إلى عزيزي العزيز-مُجاهدي-9
إب نيوز ١١ يوليو
رويدا البعداني
ولازال حنيني مستعرًا على الدوام يرجو أوبتك يابدر التمام، أخشى نفاذ الكلمات منـيَّ وداخلي يعتلج بألف حديث لك، لذا عدتُ للحديث معك ولن أمل من ذلك أو أسأم حتى تعود إليَّ. عدتُ لأصب جام اشتياقي على هذه الأوراق الصامتة، فهي المكان الوحيد الذي آنس فيه من حين رحلت.
لاأخفي عليك؛ لربما تمنيت البكاء مرارًا بعيدًا عن أنظار الجميع وخاصة من ينتظرون سقوطي، لكني أفشل في كل مرة، فلي دموع عصية الانهمار لاتبكِ، لكنها تُبكي. ولأني صديق حميم لنفسي أهمس إليها بصوت أجش مواسية أن لاتبكِ لاتحزنِ فهو سيعود، وبعدها ألجم شفتاي وبنفس اللحظة أحسد صنابير المياة كونها قادرة على البكاء إذا تراخت.
أتوجس خيفة من وأد الشعور فينيَّ، أخاف من غيابك إن أقام ردحًا من الزمن، متناسيًا وعدك لي.
أخاف على شعوري إن تبلد ونام كنومة أصحاب الكهف آلاف السنين، ماأخشاه حقًا إن عاد إليَّ بعد هجر سنين ولم أعد لأعرفه، لاشك أن هذه البلدة ستنكره، وسترفض التعامل مع عملته العتيقة جدًا، هذا إن لم ترهب من ماهيته وتجره إلى مقصلتها الضيمة وتبادر بقمعه.
ليس هناك جزء من آية تبرأ نومتك العميقة والطويلة وأن سببها كان هذا العالم المستبد والواقع المرير، لكني أيها الشعور أطالبك بأن لاتنم أو تتبلد؛ فليس لدي متسع لأن أحارب ، فأنا امرأة عزلاء إلا من الانتظار والألم.
أيها العزيز :-
أعلم جيدًا أنني حينما أخبرك بشوقي عبر هذه الرسائل فإني بذلك لا أزف لك خبراً ساراً، فأنا أعيَّ جيدًا أنك تريدني أن أكون أكثر صلابة وقوة، ولكن التوق قد حار وليس بيدي حيلة، فمن يجمع شتات روحي أخبرني؟
من يعيدني لنفسي أجبني؟
“أنت وحدك من يستطيع”
فلتعد ياعزيز أختك ووحيدها
#رسائل_ زاجلة_إليك.
11/تموز/2020