عطوان ..البحث العالمي جار عن قيادة جديد بديلة للولايات المتحدة والصين المرشح الأكبر.

 إب نيوز ١٦ يوليو

عبدالباري عطوان ..البحث العالمي جار عن قيادة جديد بديلة للولايات المتحدة والصين المرشح الأكبر.. كيف كشفت الكورونا الغطاء عن العظمة الامريكية المتآكلة؟ وما هو الصاروخ الصيني الجديد الذي سيلغي مفعول حاملات الطائرات فخر سلاح البحرية الامريكية؟

اذا كانت هناك من حسنات لفيروس كورونا فإن ابرزها فضحه “اكذوبة” العظمة الامريكية في المجال الصحي على الأقل، ودفع العالم الى مواجهة ازماته بعيدا عن قيادتها والبحث في الوقت نفسه عن قيادة عالمية جديدة، والصين ابرز المرشحين.

احدث الأدلة في هذا الصدد انعقاد قمة افتراضية عالمية لمواجهة هذا الفيروس نظمها الاتحاد الأوروبي، وشارك فيها عدد كبير من زعماء العالم، لم يكن الرئيس دونالد ترامب من بينهم، وتوصلت الى قرارات مهمة ابرزها التعاون لمكافحة هذا الوباء، ورصد 8 مليارات دولار لإيجاد ادوية ولقاحات لمواجهته.

هذه القمة الافتراضية التي جرت عبر “الفيديو كونفرنس” اثبتت ان العالم لم يعد يتطلع الى واشنطن في الازمات الصعبة، وخاصة ازمة الكورونا، وكيف يفعلون ذلك وزعيم البيت الأبيض انسحب من عضوية منظمة الصحة العالمية، واوقف مساهمات بلاده في ميزانيتها (500 مليون دولار)، مثلما انسحب من قمة المناخ، وقبلها منظمة “اليونسكو”، ولم يبق الا الانسحاب من منظمة الأمم المتحدة نفسها، وبذلك يريح العالم من استفزازاته وغطرسته.

***

سياسة أمريكا أولا، والفشل الذريع في مواجهة ازمة الكورونا في داخل أمريكا نفسها، وتقليص انتشاره، ناهيك عن إيجاد علاجات وامصال للقضاء عليه،

وتقديم الجشع الاقتصادي على حياة المواطنين، كلها عوامل جعلت العالم “يطفش” من الولايات المتحدة ويبدأ البحث عن قيادة جديدة اكثر اهتماما بأزماته وتملك رؤية كونية مسؤولة تتجاوز الحدود الجغرافية الإقليمية.

ترامب سحب 10 آلاف جندي من المانيا دون التشاور او التنسيق مع حكومتها، واضعف حلف الناتو، وهدد بسحب قوات أمريكية من اليابان وكوريا الجنوبية، لأنه حول هذه القوات الى قوات مرتزقة، وخاصة في منطقة الشرق الأوسط، عندما “ابتز” الدول التي تتواجد فيها، وطالب بمبلغ مالي ضخم مقابل الحماية.

الامر الآخر الذي يجيده الرئيس ترامب غير “الابتزاز” و”العنصرية”، هو فرض العقوبات الاقتصادية، مما حولها الى اضحوكة وموضع سخرية، ناهيك عن تراجع تأثيراتها، اقتصادية كانت او سياسية.

المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية عبرت بطريقة دقيقة عما نقول عندما وصفت امس تهديدات البيت الأبيض بفرض عقوبات على المسؤولين الكبار في الحزب الشيوعي الصيني على اثر ازمة هونغ كونغ بأنها “تدعو الى الشفقة”، فما هو الضرر الذي سيلحق بهؤلاء في حال منعهم من دخول الولايات المتحدة التي لم يفكروا أصلا بزيارتها، او تجميد حسابات لهم غير موجودة، بل محرمة قانونيا في مصارفها، مثلما أصابت المتحدثة أيضا مرة اخرى عندما اضافت بأن هذا “التنمر” الامريكي، والتهديدات المخزية تعكس “منطق العصابات” وليس منطق الدول المحترمة.

أمريكا التي تتحدث عن الاقتصاد الحر، والفرص المتساوية، فرضت عقوبات على البضائع الصينية، ومنعت شركة “هاواوي” وهواتفها وحواسيبها من دخول الولايات المتحدة، واوعزت لاتباعها في العالم وخاصة بريطانيا وكندا وأستراليا بالإقدام على الحظر نفسه، وكان مفاجئا ان تكون الحكومة البريطانية الأسرع في هذا المضمار، انه الرعب من هذا التنين وصعوده التكنولوجي والتجاري الذي بات يهدد كل أدوات الهيمنة الامريكية.

العالم ضاق ذرعا بهذه الغطرسة الامريكية الجوفاء، وبات يتجه في معظمه الى الشرق الآسيوي، والصين تحديدا، التي تتحول الى القوة الاعظم بصمت والعمل الدؤوب، وترد على العقوبات الامريكية يمثلها، ان لم يكن اخطر، وتقف الى جانب الشعوب والدول الفقيرة خاصة في آسيا وافريقيا أمريكا الجنوبية، وتطور ترسانة أسلحة حديثة اكثر تقدما من نظيرتها الامريكية، خاصة أسلحة “السايبر”، والصواريخ الباليستية.

***

بالأمس كشفت صحيفة “ناشونال انترست” الالكترونية ان الصين طورت صواريخ كروز من طراز “دو بخفنغ” مداه حوالي 4 الاف كم، ويستطيع ضرب القواعد الامريكية في غوام، وتدمير جميع حاملات الطائرات، ويمكن تزويده برؤوس حربية تقليدية او نووية، أي ان حاملات الطائرات التي تتباهى بها الولايات المتحدة باتت بلا قيمة حقيقية، وستتحول قريبا الى “خردة”، ولم تعد مصدر تفوق كما كان عليه الحال في العقود الامريكية السابقة، حسب تحليلات الخبراء العسكريين الأوروبيين.

العولمة الامريكية سقطت، والعظمة الامريكية العلمية والعسكرية تتآكل، والفضل في ذلك يعود الى ترامب الذي كشف الغطاء عن المستور الأمريكي بسياساته الابتزازية، الى جانب غبائه الشخصي غير المسبوق، ولهذا يتمنى الكثيرون ان يفوز في الانتخابات الرئاسية المقبلة بولاية ثانية حتى يكمل مهمته التدميرية هذه.

هي يشهد جيلنا نهاية الزمن الأمريكي وتابعة الإسرائيلي؟ نصلي من اجل ذلك، وهذا كل ما نستطيعه.. والله اعلم.

You might also like