حتى بيوت الله !!
إب نيوز ١٦ يوليو
عبدالملك سام
عندما تدنس النفس البشرية فقد تصل إلى أحقر مستوى ، وهذا المستوى لا يناله ألا من أستحق اللعنة بنفسيته الخبيثة ، وهؤلاء هم المنافقون من حازوا رضى أعداء الله وأعداء بلدهم ، وحتى أنهم أذهلوا الجميع بأفعالهم التي لم يسبقهم إليها أحد في العالم !
تواطئ لا محدود ، ومكر بالليل والنهار دون كلل ولا ملل ، وحقد أعمى جعلهم يتجهون نحو أعمال لم تخطر ببال شيطان ! بعضهم يفعل هذا مقابل المال ، ولكن الكثيرين منهم فعلوه تطوعا عندما لم يجدوا من يدفع لهم ، فقد أستطاع العدو أن يهوي بنفوسهم بثقافته الشيطانية ! حتى أنهم – ولكم أن تتخيلوا ذلك – سعوا لأن يدمروا كل ما حولهم حتى لو كانوا هم وأهلهم من ضمن الضحايا ؛ مثلا أثناء أنتشار الكورونا في العالم وبينما كان اليمن بعيد عن هذا الوباء رأينا بعضهم يستشيظ غضبا لهذه النعمة ، بل وكانوا يتعمدون مخالفة تعليمات وزارة الصحة ويدفعون الناس لمخالفتها !!
سمعنا عن الذين كانوا يفرحون عندما تقصف طائرات العدوان بيوت الأمنين ، ورأينا كيف كانوا يفرحون بمعاناة الناس بأعتبارها أرض خصبة لبذر الشر والتذمر في أوساط شعبهم الصامد ، ورأيناهم وهم يغطون فضائح العدوان وحوادث الأغتصابات والأغتيالات في المناطق المحتلة ، وأكتشفنا قبحهم عندما بدأت خلاياهم تتساقط ونحن نسمع أعترافاتهم .. لم نتخيل أن هناك بشر كهؤلاء يعيشون بيننا ويحملون الجنسية اليمنية !! ولكن هذا هو حال من باع نفسه للشيطان الرجيم وأعوانه .
مؤخرا ، شكى لي أحد الأصدقاء من تصرفات هؤلاء الرخيصين التي وصل شرها إلى بيوت الله ! فكما نعلم أنه في أطار المسخ الثقافي التي كان يقوم بها النظام السعودي العميل فقد كان يدعم أحتلال المساجد ، وكان ينفق في سبيل هذا التشويه أموالا طائلة في جميع المحافظات ، وكان من ضمن هذا ما كان يدفعه من اموال لسدنة المساجد وخطباء ومدرسين أبتعدوا بالمسجد عن دوره الذي اقيم من أجله ، وكل هذا في أطار خطة صهيونية لأبعاد الصلاة عن جوهرها وتحويلها إلى عادة لا عبادة ، ورياء وتفاخر ، وفي الأخير يأتي عدو الأمة لأحتلال بلداننا وقد سقط الحاجز الدفاعي لدى الناس .
اليوم المساجد في المناطق المحررة حديثا تشكو إلى الله من الأهمال ، ففي الجوف مثلا أمتلأت المنابر بالغبار والاوساخ ، وعندما يشكو المصلين هذه الحال لمن كانوا مسؤولين عنها تجدهم يردون “أخبروا الحوثيين” !! لؤم وخبث ما بعده من شر سوى النار ، وللأسف حتى النار لا يمكن أن تحرق كل هذه الدناءة فلو عادوا لعادوا !! نعوذ بالله من قسوة القلوب ..
وزارة الأوقاف المعني الأول بالموضوع ، ونحن نعلم ما تعانيه الوزارة والحكومة في ظل هذه الأوضاع والحصار ، والمطلوب هو القليل من الأهتمام لسد الثغرات على الذين يحبون الصيد في الماء العكر .. بالأمكان عمل جداول لبعض الخطباء والعاملين في خدمة المساجد للعمل في مساجد المناطق المحررة حديثا ، أو بالأمكان البحث عن طرق اخرى لحل المشكلة ، كما أرى ان تكون اولوية الدورات الثقافية في هذه المناطق التي اعتادت التعامل بالريال السعودي لا بالأجر والثواب ! فقد وصل الحال ببعض المنافقين أن ينادي بالمكبرات متحديا ، وكل هذا بأسم المصلحة العامة كالمعتاد !! والله المستعان .