مواجهة حرب الغذاء وسياسات إسترقاق الشعوب (2)
إب نيوز ١٨ يوليو
بقلم / منير إسماعيل الشامي
تعتبر حرب الغذاء واحدة من أهم وأخطر أنواع الحرب الاقتصادية التي مورست على الشعوب المستضعفة منذ وقت مبكر، ذلك أن النجاح فيها يعني بلوغ السيطرة المطلقة على الشعب المستهدف، ولذلك فقد كانت هذه الحرب وما زالت في مقدمة مؤامرات أعداءنا، ومن أهم الاوراق التي راهن عليها العدوان ضد الشعب اليمني ولا زال حتى اليوم رغم فشلها بفضل الله سبحانه وتعالى،وحكمة قائد ثورتنا المباركة يحفظه الله، وهو أول من تحرك لمواجهة هذه المؤامرة العدوانية مع بداية العدوان، وحذر من خطورتها ومن رهان العدوان عليها، ووضع خطة مواجهتها ووجه الجهات الرسمية والشعبية بتنفيذ بنودها وخطواتها ولا زال يذكر دوما ويوجه بضرورة التوسع في استصلاح الأراضي الزراعية وفي استغلال مواسم سقوط الأمطار لإحياءها في مختلف المحافظات، وليس خافي علينا جميعا ان أول قرار وجه به بعد تطهير محافظة الجوف هو دعم القطاع الزراعي في هذه المحافظة الكبيرة التي تتوفر فيها كافة مقومات الزراعة الواسعة لمختلف محاصيل الحبوب ،والفواكهة، والخضروات مثل(خصوبة الأرض واتساعها، توفر المياة، مناخها المتنوع ) وبهذه المميزات يمكن أن تتحول هذه المحافظة إلى أكبر منتج لسلة غذائية متكاملة تحقق الاكتفاء الذاتي ليس لليمن فحسب بل للجزيرة العربية كلها، ولا ينقصها لتكون كذلك إلا رأس المال فقط وهو ما لا تستطيع أن توفره حكومة الانقاذ في ظل العدوان وحصاره وحربه الاقتصادية.
وهذا الحال يفتح الباب على مصراعيه بفرصة ثمينة أمام كل رجال الأعمال اليمنيين وكل مستوردي الحبوب والمواد الغذائية من كبار التجار .
فعلى سبيل المثال لو قام مستوردي القمح فقط بدراسة جدوى لزراعة القمح في هذه المحافظة باستثمار 50% فقط من اجمالي المبلغ السنوي الذي يستوردوا فيه القمح والدقيق لأدركوا الفرق الشاسع بين مخاطر استيراد القمح وعيوبه، وايجابيات انتاجه ومزاياه، ولتيقنوا أن ذلك أفضل لهم من الاستيراد من مختلف الجوانب فزراعة القمح في هذه المحافظة وتسويقه محليا يحقق لهم الكثير من الاهداف ويوفر لهك العديد من المصاريف ويمكنهم من جني الكثير من الفوائد مثل :-
1-أرباح مضاعفة ومضمونة
2- أضمن وسيلةلسلامة أموالهم 3-أعظم خدمة لمجتمعهم .
4- مشاركة مباشرة لهم في مواجهة العدوان وانظمة الاستكبار العالمي بل هو فعلا باب من ابواب الجهاد في سبيل الله، ويدخل ضمن أعداد القوة الذي أمر الله به بقوله تعالى (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل) لإن الاكتفاء الذاتي في غذاءنا هو أول عامل من عوامل القوة، وأول خطوة للتحرر من هيمنة أعداءنا والاعتماد على أنفسنا في كل ما نحتاجه، وفوق كل ما سبق فهم (المستثمرين ) سيجنوا من خلاله أرباحا في الدنيا والآخرة.
5- يغنيهم عن عناء البحث عن العملة الأجنبية ويجنبهم الكثير من المخاطر وتقلبات الأسعار
6- يساهمون في تخفيف البطالة بتوفير آلاف من فرص العمل للعاطلين بسبب الحصار والعدوان.
7- يساهمون في بناء الوطن ونهضته وفي إدارة عجلة التنمية فيه.
8- يوفرون مصاريف التأمين والنقل والتخزين ببيع المنتج مباشرة من المزارع
9- حصولهم على دعم الدولة وعلى كافة التسهيلات منها، واستفادتهم من الكثير من الإعفاءات الضريبية والجمركية
10- يجنبهم مخاطر عدم جودة الضاعة، وتلفها بأي سبب
11- يساهموا في دعم اﻹقتصاد الوطني ويدفعون نحو استقراره.
12- بإمكانهم تنفيذها بصورة غير مباشرة عن طريق التعاقد مع المزارعين ودعمهم بمتطلبات الزراعة الواسعة للقمح ليتولوا زراعته حصاده ويستلمه المستثمرين من المزارعين كسلعة جاهزة كما لو كان مستورد.
هذه حقائق مؤكدة وغير مشكوك فيها و لا يمكن أن ينفيها أو يشكك فيها أي عاقل وهي في ذات الوقت مشجعه لكل مستثمر فلماذا يفوت أصحاب رؤوس الأموال مثل هذه الفرص الثمينة والمضمونة؟ ولماذا يعرضوا عنها ويقبلوا على المخاطر؟ وهم يعلمونها ويعلمون حجم المبالغ التي يجازفون بها في استيراد القمح .
أتمنى أن يجيبوا عن هذه التساؤلات وأن يتحركوا تحرك جدي في هذا المجال فلن يندموا ابدا.