عبدالباري عطوان : الجيش المصري حسم أمره وأعد العدة للتدخل عسكريا في ليبيا ومواجهة النفوذ التركي..
Share
إب نيوز ٢٠ يوليو
عبدالباري عطوان : الجيش المصري حسم أمره وأعد العدة للتدخل عسكريا في ليبيا ومواجهة النفوذ التركي.. وتسليح القبائل الليبية وتأسيس جيش من شبابها بدأ فعلا.. واعتراض الجزائر قد يكون متأخرا.. السيسي اقام قناة حوار مع “القذاذفة” وسيف الإسلام و”ساعة الصفر” لمعركة “سرت الجفرة” تقترب
عندما يترأس الرئيس عبد الفتاح السيسي اجتماعا لمجلس الدفاع الوطني الذي يضم قادة القوات المسلحة والأجهزة الامنية ووزراء السيادة في الحكومة، ويتلوه بتزعم اجتماع مغلق للبرلمان المؤيد له للحصول على غطاء شرعي مفتوح لاي تدخل عسكري في الازمة الليبية، فان هذا يعني ان معركة سرت ـ الجفرة باتت وشيكة جدا، وان المواجهة المباشرة وبالأصالة بين الجيشين المصري والتركي وداعميهما في الشرق والغرب الليبي، علاوة على فرنسا وروسيا والامارات في الجانب المصري، باتت وشيكة وعلى بعد أيام معدودة، حسب رأي معظم الخبراء الاستراتيجيين العسكريين.
الطرفان التركي والمصري اتخذا قرار الحرب واستعدا لها، الأول ضاعف من حشوده العسكرية واستعداده لاقتحام المدينتين (سرت والجفرة)، بنقل آلاف الاطنان من العتاد العسكري الثقيل (دبابات ومدرعات) وعشرات من الطائرات المسيرة، والصواريخ الباليستية، اما الطرف الثاني، أي مصر، المدعوم روسيا وفرنسيا واماراتيا،، فقد حصل على ضوء اخضر من القبائل الليبية، والشرقية منها خاصة، وغطاء “شرعي” من برلمان طبرق ورئيسه عقيله صالح، وبدأ فعلا في تسليح شباب القبائل على جانبي الحدود الليبية المصرية، وفتح قنوات اتصال مع القيادات وقادة القبائل الموالية للعقيد معمر القذافي، والسيد سيف الإسلام على رأسهم.
***
السيد مصطفى المجعي المتحدث باسم عملية البركان التي تستعد لشنها حكومة “الوفاق” المعترف بها من الأمم المتحد، لاجتياح سرت ـ الجفرة اكد في تصريح صحافي اليوم الاثنين انه جرت تحشيدات عسكرية غير مسبوقة غرب مدينة سرت وان “تحريرها” بات امرا محسوما، وقريبا جدا، تمهيدا للسيطرة على آبار النفط وموانئه في الهلال النفطي غرب بنغازي والسيطرة الكاملة على التراب الليبي وانهاء التمرد، حسب رأيه.
في المقابل جرى رصد جسر جوي روسي بين موسكو وقاعدة الجفرة الجوية مكون من 11 طائرة شحن من طراز “اليوشن” العملاقة كانت محملة بمنظومات صواريخ “نانتسر” للدفاع الجوي المتطورة، ودبابات وهناك تقارير تتحدث عن منظومات صواريخ “اس 400” أيضا، واكثر من 20 طائرة حربية من طراز “ميغ 29″ و”سو 24” المتطورة.
المعلومات المتوفرة لهذه الصحيفة “راي اليوم” تؤكد ان الجيش المصري بدأ فعلا في تكوين جيش من شباب القبائل الليبية على الحدود المصرية الليبية وتسليحهم، وخاصة من قبائل “أولاد علي” و”العبابدة” و”البراعصة”، وإعادة تجميع فلول قوات العقيد معمر القذافي وكتائبة العسكرية والامنية، وهناك معلومات “شبه مؤكدة” تتحدث عن دور لأحمد قذاف الدم ابن عم العقيد المقيم في القاهرة في هذا الصدد، كما تتحدث المعلومات نفسها عن لقاء سري جرى بينه وبين عقيله صالح، رئيس برلمان طبرق، اثناء زيارة الأخير للقاهرة للقاء الرئيس السيسي واطلاق المبادرة السياسية للحل في ليبيا التي لم تحظ بأي قبول من الطرف الآخر.
هذا الحراك العسكري المصري المكثف على صعيد تسليح القبائل الليبية هو الذي يقف وراء حالة القلق التي تسود الأوساط الجزائرية، ودفعت بالرئيس عبد المجيد تبون لعقد اجتماع على عجل مع وسائل الاعلام مساء الاحد، والتعبير عن تحذيره ومعارضته لتسليح القبائل الليبية، ووصفه بأنه “امر خطير قد يتسبب في انزلاق البلاد نحو النموذج الصومالي بعد ان تجاوز الوضع السوري”، وكشف انه يسعى مع الجار التونسي “للتقدم بمبادرة سياسية لإيجاد حل سياسي للازمة الليبية”.
كان لافتا ان مصدر قلق الجانب المصري، المتمثل في وجود دور تركي عسكري قوي ومتصاعد في غرب ليبيا مدعوم بأكثر من 17 الف مقاتل “جهادي” جرى نقلهم من سورية، لا يشكل قلقا بالقدر نفسه للطرف الجزائري، وربما يعود ذلك الى تطمينات من قبل الرئيس رجب طيب اردوغان لنظيره الجزائري بأن هؤلاء سيكونون تحت السيطرة، ولن يشكلوا أي تهديد امني للجوارين الجزائري والتونسي، حسب رد مصدر تونسي موثوق على سؤال لنا في هذا الصدد، ولكن الملاحظ ان الرئيس التونسي قيس سعيد الذي كان اول من طالب بدور فاعل للقبائل الليبية، “كخيار ثالث”، وتأسيس مجلس لها على غرار نظيره في أفغانستان، بات اكثر قربا، ولو علنيا، من المحور الفرنسي المصري الروسي، مبتعدا، بطريقة او بأخرى، عن الموقف الجزائري “شبه المحايد”.
***
معركة سرت اذا بدأت قد تكون حاسمة للعديد من القضايا على الأرض الليبية، وقد تمهد للحل السياسي الذي يتطلع اليه جميع المتدخلين في الازمة حفظا لمصالحهم، والحصول على نصيبهم من الكعكة النفطية والغازية الليبية، ولكنها معركة قد تؤجل حسم الحرب مؤقتا، فليبيا غابة سلاح وميليشيات، واذا دخلت القبائل المسلحة الى الميدان، ودخلت في صدام مع الميليشيات المسلحة والقوى الأجنبية، فان حالة الاقتتال في البلاد ستطول، وربما تستمر لسنوات والمزيد من الفوضى وهذا ما كان يتطلع اليه حلف الناتو منذ البداية.. والله اعلم.