أبجديات معاصرة’1′
إب نيوز ٤ يوليو
د. تقية فضائل
الإنسان والإنسانية مجرد شعارات رنانة هنا وهناك ، وحقوق وقوانين يتواضعون عليها في كل مكان ولكنها حبيسة الأدراج وجل نفعها خدمة بعض المتطلعين إلى سلطة أو منصب فيرددها ترديدا أجوف وقد ينفذ منها النزر اليسير جدا ليس من أجل الأنسان والإنسانية بل من أجل مصلحة فردية ضيقة.
منظمات أصمت آذاننا بحقوق الإنسان والإنسانية وهي أكبر من يستغل الإنسان ويجعله مطية يمتطيها ليصل إلى مبتغاه حتى و إن بلغ به الأمر إلى إخضاعه لسياسية الظلمة والمستكبرين فأهدرت حقوقه وامتهنت آداميته كل هذا لتضمن دعمها وبقاءها.
أما الإنسان على أرض الواقع فيعيش البؤس والشقاء في جميع أحواله ؛ ففي الشعوب الكادحة غالبية الناس يحيون بين تخلف الحكومات ودكتاتوريتها وظلمها وتقصيرها في أداء عملها ،يطاردهم الفقر والجوع والقمع والجهل أو التجهيل يتجرعون كل ألوان القهر، فلا لفكره قيمة وﻻ لروحه حرية المعتقد وﻻ لقدراته وإبداعاته مجال للظهور ، يسخر من أجل من يملك المال والسلطة لأن قيمة المرء فيمايملك من المال والقوة مهما كان غباؤه وجهله وسوء خلقه وبعده عن الله ، وكثيرا ما يملك رغبة في استعباد وإذلال من هو أفضل منه ويحول بينه وبين أن تكون له مكانته الحقيقية وهذا تعبير عن عقدة النقص.
أما في الشعوب المرفهة فهو يحيا حياة ﻻ قيمة لها أقل مايقال عنها إنها حياة تافهة حيوانية يقضي عمره بين الملذات والدعة والراحة وملاحقة أهواء نفسه فينحرف عن الطريق القويم ويظلم من هم حوله ما استطاع الى ذلك سبيلا معرضا عن العلم والمعرفة يرى نفسه اﻷجدر بالحياة والسعادة وسواه مجرد سلم يصل من خلاله إلى كل ما يريد يظلم ويفسد ويعربد ناسيا أومتناسيا أن الله في عليائه يراقبه ويمهله ثم يبطش به متى ما تمادى في غيه.
هذا هو الانسان البائس في كل الأحوال ، ناهيك عن استضعافه في معظم أرجاء الكرة الأرضية فقتله واستباحة أرضه وعرضه ومحاربة معتقداته وأفكاره أمور مألوفة في عالم الغاب الذي نحياه بكل قسوته ووحشيته، فلكي تحيا مجموعة من المتسلطين يرزح الآﻵف تحت وطأة الظلم .
صورة قاتمة للإنسان المعاصر ولإنسانيته ولن يجد له مخرجا إﻻ في هدى الله والثقة به وتعبيد النفس له دون سواه والتحرر من الخضوع لغيره، واتخاذ أوامره ونواهيه نورا يضيء له الدروب المعتمة ،وسبيلا يسلكها بكل طمأنينة لأنها طريق النجاة بلاريب.