100 عام ولن ننسى تنومة .

 

إب نيوز ٨ يوليو

عفاف محمد

يحمل التاريخ في طياته الكثير من الأحداث التي لايمكن للأجيال الصاعدة أن تنساها ،والتي تخلف إما الرفعة والمجد لأهلها أو الخزي والعار .

وهنا في اليمن ذات الأسلاف وذات المجد العريق ثمة أحداث لايمكن أن يزول ارتباطها بالحاضر ولا يغوبرها الزمن .

كثير منا لم يعرف عن مجزرة تنومة التي حدثت للحجاج عام 1341 هجرية، ومع انتشار نور المسيرة شاع صداها الذي كان قد اختفى ولو تسائلنا عن سبب تغييب هذه المجزرة البشعة في مجتمعنا اليمني لوجدنا أن السبب له علاقة بعدوان اليوم على اليمن، وهو الحقد القديم الذي يتأجج في صدرور أسرة بني سعود الحاكمة لنظام مملكتهم، تلك الأسرة التي لاتتورع عن أذيه اليمن واليمنيين بأي شكل كان وفي أي عصر ..!!

كانت المملكة ولازالت تواري سوءاتها بالمال الذي تستميل به المشائخ والأعيان في القُبل اليمنية، وذلك كي تضمن ولاءهم لها وعدم نبش القديم، وكي تحضى بالتسليم المطلق، لاستعباد هذا الشعب واستنفاذ خيرات وطنه .

مجزرة تنومة هي مجزرة بشعة بكل المقاييس انتهكت كل المعايير الدينية والإنسانية والسياسية والأخلاقية، وتم طيها بصمت وإيجاد أسباب ومبررات واهية لا يستسيغها العقل السليم .

نحن وفي ظل الظروف التى نعيشها يتأكد لنا خبث هذه المملكة التي مهما غطت جرائمها لن يجدي معها ذلك .

تنومة اليوم بعد مائة عام تعود بوجه آخر تعود في وجه وطن قُتل أبنائه بلا رحمة من رجال وأطفال ونساء وتم ترويعهم في ليل مظلم دون سبب يذكر ،تعود اليوم في وجه شاحب لدمار شمل معظم بقاع الأرض اليمنية ،تعود في حصار خانق وأمراض وأوبئة وجوع وأسحلة دمار ، نعم مجزرة تنومة تعود في عصرنا الحالي وبنفس اليد الإجرامية الآثمة الملطخة بالدماء اليمنية .

اليوم أصبح الشعب اليمني مدركاً تمام الإدراك من هو عدوه اللدود الذي يتربص به منذ زمن طويل، أصبح واعياً لمخططاته الجهنمية الخبيثة التي تنطوي تحت شعارات دجالة تتستر بثوب الدين .

تنومة اليوم نحيي تاريخها لنتعلم أكثر كيف نمتليء ونمتليء كرهاً لآل سعود الذين امتصوا دمائنا وخيراتنا طوال عقوداً طويلة .

جرح تنومة اليوم يتجدد وينزف لكنه يملؤنا عزم وثبات وإصرار على مواصلة الدرب في الجهاد ضدهم بما يمليه علينا ديننا وأعرافنا وأسلافنا التي تأبى المذلة والخنوع والسكوت على الباطل .

 

You might also like