أفواه تثرثر وأفعال تدمر
إب نيوز ٩ يوليو
ماريا الحبيشي
تدور الدائرة ونحنُ في نفس المكان والدماء تتسرب مثل المياة بدون رحمة لن أتكلم عن قلوب بعيدة عن الله بل سأصيغ بعض الحروف عن مجازر مأرب الذي تدمع العيون وترتعش لها القلوب.
ها أنا اليوم سأحدثكم عن الدماء التي مازالت تتسرب من أجساد الأطفال والنساء ومن كل يمني واحداً تلوى الآخر.
حدثهم ياقلمي عن وحشيتهم التي أرعبت عصافير السماء واكتب لهم حروفاً تشعل قلوبهم ناراً، حدثهم عن شراسة الوطن العربي على مأرب والبيضاء وصنعاء.
حدثهم عن قضية اليمن عن القضية الذي وقفت عندها كل القضايا التي أغلقوا ملفاتها وتركوا دماء اليمنيين تزج بهم إلى مزبلة التاريخ.
تُرك اليمنيون يموتون ببطئ من الصواريخ والدمار والجوع أمام أعينهم وأغلقوا أفواههم عن الحق بل جعلوا أفواههم تثرثر وأفعالهم تدمر.
هو صمتاً حقير ينحت أجسادهم ويحفر قلوبهم ويجمد ضمائرهم، وإذا بي وقفت على تلة من تلال الحياة وأغمضت عيناي في قضية اليمن الذي تقشعر لها الأبدان فقد أرسل الله جنوداً من جنوده، وأرسل الله للعالم فيروس صغيراً لا يرى بالعين المجردة فأفزعهم وأفزع مضاجهم وأقلق معشيتهم ،وقيدهم بدون سلاسل.
جعل اقتصادهم ينهار ولم يقفه أطباء عجزوا أمامه كل الأطباء والخبراء ولم يكفوا عن سفك الدماء بل زادهم شرهم وابتعدوا عن الله بل أزدادو تكالباً على اليمن التي لن تهزها أي قوة في العالم.
شعب قوي وصامد كم تذهلني حروف أسمك يابلدي العزيز، يزيد الشموخ شموخا بذكرك يابلد العز والشرف.
حاولت أن أنتقي أجمل العبارات؛ كي أزينك من الخراب والدمار كي أنشد حروفك ياوطن المحبة والصمود كي أخبر العدو أن اليمن ليست للعلب أو لتنزه فيها، مهما وقفت كل دول العالم ضدنا وتحاصرنا براً وجواً وبحراً وبذلك لن يهزوا جبل من جبالها الصغيرة ابداً.
ولم يكتفوا بهذا بل ارتكبوا في كل محافظة في اليمن مجازرلا تعد ولاتوصف، تصيح منها السماء لرعبها وقساوتها.
ألحان قاتلة لا تحدث إلا ضجيجًا قاتلة ،وكأنه انتحار بطيء وقفت علـى عتبة الأيام محتارة في ماذا سيحصل في الحاضر والمستقبل و الأحلام عالقة بين ماحدث ومايحدث،
فالصمت العربي يمزقنا بإتقان ماذا أقول ياسادة؟ طفلاً مسمّر بين الأحزان والآهات وفي علبة صغيرة بين الكيان.
%0