يصدون عن المسجد الحرام وماكانوا أولياءه

إب نيوز ٢٨ يوليو

بلقيس علي السلطان

وضع البيت الحرام بمكة وجعله الله مباركاً ، ليكون هدى للعالمين ، وفيه دعا نبي الله إبراهيم الله بأن يجعل أفئدة الناس تهوي إليه ، فهوت أفئدة الناس وتسابقت إليه ، وبالمقابل تهاوت قيم ومبادئ بعض من يحيطون به ، فجعلوا منه مجرد محطة استثمارية تدر عليهم المال دون النظر إلى الاعتبارات الدينية السامية ، بل وجعلوا من الحجيج هدفاً مستساغاً لتنفيذ أحقادهم وخططهم ومؤامراتهم التي ترمي إلى السيطرة على الحج والتحكم به ، وتنصيله من الغاية التي شرع من أجلها ، والتي منها اجتماع المسلمين قاطبة في مكان واحد ولباس واحد وتلبية واحدة ، تنم عن الوحدة الدينية السامية وعن معنى الأمة المترابطة ، حيث يشكل موسم الحج مؤتمراً إسلامياً موسعاً ونادر من نوعه ،وهذا ما لا يريده أولياء الشيطان ، لذلك أعدوا الخطط من أجل تقويض عدد الحجيج إلى أن وصلوا لمنع الحج وهذا مالم يكن في حسبان أحد ، سوى من يعرف خطر اليهود وشرورهم ومايرموا إليه وهذا ماحذر منه الشهيد القائد مسبقاً ، ليس علماً بالغيب وإنما عن دراية بالحقد اليهودي المتجذر الذي يصل جذوره إلى بني سعود والذي كان دورهم في تسييس الحج وطمس معالمه دوراً ريادياً وبارزاً ، فمجازر الحجيج خير دليل على خبث شجرة بني سعود التي غرسها الصهاينة العالميين في منطقة الجزيرة العربية وبالقرب من المعالم الإسلامية الأهم والأكبر لدى المسلمين من أجل تنفيذ خططهم التي يستحيل أن يقوموا بتنفيذها بأنفسهم ، فبدأوا باختلاق مذهب جديد يتماشى مع خططهم ورؤاهم المستقبلية ، فهدموا بيت رسول الله بمكة بفتاوى باطلة وحولوه إلى حمامات ، وهدموا بيوت الصحابة تحت مظلة هذه الفتاوى المختلقة ، واختلقوا أحاديث تبيح الكبائر وعلقوها على قبر خير البشر رسول الله صلوات الله عليه وآله ، إلى أن وصل بهم الحال إلى استهداف الحجيج تحت مبررات واهية ، فموسم يموت الحجيج بحجة التدافع ، وموسم بحجة حريق فندق أو خيام ، وموسم تقع عليهم الرافعة ، لكنهم بدأوا حيلهم منذ أمد بعيد ومجزرة تنومة خير شاهد على الخبث الذي يخفونه بداخلهم ، والأجندات التي ينفذونها منذ أن وطأت أرجلهم شبه الجزيرة العربية .

اليوم وفي العام 2020 تتكشف القناعات وتتعرى الوجوه ، ويتضح الوجه الشيطاني لبني سعود ، فبعد إباحة المحرمات تحت ذريعة الفتاوى التي جعلوا منها سلًم للوصول إلى غاياتهم ، كتحليل المراقص والديسكوهات والمشروبات المحرمة ، واستقبال المغنيات والماجنات ، وصل بهم الحال إلى منع الصلاة في بيت الله الحرام والمسجد النبوي الشريف بذريعة وباء كورونا ، كي يستسيغ المسلمين الأمر ويعودوا على رؤية بيت الله الحرام فارغاً من المصلين والملبين حجاجاً ومعتمرين ، حتى أصدروا القرار الذي طالما حيكت الخطط من أجل إصداره ، وتنفس أولياء الشيطان الصعداء عند سماعه ، وهو الصد عن الحج في بيت الله الحرام ..!

لقد أثبتت الأحداث القديمة من استهداف الحجيج والحديثة من منع الحج وغيرها ، أثبتت بأن بني سعود ليسوا أهل لإدارة موسم الحج ، أو حتى إدارة مملكة نجد والحجاز ، فأنى لمن يستبيح دماء الأبرياء أن يكون أهل لذلك .؟
وكيف لمن يضع يده في يد أعداء الله وأولياء الشيطان أن يدير الحج ويدير أعظم المقدسات الإسلامية .؟
أما آن للمسلمين أن يفيقوا من سباتهم وغفلتهم ويتلافوا ماتبقى من معالم وأركان دينهم ..؟
أما آن للمسلمين أن يكونوا خير أمة ويتنفضوا لأخلاقهم وقيمهم ومبادئهم ودينهم ..؟

يجب أن يعلم العالم أجمع بأن الحج لن يتولاه عبدة الشيطان الظالمين ، وإنما أولياءه عباد الله الصالحين المتقين قال تعالى :
{وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَام وَمَا كَانُوا أوليَاءه إن أولياءَهُ
إِلا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ} .

 

You might also like