حين باتَ (ثأر) عيال زايد !
إب نيوز ٩ يوليو
بقلم الشيخ/ عبد المنان السُّنبلي.
على إثر ضربة التوشكا المبارك الأول أطلق الإماراتيون هشتاجاً في كل وسائل التواصل الإجتماعية وعلى شاشات التلفزيون وفي الصحف والجرائد بعنوان (ثأرنا ما يبات)
حبس العالم يومها أنفاسه واعتقد الناس أن الأمر قد فلت من عقاله ولم يعد بمقدور أحدٍ السيطرة عليه ولجم الغضب الإماراتي أو ثني جيشهم الجرار عن الزحف بإتجاه صنعاء أو صعدة لاخذ الثار، وقعد الكل ينتظر؟ فمالذي حدث؟
خمس سنواتٍ ونيف ولم تجرؤ سريةٌ عسكريةٌ إماراتيةٌ أو كتيبةٌ أو حتى لواء على مواجهة مقاتلٍ يمنيٍ واحدٍ مواجهةً مباشرةً في كل خطوط الإلتقاء والتماس سوى القصف من الجو والدفع بيمنيين مغررٍ بهم للقتال عنهم بالوكالة!
خمس سنواتٍ ونيف والإمارات تفش غلها فوق الأطفال والنساء والنائمين الآمنين في مخادعهم قصفاً وجبناً من على ارتفاع أكثر من ثلاثين ألف قدم لا لشئٍ إلا لعلمها أنها لو نزلت على الأرض لجبنت عن مواجهة حتى هؤلاء الأطفال والنساء والنائمين الآمنين في مخادعهم فما بالكم برجال الرجال.
خمس سنواتٍ ونيف وهي تكمن لأخذ ثأرها هناك في سقطرى وميون وفي لحاء وجذوع شجرة دم الأخوين وفي السجون السرية في عدن لا في خطوط النار والمواجهات.
خمس سنواتٍ ونيف وهي تستهدف النسيج الإجتماعي اليمني وخصوصاً في الجنوب بطريقة ممنهجة وخبيثة تنم عن أكوامٍ وأكوامٍ من الغل والحقد تجاه الإنسان اليمني الصامد الذي مرغ أنفها وأنف من معها في الوحل في محاولةٍ بائسةٍ للاخذ بثأرها ذلك المتقادم القصي.
ولما أحست من نفسها العجز وبدأت تفكر في الهروب وكأني بها لم تشأ أن تغادر المشهد إلا وقد أفرغت ما بداخلها من حقدٍ وغلٍ متراكم لذلك التوشكا المبارك عادت وقررت الانتقام من هذا الوطن والشعب الذي كساها المهانة وألحق بها الخزي والعار بطريقة تنم عن مكرٍ ولؤمٍ وخبث، فراحت وقد وجدت ضالتها في بعض ضعفاء النفوس تستهدف بهم أعز وأغلى منجزٍ ومكتسبٍ صنعه اليمنيون عبر التاريخ – الوحدة اليمنية ظناً منها أنها بذلك ستثأر لنفسها مما لحق بها جراء تدخلها السافر واعتداءها الآثم على اليمن، فهل رأى التاريخ أحقر وأجبن وأرذل وأسفل من هؤلاء القوم ؟!
هذه هي إمارات (الخير) التي كنتم تتغزلون بها وفرشتم لها مآقيكم وفتحتم لها قلوبكم وصدوركم ورفعتم صور حكامها وأعلامها في ساحاتكم وشوارعكم وحتى مجالسكم !
ها هي اليوم تكشف عن وجهها القبيح وتعلنها صراحةً على الملأ أنها لا علاقة لها اليوم لا بكم ولا بشرعيتكم المزعومة ولا حتى بوحدتكم وأنها قد قررت الإنقضاض على كل ذلك ثأراً لنفسها كما تضمر والشاهد ما يحصل اليوم في سقطرى، فهل عقلتم الدرس الاول أم انه قد كتب عليكم أن تكونوا من الذين لا يعقلون ؟!
#معركة_القواصم