إلى البيت العتيق تتجه رحلة الشهادة .
إب نيوز ١٢ يوليو
منتصر الجلي
كعادته ذلك الإنسان اليمني رجل الآخرة قبل الدنيا، نراه يسعى إليها على كل أشكال العبادات، ومنها تلك العبادة والفريضة الكبرى، فريضة
” الحج الأكبر ” تلك الشعائر المقدسة التي تدل على وحدة الكلمة وعظم الحكمة الإلهية التي أرادها الله من العباد تحقيقها خلال هذا الفرض الأكبر،
ومع التعظيم المبجل والتسليم لله يغادر كل عام ألآف الحجاج اليمنيين إلى النسك الأعظم، ملبين شعائر الله في الشهر العظيم،
وكما تجري العادة يتوكل المؤمنين على الله بالتسبيح والتقديس والذكر على ربوع الخلوات، قاصدين إلى الله وجهتهم، قاطعين المسافات رجال ونساء وبينهم كبار السن وذوي النذور والمرضى، يسامرهم الليل على وهج مصابيح سمائه والقمر لهم رفيق درب وأمان من غفلات الظلمة، وفي مسير النهار يحثون الخطى نحوك يابيت الله على سنة نبي الله الخليل، تنزل الرحمات والألطاف الإلهية والعون رفيقهم والبصيرة سلاح الطريق من تفرق السبل،
وهكذا هي طريق الحجاج اليمنيين الى بطحاء مكة القصد والغاية والقلوب شوقها يسابق الطير على الديار والشعاب ووديانها،
حتى نزل ذلك الجمع المبارك على شعب وأرض من بلاد نجد ” عسير ” على منطقة تدعى # تنومة وسدوان، ذلك اليوم 17من ذي القعدة من العام ١٣١٤هج.
هبط حجاج بيت الله آمنين بأمان الله، لا يعلمون عن ذئاب إبليس التي أصطنعها البريطاني في ليلة وضحاها بأرض نجد من آل سعود، وفي استراحة المؤمنين وأغلبهم في الصلاة قياما لله ساجدين متبتلين الخالق السماوات والأرض،
فجئة وإذا بذلك السكون وهدوئ المكان واللحظات تنفجر خلالها الدماء، تسيل كأنها عين جارية من ثلاثة ألآف وريد يمني، ثلاثة ألآلف حاج يمني عليهم ثياب الإحرام رجالا ونساء وشيوخ، يصبحون في غرة لحظات جثث هامدة لا حياة فيها،
لم ينزل بهم وباء أو صاعقة من السماء وإنما أيها العالم نزلت عليهم طلقات وخناجر جنود وحثالى عبدالعزيز بن سعود النجدي، أولئك الجند الذين أبكوا عين التاريخ جراء جريمتهم وجرمهم القبيح، وهم يفتكون حرم لله في ضيوفه والقادمين الملبين لله، وخصوصا حجاج يمنيين عزل عن السلاح،
جريمة مجزرة تنومة التي يعيش ذاكرتها اليوم شعبنا اليمني، على مرور ١٠٠ عام لتلك المجزرة الرهيبة والبشعة، تنومة المآساة التي طبعت عارا جبهة النظام السعودي، لتكن خير شاهد على صنائع اليهود وبريطانيا بالأمة العربية عبر أدواتها في المنطقة، واليوم وفي ظل العصر ومراحل اليوم يعود ذلك المجرم السعودي ليكرر القصة ويعيد إنتاج السيناريوا ولكن بلغة حديثه، لغة عدوان على شعب بأكمله، يعود في مجازر أمثال تنومة الآلاف بحق اليمن واليمنيين، ليس لشيئ وإنما أن الشعب رفض الذلة وقال : هيهات من الذلة،
وفي عامنا السادس لهذا العدوان يرجع اليمنيون عن الحج وأغلب دول المنطقة، منع عنهم الحج لهذا العام، بحجج ليس لها في شرع لله سلطان، ذرائع رسم ملامحها البيت الأبيض ليكبل الناس عن البيت الأسود، وهما بيتان بيت الله العتيق وهو عز وأجل _ وبيت الشيطان الأكبر أمريكا والصهيونية العالمية، عبر أدواتها الهرمة آل سعود تلك أسرة السوء التي أباحت حرم الله وظهرت ماحرمه الإسلام على مدى أربعة عشر قرنا من الزمان، كالسينما ودور المنكر والسكر والنبيذ،
في زمن يستجلى خلاله قوله سبحانه ( وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا ) سورة الإسراء- آية (16).
صدق الله العظيم.