روسيا تعتزم نشر صواريخ نووية على حدود حلف الأطلسي بحلول 2019.
إب نيوز 23_يونيو
موسكو (رويترز)
توقعت مصادر قريبة من الجيش الروسي نشر صواريخ متطورة قادرة على حمل رؤوس نووية في مدينة كالينينجراد القريبة من أوروبا بحلول 2019 في خطوة تعتبرها ردا على الدرع الصاروخي الذي تدعمه الولايات المتحدة. وقالت المصادر إن روسيا قد تنشر هذه الصواريخ في وقت لاحق على شبه جزيرة القرم.
وقد تذكي هذه الخطوة المواجهة بين روسيا والغرب والتي بلغت بالفعل أسوأ مراحلها منذ الحرب الباردة وتضع مساحات واسعة من بولندا وليتوانيا ولاتفيا واستونيا الأعضاء في حلف شمال الأطلسي في مرمى النيران.
ويقول الخبراء الروس والغربيون إن الدرع الذي تقول روسيا انه يهدف لإضعاف قدراتها النووية يمنح الكرملين الغطاء السياسي الذي يحتاجه لتبرير خطوة خطط لها مسبقا.
وقال ستيفن بايفر السفير الأمريكي السابق إلى أوكرانيا وهو الآن زميل بارز في معهد بروكينجز “يخطط الروس للقيام بكثير من الأشياء التي يتدربون عليها منذ بعض الوقت.”
وأضاف “لموسكو سجل طويل في مجال الإعلان عن خطوات معينة والقول إنها رد على فعل ما على الرغم من تخطيطهم لها مسبقا.”
ويعقد حلف شمال الأطلسي قمة في وارسو الشهر المقبل لتحديد أفضل السبل لردع روسيا بعد ضم شبه جزيرة القرم عام 2014. واقترحت الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا نشر كتائب جديدة من القوات في بولندا ودول البلطيق لإرسال رسالة لموسكو.
وقد يدفع مؤتمر الحلف روسيا للإعلان عن خطوات مضادة لكن المصادر القريبة من الجيش الروسي تعتقد أن موسكو ستنتظر لحين بدء العمل في موقع للدفاع الصاروخي في بولندا أواخر 2018 للإعلان عن رد أكثر صرامة.
وهدد الكرملين بنشر صواريخ اسكندر – إم في كالينينجراد -وهي منطقة من روسيا تقع بين بولندا وليتوانيا- ردا على نشر الدرع الذي بدأ تشغيل جزء منه في رومانيا الشهر الماضي.
*”لا مفر” من نشر الصواريخ
وقال ميخائيل بارابانوف الباحث البارز في مركز تحليل الاستراتيجيات والتقنيات في موسكو -الذي يقدم المشورة لوزارة الدفاع الروسية- أن الكرملين سينشر هذه الصواريخ هناك على ما يبدو بشكل دائم بحلول 2019.
وقال باربانوف لرويترز “في كل الأحوال بات نشر (صواريخ) اسكندر في منطقة كالينينجراد الآن حتميا”.
ويحل نظام اسكندر الصاروخي الباليستي محل نظام سكود السوفيتي ويطلق عليه حلف الأطلسي اسم (إس.اس. 26 ستون) وهو عبارة عن صاروخين موجهين يصل مداهما إلى 500 كيلومتر ويمكن ان يحملا رؤوسا تقليدية أو نووية.
ونشرت روسيا صواريخ اسكندر مرتين في كالينينجراد خلال مناورات عسكرية لتسحبها لاحقا وفق ما ذكرت تقارير.
ويقول المسؤولون الأمريكيون إن الدرع الصاروخي الذي تدعمه الولايات المتحدة وتعترض عليه روسيا لا يهدف إلى مواجهة التهديد الروسي المحتمل بل يستهدف إسقاط صواريخ قد تطلقها دول مارقة مثل إيران. ورفضت موسكو هذا التبرير.
وقال بايفر السفير الأمريكي السابق في اوكرانيا إن “ظهور صواريخ اسكندر في كالينينجراد مسألة وقت.”
وأضاف “كالينينجراد تثير القلق. إذا نشرت صواريخ بهذا المدى فإنها لن تغطي دول البلطيق فقط بل ربما ثلثي بولندا.”
كان وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو قد أعلن إن موسكو تحتفظ بحقها في نشر صواريخ اسكندر في أي مكان في روسيا وقال مسؤولون عسكريون روس بارزون إن كالينينجراد ستحصل على صواريخ اسكندر في السنوات القليلة المقبلة في إطار عملية تحديث روتيني للأنظمة الصاروخية في البلاد.
وقال بارابانوف إن هذه الصواريخ ستنشر أيضا في القرم يوما ما.