حاسب نفسك وخالف هواك..

 

إب نيوز ٢٢ يوليو

بتول عرندس

حاسب نفسك وخالف هواك..

شدد الإسلام على الأخلاق الرفيعة والعلاقات الاجتماعية المنسجمة والمدروسة مع الناس فجاء التشديد على أن يكسر الإنسان الأنا وأن يفكر بالآخر تفكير الأخ والشريك فلا طمع ولا حسد ولا أنانية. أراد الإسلام من المؤمن أن يبلغ مرحلة التكامل لا التهاوي، أراد في نفسه الرحمة والتكافل مع الآخر والمنافسة الشريفة، ولكنه أيضًا شدد وأكد على ضرورة مراقبة ومحاسبة الذات. هل نظرت إلى عيوبك؟ هل عاتبت نفسك؟ هل حاسبتها على أخطائها؟
كن مسؤولًا عن نفسك وأدب هذه النفس قبل أن تفضحك واردع هذه الذنوب التي تحرق قلبك وتحوله إلى كتلة من الأحقاد والأضغان على قاعدة: (ولتنظر نفسٌ ما قدمت) فسلامة النفس من العجب والرياء والغرور والتكبر يضمن لك عدم فسادها واهمالها ونسيانها.
وقد حذر القرآن والروايات من إهمال محاسبة النفس والتمادي في العصيان والاصرار على عدم التوبة وعدم الاستغفار فينسى الإنسان فطرته والأعمال الصالحة التي تقربه من الله حيث أكد أهل البيت عليهم السلام على أنه: “ليس منا من لا يحاسب نفسه.”
من ثمرات هذه المحاسبة هي التقرب من الله وتحقيق غاية رضاه وبالتالي استقرار ذاتي ويقين بأن الإنسان مقبول عند الله. للمحاسبة آثرين: دنيوي وآخروي يكفل للإنسان سعادته التامة وسلامته من وساوس الشيطان الذي يجتهد في اغراقه في الدنيا ومادياتها.
حالة المحاسبة هذا، اذًا، تحقق للإنسان حالة من التصالح والطمأنينة والقوة والتحرر من أغلال النفس التي تجلب له المهانة والضعف. بل وتقرب الإنسان من الله وهذا ما ورد في الدعاء: “اللهم لا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبدًا.” وهذا هو الجهاد الأكبر والصراع الأصعب والرحلة الأطول إلى المعشوق الأكبر والأرحم.

You might also like