إلا مأرب …لماذا؟
إب نيوز ٢٠ يوليو
بقلم/ منير إسماعيل الشامي
كلنا نعلم أن مخطط الأقاليم الستة من أهم البنود التي كانت الدول العشر الراعية للمؤامرة الخليجية(أبرز دول تحالف العدوان) حريصة على إقراره في مؤتمر الحوار، وأنه كان أيضا من أبرز المواضيع التي طرحت بقوة في حوار موفمبيك الذي جرى بين الفرقاء السياسيين بحضور واشراف المبعوث الاممي إلى اليمن آنذاك ” جمال بن عمر”
ونعلم ايضا أن جميع المكونات كانت موافقة عليه ولم يتراجع البعض منها عن موافقتها على مخطط الاقلمة ، إلا بعد أن كشف مكون أنصار الله لها عن خطورته على الوطن وبين لها المغزى الذي يسعى اعداء اليمن إلى تحقيقه من وراء هذا المخطط التقسيمي القذر ، بخلاف حزب الإصلاح وكل من على شاكلته ظلوا مصرين على تنفيذه حتى آخر لحظة لتلك المفاوضات وهي لحظة إعلان العدوان الإجرامي من واشنطن،
ولعل السبب الرئيسي الذي دفعهم إلى الاستعجال بالعدوان هو نفس السبب الذي جعلهم يحكمون على مفاوضات موفمبيك بالفشل ويتسبب لهم بفضيحة على لسان جمال بن عمر في آخر إحاطة أدلى بها أمام مجلس اﻷمن بقوله ” كان الفرقاء في اليمن على وشك التوقيع على مسودة الحل للأزمة اليمنية ولولا العدوان لتم الخروج بحل شامل بموافقة كل المكونات”
ويتمثل ذلك السبب برفض مكون أنصار الله لمخطط تقسيم اليمن “اﻷقلمة” ولذلك كان الهدف الأول للعدوان هو تقسيم اليمن بالقوة العسكرية، بعد أن ايقن أعداء اليمن الاقليميين والدوليين من فشل عملائهم وفشلهم عن تحقيق ذلك عبر مفاوضات الفرقاء
اليوم وبعد أن فشل تحالف العدوان للعام السادس وعجز عن أحكام سيطرته على اليمن، لتنفيذ مخطط الأقلمة، وبعد أن تم دحره من مساحات واسعة كان قد سيطر عليها سابقا وأولها محافظة الجوف التي تمثل حلمه الأزلي ولم يتبقى له إلا محافظة مأرب أيقن وتيقن أن هذه المحافظة هي اﻷمل الوحيد المتبقي له لبلوغ غايته وتحقيق حتى أدنى أهدافه ويدرك جيدا كما ندرك نحن ايضا أنها إن سقطت من تحت يده وطهرت من دنسه ورجس مرتزقته فإن ذلك يعني ضياع مخططاته وتبخر اطماعه في اليمن وتحول احلامه بالاستحواذ على ثرواته إلى سراب، وتكون نتيجة عدوانه ومحاربته للشعب اليمني ﻷكثر من قرن وثرواته الطائلة التي انفقها على ذلك قد ذهبت كلها ادراج الرياح وكأنك يا بو زيد ما غزيت
لكن إن حافظ على وجوده على مأرب فأمله لن يقطع وأطماعه في اليمن لن تموت وحلمه بثرواته سيظل مرجوا، وتقسيمه سيظل ممكنا، وهذا هو السبب الرئيسي والمباشر في استماتة أعداء اليمن للحيلولة دون تطهير مأرب، إضافة إلى هذا السبب فهناك أسباب أخرى غيره تكمن وراء ايقاف تطهير مأرب لها أهميتها بالنسبة لهم ولحساباتهم نذكر منها على سبيل المثال ما يلي:-
1-ﻻن تطهير مأرب من رجسه ومن عفن مرتزقتهم يعني عدم بقاء أي مبرر لإستمرار عدوانهم
2- القضاء على مرتزقتهم وإعلان نهاية الارتزاق
3- لأنهم ينظرون إلى مأرب كحصن منيع للمحافظات الجنوبية بالنسبة لهم وبوابة واسعة لتطهيرها بالنسبة لجيشنا
4- تطهيرها يعني إستعادة انصار الله لأهم عامل من عوامل قوة الشعب والمتمثل بثروات مأرب ما يعني الانتصار على حروبهم
الإقتصادية والنسف لحصارهم
5- سقوط مأرب من ايديهم يعني سقوط كل الجبهات المتبقية لهم في طول اليمن وعرضها
هذه الأسباب وغيرها تفسر لنا سبب حرصهم لوقف تطهيرها وسبب خروج الأمم المتحدة و مبعوثها العلني عن المألوف وإعلان انحيازهم المطلق إلى صف العدوان جهارا نهارا في موقف سيدونه التاريخ بالفضيحة الكبرى للأمم المتحدة
وخلاصة القول أنهم مهما حاولوا وبذلوا من جهود وحركوا من وساطات، وقدموا من تنازلات فلن يفلحوا بإذن الله في الحيلولة دون تطهير مأرب ابدا، لأن ذلك حق شرعي لنا لن يمنعنا منه أيا كان، وألاعيبهم القذرة لن تنطلي على قيادتنا الربانية الحكيمة والتي تفاوضهم على تسليمها سلميا لا على بقاءها بأيديهم