لا يمكن أن تستمر الحرب في اليمن إلي مالانهاية ولا يمكن للمللكه ألعربيه السعودية أن تظل غارقه في اليمن دون أن تسعي الي أجراء تسويه مع أنصار الله في الشمال جنبا الي جنب مع التسويات التي تمت بين السعودية والمجلس الانتقالي والإمارات وبما يتوافق مع أهدافها الاستراتيجيه في الحفاظ علي أمنها
السعوديين اليوم بحاجه إلي أدوات سياسية جديدة للتعامل مع اليمن من أجل تحقيق سلام شامل وخروجها من حرب اليمن بما يضمن لها تأمين حدودها وأمنها وعلاقاتها المستقبليه مع اليمن
وكل مكوناته السياسيه القديمة والجديدة
إن حجم التغيرات والأحداث وموازين القوي قد تغيرت في اليمن وبشكل كبير فمن كانت تعتمد عليهم الممللكة ألعربيه السعوديه في التأثير والنفوذ داخل اليمن أصبح اليوم معظمهم مقيمين في الرياض وفي بلدان أخري ولم يعد لهم نفس التأثير وألقوه والدور وإنما أصبحو عبئا على الممللكه وأدوات قديمه غير فعاله ولا يوجد لهم تواجد ملموس وتأثير بين الناس على الأرض في اليمن ويعتبرونهم سبب من أسباب أستمرار الحرب ومعاناة الناس
كما أن الوقع السياسي في اليمن اليوم أصبح مفتت وقائم علي أرتكازات مناطقية وطائفية ومذهبية يمكن أن تؤدي إلي مزيد من الصراعات والانقسامات والاختلافات السياسية والتحالفات التي تتغير بين ليلة وضحاها وستكون أثارها مخيفه إذا ماتم الاستمرار في دعمها وتغذيتها ليس على اليمن فقط وإنما عبر الحدود
الاسترتيجيه السعوديه في اليمن هدفها ألاساسي أمنها والحد من الخطر الأيراني ودوله يمنيه موحده لها علاقة أسترتيجيه مع الممللكه تضمن المصالح المشتركة والاحترام المتبادل ولكن كما يبدو أن تحقيق هذه الأهداف بعيدة المنال في الوقت الحالي رغم الإنفاق الضخم علي الحرب والعمليات العسكرية وغارات الطيران التي تحتاج الي وجود قوات بريه علي الأرض لكي تحقق هذه الأهداف
لكن ماتحقق هو مزيد من التفتيت والحروب الصغيرة التي تنذر بتعقد المشهد السياسي في أليمن أمام صانع القرار في الممللكه ألعربيه السعوديه وبقاءها في اليمن لفتره طويله بسبب الصرعات الجنوبية الجنوبيه والشمالية الشمالية والجنوبية الشمالية والاصلاح والشرعية وأنصار الله والإصلاح وغيرها من الصراعات المتداخله مابين مذهبيه وعرقيه وفئوية
كلها قد تزيد من تعقيد جهود السعوديين في الحد من الأخطار والتهديدات التي يتوقعونها داخل اليمن وهل سيتمكن السعوديين علي المدي الطويل في التعامل مع هذه التعقيدات ونمط التحالفات الغير مستقرة داخل اليمن
السعوديين لديهم علاقات بكل المكونات السياسية والقبلية في اليمن وهم أكثر خبره باليمنيين أكثر من غيرهم ولديهم قدرة وبرغماتيه كبيرة في التعامل مع هذه التغيرات فمن كانو بالأمس أعداء للسعوديه ولا يتفقون معها في التوجهات السياسية وكان عدائهم للسعوديه معلن عبر وسائل الإعلام أستقبلتهم السعوديه وتعاملت معهم كحلفاء جدد تتوافق مصالحها مع عدائهم لخصومها ومن كانو حلفاء وأصدقاء أصبحو خصوم وهذه المرونة في التعامل السياسي من جانب الممللكه يعطي لها قدرة على الاستجابة لكل المتغيرات السياسيه التي تحدث في اليمن والتعامل معها
الممللكه ولخبرتها الطويلة بكثير من المكونات اليمنية تعرف أن الكثير ينظرون إلي أموالها أولا ثم إلي التماشي مع مصالحها والسعوديين يعرفون ذلك ويتعاملو مع كل حاله وفق تقديرات معينه تتشابه فيها الوسيله وتختلف الطريقه
ماأود أن أطرحه
أن السعوديه عن طريق السلام تستطيع تحقيق جميع أهدافها في اليمن وطريق السلام يحتاج الي إرادة قوية وإدارك كبير لطبيعة المصالح والأهداف
فالولايات المتحدة الامريكية مثلا رغم قوتها العسكرية لكنها أنسحبت في كثير من الحروب التي خاضتها ولسنوات عديدة مثل فيتنام والعراق وكوريا وغيرها وأستخدمت السياسه والتنميه والاقتصاد
إن السعوديه وبكل تأكيد تدرك أن حجم الأموال ألتي أنفقتها علي الحرب وبعض الشخصيات السياسيه والقبلية والحزبيه والدينية والعسكريه في اليمن هي أموال ضخمه ولم يكن لها أي تأثير ملموس إلا علي من أستفادو من هذه الامول ونظر إليهم غالبية اليمنيين علي أنهم عملاء
إن مثل هذا الإنفاق إذا ماتم توجيهه للمساهمة في مشاريع تنمويه في اليمن مدارس طرق مستشفيات جامعات مصانع تساهم في التنمية في اليمن سيكون تأثير السعوديه في كل بيت يمني ملموس وسيكون جميع اليمنيين حريصين علي أمنها وأستقرارها وأول المدافعين عن أي أخطار تواجهها
كما أن علي السعوديين التعامل مع القوي الجديدة من الشباب والنساء وقادة المجتمع المدني والمثقفين والعلماء وقادة الرأي المشهود لهم بالنزاهه وأصحاب مشاركات لها تأثيرها بما يساهم في تفاهم أستراتيجي علي المدي الطويل
إن كل ماتحتاجه السعوديه اليوم مبادرة لوقف الحرب ودعوة اليمنيين إلي حوار شامل من أجل الحل السياسي الشامل بين كل الأطراف اليمنيه حتي لا تظل
اليمن رهينة لبعض المغامرات الغير محسوبة والتي ستكون نتائجها استمرار لمعاناة الشعب اليمني
قد لا يعجب كلامي البعض ولكن في مثل هذة الأمور يجب ان يكون كلامنا وأفعالنا لما يخدم بلادنا ومنطقتنا لان مصالح بلادنا وشعبنا هي علاقات حسن جوار واحترام مع السعودية اما إيران فلا اعتقد ان اهتمامها باليمن الا من باب الايذاء بالسعودية وعلية مادام قنوات التواصل بين انصار الله والسعوديين وكل المكونات اليمنيه مفتوحة كما يعلنون فإن هذا الوقت هو الوقت المناسب للحوار وإحلال السلام بين جميع اليمنيين ومجابهة الأعداء الذين يتربصون بالمنطقة
إن الانتصار الحقيقي للمملكه ألعربيه السعوديه هو في خروجها من حرب اليمن وأطلاق مشروع عربي جديد لتحقيق السلام ومساعده اليمن في إعاده البناء والإعمار