مظلومية آل سبيعيان ستعيد طيب مأرب
إب نيوز ١٢ يوليو
دينا الرميمة
أمام تلك الحشود الكبيرة من قبائل اليمن الأبية التي لبت نداه حين قال (هل من ناصر ينصرني) بعد أن خذلته قبيلته وخذلت اهله على خلاف ماهو متوقع من القبائل اليمنية المعروفة بالنخوة والغيرة إلا أنها وهنا اعني قبيلة “عبيدة” تركتهم يجابهون جيش جرار بأحدث المدرعات وكم كبير من الذخائر والأسلحة التي تكفي لتحرير مدينة بأكملها لا لمواجهة أسرة خالفتهم فكرهم ورفضت العدوان على بلدها،
وقف الناجي الوحيد من مجزرة آل سبيعيان الطفل الذي لايتجاوز عمره الثالثة عشرة طفل لم يقوى عوده بعد حتى يحمل على عاتقه هم الثأر لأبوه وأخوانه وأعمامه ولوطنه الذي تلقى الغدر من بعض أبنائه،
بدى كطير مكسور الجناح يشد خطواته لمعركة ليست معركته لوحده إنما معركة كل اليمن التي باعها دواعش حزب الإصلاح بثمنٍ بخس وجعلوا شعبها عرضة لقصف الطيران ،فماذا فيها لو يُباد ستة وعشرون مليون شخص لأجل أن يحيا مليون ممن يحملون نفس الفكر وهوية الأصلاح . ولذلك فقد ارتكبوا أبشع المذابح الداعشية لكل من يرفض معتقداتهم وإتجاههم السياسي .
وقف عبدالله يتأمل الحاضرين بعينين ملؤها حزن لايسعه هذا الكون بأسره كأنما يبحث بينهم عن ابيه وأعمامه فلعل ما حصل قد يكون كابوس مرعب هكذا يحدثه قلبه الذي ضم من الألم مالا يحتمله بشر، ألم الفقد وألم الخذلان بيد أن الأخير ربما قد يكون أشد وجعاً حيث أن من فقدهم فهم في عِداد شهداء العزة والكرامة قضوا نحبهم وهم يدافعون عن أرضهم و عرضهم وهذا الشيء يُفاخر به رغم مرارته ،لكن الأشد مرارة خذلانه ممن ظنهم عزوته وسنده من على أرض طيبة ذات يوم قال رجالها لملكتهم (نحن أولوا قوة وألوا باس شديد )،
حينها وخشية على أرضها قالت أن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا اعزة اهلها اذلة)
وبالفعل هذا ماوجدناه الان في نفس تلك الجغرافيا حين دخلوها ملوك النفط وعرابيد الإرتزاق
لذلك لانستغرب هذا الموقف من هذه القبيلة بعد أن جعلت مأرب ملتقى غثاء سيل طلاب الزنداني وأنصار اليدومي وخدام آل الأحمر وخريجي دماج ليعبثوا بطيب مأرب ويفتحون ابوابها على مصراعيها أمام الغازي السعودي والأماراتي ومرتزقتهم من السودانيين والأمريكان وكل نفايات الدول المتحالفة معهم ،
فكان نتاج فعلهم أن سُلبوا عزتهم وكرامتهم وأصبحوا اذلاء بعد عزهم وبأسهم لايقدرون على شيء سوى الصمت أمام كل فعل خبيث فمصيرمن يعارض او ينتقد هو التصفية العرقية ! هكذا أصبحت مأرب أرض خوف تتلقف المسافرين الأبرياء بدواعي طائفية وعرقية ومناطقية ومدينة تعجُ بسجون فيها من المأسي مايبكي الحجر الأصم حتى ان من زجوا فيها ظنوا انهم قد سيقوا إلى غوانتنامو هناك حيث تثقف زبانيتها بثقافة الصهاينة الأوغاد.
سيناريوهات داعشية تتكرر أحيت في قلوبنا ذكرى لن تموت مابقيينا وبقي هذا الفكر وحاملوه .
أحداث تشابه إلى حد كبير أحداث مررنا بها وعايشناها لحظة بلحظة كشريط يمر أمام اعيننا حين وقف الشبل السبيعياني يعاتب قبيلته ويستنهض القبائل لأخذ ثأره ولبشاعة ماكابده من الألم بدا محذرا بقية القبائل أن ماحدث لأهله غدا سيكون في كل بيت و كل اليمن في حال سكتوا عنه طالما هناك من يحمل هذا الفكر الخبيث المتلحف بلحاف الوطنية المزيفة التي تسعى لتسليم وطنهم رهينة للعدو !!
الحزن ذاته والألم نفسه هو من تحمله كل أسرة تعرضت لهكذا تصفيات ومجازر بحجة الإنتماء أو المناطقية وكثير هم من وقعوا فريسة بيد هؤلاء الاوغاد فاستباحوا دمائهم واحرقوا منازلهم وهجروا من تبقى منهم وحرمت عليهم أرضهم !
وبرغم هذه المأسي التي نتذوقها ورغم ألم الفقد و الخذلان الذي يلازمنا كظلنا إلا أننا وبحمد الله نشعر بالأمان أن من ذهبوا ذهبوا بكل شجاعة وهم يدافعون عن وطن لازال وبحمد الله يزداد شموخا ورفعة،
وطن لايعرف قيمته إلا من كان فعلاً أبن هذا الوطن لا اولئك ممن صار ينبذهم وتلتهم رماله جثثهم لتتلقفهم حيوانات البراري وهم صرعى يفتحون حدود بلدهم للمحتل ويقترفون الأثم كل الأثم بحق أبناء شعب اليمن الأحرار الذين وبلا شك لن يقصروا في تطهير بلدهم من كل خائن وعميل ومندس بيننا باسم الدين والوطن والدين والوطن يبرأون منهم