صراع العبيد على أرض الجنوب!!

 

إب نيوز ٥ يوليو

دينا الرميمة

هي الكرامة وبما تحمله من معان سامية للإنسان والأوطان ،تأبى أن تتوج إلا من يستحقونها ممن عشقوها حد الموت اللذيذ على العيش بذل ومهانة مهما كان مقابله من أثمان، وهل للكرامة من ثمن ؟؟
فأما هؤلاء فقد وجدوها على هوى متارسهم دفاعاً عنها وعن انسانيتهم وأرضهم وعرضهم وعن أوطان هي الأخرى شامخة شموخ يطال السماء ماجعلها عصية على من يفكر بإحتلالها ، فكانت رمالها زمهرير يحرق كل من يحاول أن يطأها بقدميه غازياً لتوقع له على حدودها تأشيرة العبور إلى جهنم !
فهل هناك أسمى من أن يموت الإنسان عزيزاً كريماً مدافعاً عن وطنه وعرضه ؟
أما الصنف الأخر فهو المستميت في العبودية يبيع أرضه بحفنة من الريالات ويموت على عتبات حدود وطنه وهو يفتحها أمام الغزاة ،فهو من الذين تنكروا لأرضهم وعشقوا الإرتزاق والعبودية تحت أقدام محتل يضمر لهم كل النوايا السيئة هم هؤلاء من تنأى الكرامة بنفسها عنهم وخاصة بعد أن منحتهم فرص عديدة للعودة إلى العيش بكنفها كرماء احرار ففضلوا العبودية والإرتزاق ،وهؤلاء من ستظل تلعنهم هي وتراب وطنهم وهواء وطنهم وتراب وطنهم !!
وشتان بين العزيز الكريم والعبد المرتزق المهان ،
اذاً هما صنفان من العبيد وجدناهما في حربهم علينا في اليمن، ولعل اسوأ ما فجعنا به أن يخرج من بيننا من يُسبح بحمد المحتل ويشكره ليل نهار ولنيل رضاه فهو مستعد أن يبيع دينه ومعتقده ويهبه عرضه كهدية لقاء قتله ابناء وطنه وسلب أرضه وحريته !!
هؤلاء من تنطبق عليهم مقولة “لو امطرت السماء حرية لتظللوا منها بمظلاتهم “”

ومن اليمن المعروف بعدائه الشديد والمتوارث للكيان للصهيوني وعلى غير المتوقع من بلد له قيمة الدينية وعاداته وتقاليده جاء أحدهم مدعياً يمنيته قائلاً :إن السلام مع اسرائيل مطمع ومطمح لهم ويبدي استعداده للتحالف مع أي دولة حتى وأن كانت في المريخ في سبيل تمزيق وحدة وطنه!!
بالطبع وهنا أنا اقصد المرتزق هاني بن بريك حليف المحتل الإماراتي من اذاق أبناء الجنوب الويلات وعلى يد ابناء الجنوب ممن سخروا أنفسهم نُخب ومليشيات بمسيات مختلفة يترأسها المجلس الإنتقالي وبالسلاح الإماراتي ليكونوا رأس حربتها التي تفتك بالجنوبيين وتحتل أرضهم وتنهب خيراتهم ،
ومن هنا كان لابد أن يكون العبد على دين سيده وأسوة بأمراء الإمارات الذين اقاموا علاقات التطبيع مع الكيان الصهيوني وبكل فخر ينادون بأحقية دولة اسرائيل في أرض فلسطين !!
وعلى غرار مافعلوه الأسياد جاء العبد من مليشات الانتقالي مفاخراً بالسلام مع اسرائيل وهذا هو المضحك المبكي في آن واحد ان تكون عبداً يسيرك المحتل كيف شاء !!

وأماعلى الطرف الأخر فكان الصنف الأخر مليشيات هادي وبعد أن تمرد عليهم بن بريك ومليشاته فقد رأوا أن إتفاق الرياض هو تكريم للمنقلبين على شرعيتهم المزعومة خاصة بعد مااعقب هذا الاتفاق من استقواء الانتقالي عليهم وإعلان حكمهم الذاتي على عدن والكثير من مناطق شبوة وبسرعة البرق انتقلوا إلى سقطرى واعلنوا ضمها إلى حكمهم في ظل صمت سعودي وانسحاب قواتها من عدن وسقطرى دون تحريك أي ساكن ،
وهذا مارأه اتباع هادي خذلان كبير لهم من قبل حليفتهم السعودية وأصبحوا ناقمين عليها وحنقاً عليها فقد قاموا بالبحث عن بديل يأتي لإسترداد كرامتهم المهدورة تحت اقدام السعودية والأمارات !
فبدأوا بمغازلة تركيا والإستنجاد بها لإنقاذهم من بطش حليفتهم الإمارات ومرتزقتها ومداواة جروح من غدروا بهم ،
ورفعت صور اردوغان مكان صور بن سلمان وابن زايد !
هو موقف الذل لا غير فبدلاً من أن يكون ما حصل لهم درس قاس ثمنه تمزيق مكونهم وخذلان لشرعية لطالما زعموا ان الأمارات والسعودية جاؤوا لاستعادتها فمزقوها شر ممزق ،
لم يفهموا أن ماتقوم به السعودية والأمارات ليس فقط تفكيك لوحدة اليمن شمالأ وجنوباً إنما تمزيق للجنوب وتوزيع للنفوذ وتقاسم للجغرافيا بينهم وتحت أطماع المحتل سقطت كرامة التابعين له والمدافعين عنه ،
فهذا يدعو اسرائيل وذاك ينادي تركيا وما بينهما لاتزال ثمة صرعات قائمة ولايزال القتال على أشده وأصبح الجنوب هو المتضرر الأكثر من هذا العدوان وقادم الأيام تنتظر الكثير من الأحداث المؤلمة التي ضحاياها هم المواطنين البسطاء في الجنوب من ظنوا الخير في وجوه لا تعرفه فحرموا آمنهم وأمانهم وانتهكت كرامتهم بسبب قبولهم للإحتلال وصمتهم المخزي لكل مايدور على أرضهم!!

You might also like