وانهزم التضليل الأسود .

إب نيوز ٢٦ يوليو

دينا الرميمة
مجدداً العدوان يستهدف مبنى وزارة الإعلام في القصف الأخير الذي طال صنعاء والذي توعد به المالكي رداً على عملية توازن الردع الرابعة مشيراً إلى أنه سيكون متناسباً مع القانون الدولي والإنساني!
هذا الاستهداف للوزارة الذي جاء متزامنا مع الذكرى الـ100 لمجزرة تنومة لم يكن الأول إنما جاء تكرار لما تقوم به دول العدوان من محاولات خبيثة في سبيل إسكات صوت الحقيقة الذي يكشف بشاعة ما يرتكبونه من جرائم بحق الشعب اليمني أرضاً وإنساناً وبنى تحتية، ومحاولة تضليل حقيقة الجرائم التي يكشفها الإعلام اليمني والتي دائماً مايبثها إعلام العدوان كانتصارات أو استهدافات لمواقع عسكرية ومخازن ومصانع أسلحة.
ولما للإعلام من دور بارز في السلم فإن دوره في الحرب يكون أقوى وتعتمد عليه الدول بشكل كبير في إدارة ازماتها السياسية ومواجهاتها الحربية مستخدمة تقنية “التضليل الإعلامي” أو ما يسمى “بالدعاية السوداء” تسرد من خلاله الأحدث بطريقة مزيفة!
ومنذُ أول يوم للعدوان أنتهجت دول التحالف العدواني على اليمن هذا النهج ظناً أنهم يستطيعون خداع العالم بنقل الأحداث وفق فلسفة “الإعلام فن النصر دون حرب”.
عبر الترسانة الإعلامية الضخمة لدول العدوان وما أضافته إليها من عشرات القنوات ووسائل الإعلام المظللة وإعلاميين تخلوا عن شرف وأخلاقيات مهنتهم تم استئجارهم بثمن بخس ليكونوا أبواقاً إعلامية تفبرك الأخبار بشكل درامي لخداع متابعيهم ويستخفون بعقولهم -برغم كل ذلك- استطاعت كاميرا الإعلام اليمني فضح كل الزيف موثقة الحقيقة صوتاً وصورة.
ولذلك عمدت دول العدوان إلى استهداف المؤسسة المعنية بالإعلام اليمني في انتهاك صارخ للقانون الدولي الذي يحرم استهداف الإعلام والإعلاميين واعتبارهم اعياناً مدنية محرم استهدافها في السلم والحرب!
قُصفت وزارة الإعلام كما قُصفت المحطات الإذاعية في صعدة وحجة وتعز والحديدة ومبنى التلفزيون اليمني وغيرها منذ بداية العدوان.
لم تكن دول العدوان مدركة أن كل مواطن يمني قد سخر نفسه جندياً إعلامياً في معركة إعلامية لا تقل شأناً عن المعارك العسكرية انطلق بكل تحدي يوثق فيها الاعلامي ويصور كل جرائم العدوان والتدمير الممنهج لليمن.
في سبيل إيصال مظلوميته إلى كل الدنيا ،
واستطاع الإعلام اليمني بعدسته وكلمته أن يفند زيف واباطيل إعلام العدوان وأظهر للعالم حقيقة ما يجري في ميدان المعارك وما يحرزه رجال اليمن من تقدم في جبهات القتال بكاميرا تلاحق لقطاتها خطوات النصر للجيش اليمني ولحظات الهزيمة للعدوان ومرتزقته، ما جعل إعلام العدوان يبدُ متخبطاً ومتناقضاً في أخباره، تارة منتصراً وتارة أخرى يعتذر عن الخطأ ومرات يستمر في كذبه ما افقده مصداقيته واحترام متابعيه وكان سبباً في صناعة الثقة بقنوات الإعلام اليمنية المناهضة للعدوان وإعلامها الحربي الذي حظي بثقة اغلب المنابر الإعلامية واصبحت تعتمد عليه بشكل كبير في نقل أخبارها.
لقد مارس العدوان كل اساليبه الخبيثة لإسكات الحقيقة بداية من قطع بث القنوات الوطنية كالمسيرة والساحات واليمن واستنساخ لبعض القنوات الفضائية كاليمن واليمن اليوم واستنساخ لوكالة سبأ اليمنية وصحيفة الثورة ووصولاً لاستهدافها المتكرر واغلاق الحسابات المناهضة للعدوان في شبكات التواصل الإجتماعي كالفيس بوك وتويتر وقنوات اليوتيوب واستهداف الإعلاميين مع سبق إصرار وترصد كما حدث في جريمة استهداف منزل رئيس “اتحاد الاعلاميين اليمنيين” “عبد الله صبري” وغيره الكثير من الاعلاميين المناهضين للعدوان.
وبالرغم من السلاح الاعلامي الضخم الذي دخل به العدوان في حربه الإعلامية إلا أنه بدى ركيكاً أمام الإعلام اليمني ذو الامكانيات البسيطة وما قدمه للعالم من الحقيقة الذي حرف مسار متابعته للقنوات الوطنية !
لقد مثل استهداف طيران العدوان لوزارة الإعلام ومؤسسات الإعلام اليمنية المتكرر فشلاً آخر يضاف الى قائمة فشله السابق في ميدان المعركة كما يضيف عدوانهم جرائم انسانية جديدة يرفع منسوب رصيد جرائمه البشعة المنتهكة للقانون الدولي والمتمثلة في قتل الابرياء اليمنيين وتدمير الأرض والإنسان.
وبالرغم من الانحياز الأممي لصف العدوان وتغاضيها عن جرائمها وآخرها قيام الأمم المتحدة بحذف مملكة آل سعود من من “القائمة السوداء’ لمنتهكي حقوق الطفولة بدلاً من إضافة بقية دول العدوان إلى تلك القائمة.
كل ذلك تأكيد على أن الأمم المتحدة هي من تعطي تحالف العدوان الضوء الأخضر لممارسة واستمرارية عدوانها على اليمن واليمنيين واتخاذ ذلك مصدراً للاسترزاق القذر على حساب شعب مظلوم فرضوا عليه الحصار الخانق وتسببوا في خلق أبشع معاناة إنسانية على مر التاريخ.

 

You might also like