرات المنازل، وبدأ النهب ، ووقف جلاوزة الإصلاح على كومة من البشر يحمي بعضهم بعضها، وبكاء الأطفال، يملأ المكان، قاموا بسحب الذكور، وهم الشيخ محسن صالح سبيعيان وأخيه وأولاده وأولاد أخيه وحشروهم في الزاوية المقابلة، ثم رشوهم بوابل من الرصاص، أمام الأطفال والنساء، وسالت الدماء حتى غطَّت وجه الغرفة، وصبغت أقدام الأطفال وأمهاتهم بدمٍ قانٍ يفور، ومن تتحرك من النساء فدونها طعن الجنابي وضرب أعقاب البنادق.
مشهدٌ يقطع الأكباد ويدمي الصخر، وترتفع أصوات النساء، بالبكاء والنحيب، وكل واحدة تهتف “وينكم يا عزوتي ياعبيدة؟”
واستمرت ميليشيا الإصلاح تنهب كل شيء أمامها،وتحرق البيوت، وبعد أن قتلت ونهبت وأحرقت؛ استيقظت من سكرتها، ولابد من تغطية الجريمة البشعة، فجاؤوا بالأصباغ المُعَدة، وصبغوا الشعار الحوثي على مسجد هؤلاء الأتقياء الأنقياء ، وعلى جدار المنزل، ووضعوا أكوامًا من ملازم الحوثي على حوض سيارة محترقة لآل سبيعيان، ونسوا أن شعارهم ما تزال رائحته نفاذة، وأوراقهم سليمة فوق حوض سيارة محترقة…)
يكملُ وهذا كلُ ما حصل ويحثو الرجلُ الملثم خطاه بعيداً .
ولكم مع خيالكم رحلةً تفكروا فيها ما حدث لذلك الرجل الذي إرتكب جريمةً مماثلة فرأها ترتكب فيه !! .
قمتُ بدمج قصتي الخيالية مع القصة الحقيقية ليتفكر كل من يقومون بهذة الأعمال الشنيعة فيما يعملوه!!
#منار_الشامي
#جريمة_آل_سبيعيان
#اتحاد_كاتبات_اليمن