من ذاكـرة العدوان نحيبٌ أم وأشلاء أطفال
إب نيوز ١٨ يوليو
كـوثر الـعزي
توديع أمـاً فـي الصباح الـبـاكـر للذهاب لـتلك النزهـة الأبديـة الخـالدة.
حيـنها تجـمع الكـل في الجـامع الكبير بـ ضحيـان لـ يـصعـد جميع الصغار والمعلمين فوق الحافلة القاتـلة الـتي تحمـل الصواريخ والمصنعين ومـاذلك إلا إفتـراءٌ لعيـن.
ركب الجميع عـلى مـتن لحـافلـة المـرصودة مـن الجـو، ووتوجهوا لـوجهتهم الأولى
حينها ذهب جمـيع أطفال وكادر المـركـز لروضة الشهداء فهُنـاك وقـفة الحافلة لـتعلن وقت الوصول وبينما الكـل هـمٌ بـالنـزول والبسمـة تشقُ الوجوة البريئة، نـزل الجميـع لـروضـة الشهـداء ذاك زار أبيه وهنـاك مـن زار أخـيه ومـن زار أقربـاءه بعد تـلك الـزيارات الجميـلة الـتي تحمـل نهـاية مـوجـعة وبنفس الوقت فخـراً وعـزاً أنَّ هذا الجيل يشكـل خطراً كبيراً عـليهم، وبعد الزيارة
طلب المعلـم مـنهم أن
يتـجـهوا للحافلة الـتي تقودهـم للجـنان وكـأن الزيارة إلـى روضة الشهداء تخبرهـم أن الرحيـل لهـم بات قريب وتخبرهم أنها في استعدادٍ كبير لهـم وأن جثثهم ستكون تلك الـ جثثهم الصغيرة بالقرب منهم في الجـنان وتدَّفنها في مقابر صغيرة.
فـلــم يعـلم أحـداً أن تـلك الحافلـة.
هي نفسها مـن ستـزفهـم لـحافلـة الخـلود، طلب الكادر التعليمي مـن الطُلاب الصعود للحافلـة التي ستنقلهـم لـلجامـع الهـادي بصعـدة وكان صغارنا يودون أن يذهبوا للأمـام الهـادي كـيف لا وهـو الهادي إلـى الحق أوليس رسول الله. قال فيـه
((فمـن أراد أن يحيى حياة حلوة المـحيا فاليزر يحيى يجد يحيى الدين الله قد أحيا))لـم يعلمـوا أن الزيارة ستـكون زيارة حقيقيـة، لـم يعلمـوا أن الروح ستصعد بـالقرب مـن روح الإمـام
وحيـنما وصل الجميـع لسوق ضحيان المكتض بـالسكان
حينها وصـلت الحافلـة للـسوق توقف السائق عـند مـحـل أو بقالـة لـشراء بعـض مستلـزمـات الرحـلة، هُنـاك وفي تلـك اللحظات أسقط شيطان نـجد صاروخاً يفتك بـالروح البشرية، قتل من قتل وجـرح مـن جـرح ،حين صب جام الحقد فوق رؤوس الصغـار، والكبار
وهـنا سـؤال يطـرح نفسه
هـل عـرفتـم تـلك المنصـة الصاروخية مـاكانت تحمـل!?
كـانت تحمــل صغـار ضحيان وزهور بساتينهـا المشرقة الـتي حاولت جـاهدة لحمـايتهـم لكـن مـاعساهـا فالتحـالف أكـثر من سفك الدمـاء
كـانو أطفالاً أصحاب ثقافة قـرآنيـة ،وهمـة حيدرية، ورؤيـة محمدية
في يـوم الجـريمـة كـانـت. وجوههم أشع نـوراً وأفواههم تنطق الـوداع بـ الخفاء، والقلب يحوم حـول عالـم الـشُهداء ، أما ابتسماتهـم فهي مـغدورة ، وضحكاتهـم فانية، بريق الاستشهاد يشع من تلك العيون ، تصوير وتوثيق من كاميرات الهاتف كـ دليل قاطع عـلى تجبر المعتدين لـكـن ماعسى الأمم المتـحدة تعمل سـوىً التطبيل بـالدموع والقلق الزائف والهبوط بـ الطائرات والإقلاع والتحليق في سمـائنــا الـتي يمـنع أن يسافر منهـا جـرحـانا ويعود غـائبنـا،
أمـا العالـم فقد صمتـوا وكـأن لاسمـع لهم ولابصر وأيدوا تـلك الجـرائم ولايعـلم العالـم أن الـدوائر تـدور
حين وقوع تـلك الصاعقة الغاشمـة من فعـل اليهود عـلى يد الـعرب كـانت الأمهـات لاهيات في أعمـال مـنازلهـن، مطمئنات عـلى فلذات أكبادهـن أنهـم في أمـان ، وماهي إلا لحظات حـتى تعالى صوت صاخب وكـأنـه صرير المـوت بعد ذلك الصوت القاتـل سقط الصاروخ وهب واستقر في حافلة الصغـار.
ومـاهي إلا ساعات حين تعالت أصوات ونحيب وعويل النـساء عـلى فـلذات أكـبادهـن فتلكَ وحيدهـا وتـلكَ تمـلك أولاداً في تلك الحافلـة، ذهبن جميع الأمهـات لـموقع الجـريمـة، وأردن الدخـول لـم يسمـح لهن الرجـال فلـقد قامـوا بـ إسعاف الجـرحى للـمستشفى حـيث أن الكـادر الطبي تلقى اقوى الصدمـات بالنسبة لهم في تلك اللحظات
لـم يُسمـح للنسـاء بالدخول لـيروا هـول الجـريمـة ،وأبشع الجـرائم بحـق أطفالهـن ، لـم يسمـح لهـم ضميرهـم بـ إدخـال النسـاء لـكي يـروا صغارهــم بتـلك المناظر المدمعة الـتي أهـتز لهـا العالـم فذاك فقد يده وذاك قدمـه وأما هذا فلـم يجدوا نصفـه الثـاني وأمـا عـن ذلك الفتى فـلـم يجـدوا جثته ولم يجدوا سوى بنطاله ، في تـلك اللحظات انهارت النـساء وارتدَّت ضحيان ثياب الحـزن والأسى ، فتح في كـل مـنزل عـزاء لــ صغار تـلك البـيوت .
جريمـةً بشعـة خطفت روح الصغير والكبير، في يــوم وليله فقدت مدينتي صغارهـا واختلط تـرابها بـدمـاء الأطفال وتبدلت أصوات الرياح بـ أصوات بكـاء الأمهـات ، فـي ليلةً وضحاها، صغـارهـا انتقلـوا لـ أعمـاقهـا بينمـا كـانوا يعـلبون ويمرحون عـلى متنهـا.
وبعـد انتهـاء العـزاء
جـاءت عنترة الــزمـان وأتت تنثر الدمـوع على جـراح الصغار وكـأنهـا تذروا المـلح عـلى الجـراح،
فهي تجيد التمـثيل ببراعـة تذرف الدمـوع وتتحـسر عـلى أطفالنـا الجـرحى، تكـلمت بعض الكـلمـات ووعدت الأباء المتضررين بـدفـع مبالغ مـاليـة قيمـة لـآبـاء الشهداء وكـذلك الجـرحى بــ السفر للخـارج للعلاج، فلـم يكـن من أهـل ضحيان سـواء الرفض فكيف سيضمد الجـراح ويلملم الآلام ،ويمحـو هـول الجـريمـة مـن الذاكـرة، هـل بعض النـقود الـزائلـة، أم عودة الأبنـاء ،أو هنـالك خيـاراً لاثـاني أو ثـالث
هـو الثـأر مـن القتلة الغدارين،
تـلك الجريمـة لـن تـغادر مـن عقولنـا مهمـا طال الزمـان وتغير الحـال وانقلبت المـوازين، فيه كـ جـرح مـزمـن لـ من فقد فلذته
للأمم المـتحدة ليست هذه أول جريمـة يرتكـبهـا التـحالف المـهزوم، ولستـم أول مـرةً ستكون عـن أعمـالهـم في اليمـن، حيث أنكـم ذهبتم لـمكان الجريمـة واتضحت الحقيقة أنـهم أطفالناً وليس قادة ،أنهـا واقعية وليس فلـم مفبـرك كـ اعمـالهم
نحـن نقولها لكـم لـم نناشدكم ضعفـاً إي والله وإنمـا لنسقط الحجج علينـا حين نقصهفم رداً عـلى أمـالهـم ،حين تضج قاعتكـم بـ الإدانـة والاستنكـار ويشتعل إعلامكـم أننـا مـن نقوم بـاختراق إتفاق السويد
نقولهـا علناً لانحتاجكـم فــ الخطة بانت على حقيقتهـا ،فـلو جمعتم إنس هـذه الدنيا وجـانها إن الهزيمـة مـن نصيبكـم