عبدالباري عطوان : هل يملك ترامب “خطة حرب” متكاملة ضد الصين مثلما كشف مستشاره السابق بانون؟ ومتى سيتم تفعيلها؟
Share
إب نيوز ٢١ يوليو
عبدالباري عطوان :
هل يملك ترامب “خطة حرب” متكاملة ضد الصين مثلما كشف مستشاره السابق بانون؟ ومتى سيتم تفعيلها؟ وما علاقتها بالحريق الغامض الذي نشب على ظهر الفرقاطة الامريكية في قاعدة “سان دييغو”؟ ولماذا تشير أصابع الاتهام الى الصين وايران؟
لم تفاجئنا تصريحات ستيف بانون كبير المستشارين الاستراتيجيين للبيت الأبيض سابقا التي ادلى بها لقناة “فوكس نيوز” وكشف فيها بأن لدى الرئيس دونالد ترامب خطة متكاملة لمواجهة الحزب الشيوعي الصيني ثم اسقاطه، لان الرئيس ترامب يعيش حالة من “الهوس” او “الفوبيا” اسمها الصين هذه الأيام.
الخطة التي تحدث عنها بانون وضعها “المجلس الحربي” الذي يضم “فرسان نهاية العالم” وهم: روبرت اوبراين مستشار الامن القومي، كريستوفر راي رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي، مايك بومبيو وزير الخارجية، ووليام بار المدعي العام.
الخطة حسب بانون تتضمن حربا تكنولوجية ومعلوماتية، واقتصادية، مثلما تتضمن محاولة السيطرة على بحر الصين الجنوبي الذي تدعي الصين انها تملك 90 بالمئة من مياهه واجوائه، مثلما تتضمن أيضا دعم حلفاء مثل الهند والفلبين، وفيتنام وماليزيا، وربما تكون الذريعة معاقبة الصين على نشرها فيروس كورونا في الولايات المتحدة والعالم.
الصين ردت على هذه التهديدات الامريكية بمناورة عسكرية في بحر الصين الجنوبي قبل أسبوعين تضمن استعراض صواريخ باليستية مداها من 3000 الى 4000 كم، يمكن تحميلها برؤوس نووية او تقليدية وقادرة على تدمير حاملات الطائرات الامريكية في المحيط الهادي، وقاعدة غوام على وجه التحديد، وتوقيع اتفاق تعاون معلوماتي واستخباري واقتصادي مع ايران تنص احد بنوده على استثمار الصين 400 مليار دولار في البنى التحتية والصناعات العسكرية الإيرانية.
ما يقلق الإدارة الامريكية التفوق الصيني في معظم مجالات “الذكاء الصناعي” وقطاع التكنولوجيا والاتصالات خصوصا بشقيه العسكري والمدني، ولهذا تشن حربا ضروسا ضد شركة “هاواوي” العملاقة رأس حربة قطاع الاتصالات الصيني، ومارست ادارة ترامب ضغوطا على دول عديدة لمقاطعة هذه الشركة ومنع التعاطي معها، ولكنها لم تنجح الا مع بريطانيا وكندا، وفشلت فشلا ذريعا مع فرنسا ودول أوروبية أخرى.
أي حرب أمريكية على الصين، سواء تكنولوجية او عسكرية ليست مضمونة النتائج، مثلما يؤكد خبراء عسكريون امريكيون من بينهم السيدة ميشيل فلورنوي المرشحة لتولي وزارة الدفاع في حالة فوز الديمقراطي جون بايدن، التي حذرت من احتمال انزلاق بلادها في مواجهة مع الصين، وقالت “ان أمريكا ليس بوسعها احراز تقدم سريع في الجو او الفضاء او البحر”.
ولعل الحريق الهائل الغامض الذي نشب على ظهر الفرقاطة الامريكية “بون ام ريتشارد” في قاعدة سان دييغو نتيجة انفجار داخلها، واستغرق فرق الإطفاء اربعة أيام للسيطرة عليه، وادى الى إصابة العشرات من البحارة، هو انذار آخر شديد اللهجة للرئيس ترامب وادارته، خاصة ان هناك تقارير تؤكد انه نتيجة عمل إرهابي متعمد، ومن غير المستبعد ان يكون نتيجة هجوم “سيبيري” صيني او إيراني، فهذه الفرقاطة ستخرج من الخدمة لفترة عامين على الأقل لإصلاحها، وقد تكلف عملية الإصلاح من 3 الى أربعة مليار دولار، وهي تكاليف قريبة من اصلاح نظيرتها “اس اس كول” التي هاجمتها خلية تابعة لتنظيم “القاعدة” في عدن.
لا نعرف ما اذا كانت تسريبات بانون الخطيرة هذه تأتي في اطار الحرب النفسية ضد الصين، حيث تتصاعد الحرب الباردة بين البلدين، ولكن ما نعرفه، ومن خلال المتابعة لهذه الحرب وتطوراتها، ان الولايات المتحدة منخرطة حاليا في حرب اقتصادية ضد الصين لمنعها من التربع على قمة العالم الاقتصادية، وهي حرب لم تحقق النتائج المأمولة حتى الآن، الامر الذي قد يدفع باتجاه مواجهة عسكرية لتعويض هذا الفشل في ظل وجود رئيس متهور وعنصري اسمه ترامب.. والله اعلم.