عن الحرب بلا قتال !
إب نيوز ٢٧ يوليو
بقلم الشيخ/ عبد المنان السنبلي.
أن تكون من بلدٍ يمتلك من الثروات ما يؤهله بأن يكون واحداً من أغنى بلدان العالم، ومع ذلك تبدو فيه وكأنك تعيش في واحدٍ من أفقر بلدان العالم وأكثرها تخلفاً !
هذا هو المعنى الحقيقي ببساطة شديدة لمفهوم الفوضى الخلاقة الذي توعدت به ذات يوم وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة – كونداليزا رايس !
فالعراق مثلاً يمتلك من الثروات النفطية وحدها والجاهزة للتصدير مالا تمتلكه كبريات دول العالم ومع ذلك يوشك أهله اليوم أن يأكلوا من براميل ومكبات القمامة، لماذا ؟!
لأنه ببساطة يمر بمرحلة حرجة من مراحل هذه الفوضى !
كذلك اليمن وليبيا والسودان والصومال وآخرون مرشحون بأن يُضَافوا إلى هذا النادي الأشقى والأتعس في هذه المنطقة منذ زمنٍ غير بعيد !
في الحقيقة لقد بحث الأمريكان في طريقةٍ ما لضرب هذه المنطقة بصورةٍ لا تعود عليهم بالضرر المادي والعسكري وبما يضمن لهم كذلك عدم حدوث أي ارتداداتٍ عكسيةٍ مباشرةٍ لها على أوطانهم ومجتمعاتهم الغربية ككل خاصة بعد الخسائر تلك التي تكبدوها في حرب احتلال العراق وآثارها وانعكاساتها السلبية على مستوى الداخل الامريكي، فلم يجدوا أقل كلفةً وأكثر فعالية من اتبَّاع هذه الاستراتيجية القذرة – الفوضى الخلاقة والتي بطبيعتها لا يمكن أن تنمو جراثيمها وتتكاثر سوى في أوساط المجتمعات الأكثر تخلفاً فكرياً والأقل وعياً وإدراكاً.
ولأن مجتمعاتنا العربية -ماشآء الله- تتصدر قائمة الدول الأكثر تخلفاً في العالم فمن السهل جداً على مثل هذه الجراثيم أن تجد لها طبعاً بيئاتٍ وحواضن للنمو والتكاثر والإنتشار !
فقط ما عليهم سوى خلق المناخ المناسب الذي تستطيع فيه هذه الجراثيم أن تنمو في أي بلدٍ يريدون استهدافه كإثارة قضية طائفية مثلاً أو مناطقية أو سياسية أو اقتصادية أو أي شئٍ من هذا القبيل وستنشط دراماتيكياً وتتكاثر مخلفةً وراءها حالاتٍ وحالاتٍ من الفوضى المتسلسلة والمتشعبة والتي يستعصي علاجها أو يتسنى لأحدٍ الحد من انتشارها واتساع دائرتها !
والنتيجة ماذا ؟!
النتيجة بلا شك انهيار أوطان وضياع شعوب وإهدار طاقات واستنزاف ثروات، فلا يعود أحدٌ بعد ذلك يفكر إلا بنفسه وبكيفية الحصول والوصول إلى ما صار يعتقد أنه نصيبه وحظه مما تبقى من هذه الأنقاض والأطلال التي كانت تشكل يوماً دولةً ووطناً قائماً على أوتاده !
هكذا وبفعل هذه الفوضى الخلاقة تتقزم الأحلام الكبيرة وتتفرخ إلى كوابيس مرعبة وهكذا تسقط المشاريع الوطنية والقومية العملاقة أمام المشاريع الفئوية والطائفية والمناطقية الصغيرة بدون أن يكلف الأعداء حتى طلقةً او رصاصة واحدة !
كل هذا يحدث طبعاً بسبب انعدام ما يسمى بالوعي (الخلَّاق) إذا جازت التسمية لدى الشعوب والمجتمعات العربية والذي وحده كفيل بأن يقف في وجه هذه الفوضى !
فمن أين لنا نحن العرب بوعيٍ (خلَّاق) كذلك الموجود حصراً في بلاد الغرب نستطيع من خلالة مواجهة ودحر هذه الآفة الخطيرة – الفوضى الخلاقة إذا كنا نموج في بحارٍ من التخلف لا شواطئ لها ؟!
#معركة_القواصم