إلى مبعوث الأمم المتحدة .
إب نيوز ١٧ يوليو
كوثر محمد
تخيل وأنت تقوم بهذا العمل الذي تظن أنه عظيم والذي في ظاهره المحافظة على الإنسان بصورة إنسانية يشن عدوان على وطنك من قبل دول العالم كلها وتشحن كل طاقاتها لقتل شعبك ،،،،
اغمض عينيك وتخيل معي بيتك الجميل بحديقته الصغيرة أو ببلكونته المطلة على الشارع وأثاثك المريح والذي تحمل معه ذكريات الطفولة قد وصلها صاروخ وتم تدميرها وانتهى البيت وبيوت الجيران معه وانتهى ذلك الحلم الجميل الذي تعود إليه بعد انتهاء عملك للراحة
بل تخيل معي ماهو أبشع من ذلك لأن هذا لا شيء، تخيل أن تموت زوجتك وهي تحتضن طفلك وتقتل والدتك التي طال بها العمر فلم تستطع الهرب ،بل تخيل أطفالك الصغار وأبنائك الكبار الذين هم في ربيع شبابهم والذي كان كل واحد يتعلم ويتأمّل في المستقبل الجميل الذي يتمناه وقد صاروا جرحى وقتلى تتناثر أشلاؤهم في كل مكان.. بل إن بعضهم لا تستطيع أن تجد بقاياه وهكذا تغير مستقبلهم وانتهت ضحكاتهم بل ان الطفل الذي كان يبكي قد صمت أيضًا ولكن إلى الأبد
تخيّل وأنت تعود لوطنك المحاصر لسنوات ،والمرضى ينتظرون طائرة لنقلهم للعلاج، وشعبك محروم من الغذاء والدواء وحتى لايحصل على الراتب الشهري، تخيّل نفسك وأنت تسير في الطرقات المدمرة والجسور وترى الدمار من كل مكان حولك
تجد أن شارعكم لم يعد كما كان فقد انطفأت الأضواء؛ بسبب انعدام الكهرباء، وقد حصلت فيه مجزرة بل مجموعة من المجازر و هذه المجازر لم تصب المنازل فقط بل هي غارات مع سبق الإصرار وليست بالخطأ وقد طالت الأسواق والمدارس والمستشفيات و المنشآت الحكومية المختلفة وقد استمرت لسنوات طويلة
هل استطعت أن تتخيل ذلك أم أن هذا صعب عليك
نحن في اليمن لا نتخيل بل نعيش هذا الواقع ل6 سنوات مضت ولا زلنا نعيش في نفس هذه الحالة والغارات مستمرة والقتل مستمر وأنت لازلت تقوم بعمل
ودعني هنا أسألك: ماهو عملك !؟ فلم تحقق أي إنجاز يذكر لك ويحسب في تاريخك سوى أنك أعنت القاتل على القتل ، لم يزدنا قلقك إلا جوعًا ومرضًا وقتلًا ودمارا
مقابل ذلك اسمح لي أنت وكل دول العدوان أن أواجهكم بما لدي ولكن الله معي ولن يتركني بالحجارة والولاعات و السلالم وغيرها بل إني أصبحت قادرًا على أن أواجههم بصواريخ باليستية صنعتها يداي من وجع المعاناة بل إني قد صنعت الطائرات المسيرة و الدفاعات الجوية من أنين الثكالى والصغار
غريفث لم يعد وجودك يجدي ولم نعد نصدقك بل أصبح وجودك غير مرغوب فيه .