ضمير الوكالة الأمريكية .

 

إب نيوز ٩ يوليو

سارة الهلاني

في العام 2016 هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بوقف المساعدات الأمريكية عن 20 بلد عربي وفق سجلات “الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية”.
إذ قال: “إن هناك دولاً تأخذ المال الأمريكي ثم تصوّت ضد واشنطن في مجلس الأمن ضد قراره المتعلّق بالقدس في الأمم المتحدة، وإن بلاده ستعمل على توفير مليارات الدولار من وقف الدعم الذي تقدمه”

وبالتأكيد أن اليمن هي إحدى العشرون التي تشغل حيزاً في سجل الوكالة؛ استناداً للائحة التعريفية للوكالة إعلامياً أمام العالم كالتالي ’ الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (بالإنجليزية: USAID)‏ هي وكالة تابعة لحكومة الولايات المتحدة الفيدرالية وهي مسؤولة في المقام الأول عن إدارة المساعدات الخارجية المقدمة للمدنيين’.

وللموقف اليمني الوفي للدين والعروبة مع القضية الفلسطينية فهي أيضا إحدى الدول التي توجهت لها نبرة التهديد، بَيد أن ماكشفت عنه القوات المسلحة يومنا هذا عن نوعية وشاكلة الدعم التي تقدمه الوكالة لليمن، ومع شواهد الوضع السياسي ومجريات الأحداث والمواجهة العسكرية مع العدوان السعودي، تزيد لباس الخزي والإجرام رونقاً في بشاعته ووضوحاً في زيفه.

أوجزت قواتنا المسلحة بالصوت والصورة بأن “أسلحة الوكالة الأمريكية للتنمية عثر عليها في جبهات البيضاء ومأرب وعدد من الجبهات، والنظام الأمريكي يقف خلف العدوان وهو يُسلح، ويحدد الأهداف، ويغطي العدوان سياسيًا وأخلاقياً”، وهل هذا الخبر بالشيء الغريب !
أم التلبس الأمريكي للإنسانية يرسم مساراً من الذهول والريبة!
ما العصف الفكري الذي يجول العالم العربي واليمن خاصةً؟

كحقيقة قرآنية وإخبار إلهي عن ’من هي أمريكا‘ فقد قال ﴿وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُون﴾، وكدراسة تاريخية فإن سجل أمريكا ملطخ مذ نشأتها بالوحشية، والتعطش للدم البشري، والتربع لهيمنة العالم على جبال من جثث الآدميين في كل بقاع الأرض.

آن الأوان بل الأحرى في كل آن تقدم أمريكا نفسها ‘كالأم الحنون والأب الحريص ‘ نستحضر التاريخ الدموي والخالي من الضمير الإنساني لأمريكا، نُشاهد بعين الشعوب التي زرعت فيهم كوراث كبرى، و ارتكبت فيهم فواجع عظمى، بأرقام خيالية وأعداد مذهلة وضحايا تفوق حسابات عدّاد الدعم الأمريكي المصطنع إعلامياً وعناوين حقوقية وحريات وهمية، مجازر النظام الأمريكي في العالم الغربي والعربي تُجسد الصورة الحقيقة له، وتفنّد الرؤية الأمريكية التي يتعامل بها نظامها مع الشعوب.

حين ألقت أمريكا القنبلة الذرية على هيروشيما عبّر رئيسها عن ضمير ثقافته الأمريكية قائلا: ’العالم الآن في متناول أيدينا‘، هم يراءون العالم أنهم حملة السلام والمصلحين بالديمقراطية، ومانحو الإنسانية، ومدرسة القيم، فكيف بهم يخونوا السلام بسلاح الوكالة في اليمن!
و يحاربوا الديمقراطية باستخبارات الوكالة!
ويهتكوا الإنسانية بجرائم الوكالة!
ويفسدوا القيم بخبث الوكالة!

في الإيجاز الصحفي للقوات المسلحة أردف العميد سريع بقوله”المشاهد ليست للشعب اليمني فحسب بل لكل أحرار العالم”، ليُدرك الجميع ويستدرك خطورة الدور التخريبي للمنظمات الأمريكية لا التنموي،ووظيفتها الاستخباراتية لا الإغاثية، وضميرها العدائي لا الإنساني؛ فأشلاء أطفال اليمن وجثث نسائه، ودمار أرضه، ومعاناة حصار شعبه برعاية “الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية”.

فأمام أمريكا التي هي “أم الإرهاب” تتجلى أهمية سلاح الصرخة ، وإزاء دور النظام الأمريكي ضد الشعوب تظهر جدوائية موقف الشعار و ضد مشروع الوكالات الأمريكية والإسرائيلية تتوجب الترجمة الفعلية للمقاطعة، وتجاه الاستغلال الأمريكي للوضع الاقتصادي للشعوب يستلزم الإرادة والتحرك للاكتفاء الذاتي، وعلى الجهود الحثيثة بالحرب الناعمة يجب التسلح وعياً وبصيرة وعتاداً.

 

You might also like