انهيار روح “اسرائيل ” وعقيدتها يحسبون كل صيحة عليهم…!
إب نيوز ٢٨ يوليو
محمد صادق الحسيني
بعد عصر العمى الاستخباري، الذي سببه حزب الله للجيش الاسرائيلي وقيادته المتهافتة…
جاء دور الفضيحة الكبرى التي الحقت بنتن ياهو نتيجة ضياعه والتيه الذي دخل فيه هو وقومه بسبب تكتيك الصمت القاتل الذي اتبعته المقاومة مع قادة العدو…!
تصوروا الان نتائج المسرحية التراجيدية التي ادخل نتن ياهو شراذم كيانه وبقايا جيشه فيها بسبب رواياته المتناقضة حول ما حصل في جبهة الشمال من تخبط ..!
التعليق الاولي لاحد كبار خصومه بعد رواياته المتناقضة و الكاذبة حول ما جرى في جبهة الشمال :
سيسحلوه في الشوارع ان لم ينقذه السجن ..!
وتزداد الصفعات ويزداد العمى بعد ما قالت المقاومة كلمتها حول ما جرى يوم امس بالقول :
”كل ما ادعاه العدو القلق والخائف عن اشتباك في فلسطين المحتلة مع قوة لحزب الله تسللت.. كذب في كذب
وقصفها لمنزل احد المدنيين في الهبارية زاد على الحساب حسابا جديدا…
وردنا على عدوان دمشق واستشهاد المجاهد على كريم محسن آت لا محالة… ”
وهكذا يمكن فهم الحاح نتن ياهو لاستدعاء قائد الجيوش الامريكية في زيارة مستعجلة للكيان قبل ايام …
لقد تأكد الان انها كانت مطلوبة من اجل اجراء عملية جراحية للعمى الاسرائيلي …
ومع ذلك يبدو انه لم يفلح في ذلك وصار العمى بعد الزيارة والفضيحة المدوية مستداماً…
فما الذي يجري اذن في الكيان الصهيوني في عصر بات لزاما علينا ان نسميه عصر حزب الله وزمن المقاومة !؟
اليكم ما يقوله المتابعون والمتخصصون في فلسطين المحتلة من اهل الدار والبلاد حول ما يجري بالضبط في كواليس الكيان :
1. على الرغم من ان الصحافة الاسرائيليه ، التي توجهها الاجهزه العسكريه والامنيه بشكل كامل ، تحاول ان تعطي زيارة الجنرال الاميركي ، مارك ميللي ، الخاطفه ل”اسرائيل” حجماً اكبر من حجمها ، كما فعلت الكاتبه الاسرائيليه أنّا أهرونهايم Anna Ahronheim ، في الموضوع الذي نشرته على موقع الجروساليم بوست ، يوم ٢٦/٧/٢٠٢٠ ، والذي حاولت فيه الايحاء للقراء بان الهدف من وراء الزياره شبيه بهدف زيارة رئيس الاركان العامه الاميركي ل”اسرائيل “سنة ٢٠١٢ ، التي تمت لثني “اسرائيل” عن مهاجمة مواقع نوويه ايرانيه حتى دون مشاركة الولايات المتحده الأميركية.
وبغض النظر عن ان الجيش الاسرائيلي لم يكن قادراً على تنفيذ مثل تلك الهجمات في ذلك الزمن وهو لا زال عاجزًا عن ذلك اليوم ، ولاسباب عديدة لامجال لتفصيلها في هذا المقام ، فان زيارة الجنرال ميللي كانت اسبابها مختلفة تماماً عن إيحاءات الكاتبه الاسرائيلية المتوهمة مثل جيش العدو .
2. اذ ان الزيارة قد حصلت بناءً على الالحاح الاسرائيلي في طلبها ، في ظل الخوف الذي تعيشه القياده الاسرائيليه وجمهورها ، من احتمالات رد حزب الله المرتقب . خاصة وان القيادة العسكرية الاسرائيليه ، وكما صرح مسؤولون فيها ، تعيش حالة عمى استخباراتي كامل ، في ما يتعلق باحتمالات الرد المتوقع من حزب الله . حيث نشرت الصحافه الاسرائيليه تصريحات لمسؤول عسكري اسرائيلي ، يوم أمس الاول السبت ٢٥/٧/٢٠٢٠ ، قال فيها ان رصدهم لتحركات عناصر حزب الله ، السياسية والعسكريه ، في جنوب لبنان تثير الحيرة وذلك لتعدد اختصاصاتهم ، مما يعقد امكانية التعرف على نوايا الحزب في شكل الرد الذي يخطط له ومكانه وحجمه…!
3. ان زيارة الجنرال الاميركي تكتسي بالاهمية ، دون شك ولكنها ، اهمية لا تنبع من كون الزياره قد حصلت بهدف التخطيط لعمل عسكري ، اميركي اسرائيلي مشترك وكبير ، سواءً ضد ايران او ضد اكثر من طرف من اطراف حلف المقاومة ، مثلما تحاول الكاتبه الاسرائيليه ، المذكوره اعلاه ، ان توحي للقارئ بان هذا الصيف سيكون صيفاً ساخناً جداً . وذلك لان مصدر اهمية هذه الزياره العاجله تكمن في العكس تماماً . انها زيارة لتهدأة روع الساسة والعسكريين الاسرائيليين ، ولرسم خطوط حمراء لهم بانتظار موعد الانتخابات الاميركيه ونتائجها ، خاصة وان التوقعات الحاليّه تشير الى خسارة ترامب لهذه الانتخابات ، الامر الذي يمهد ، في نظر فئة من المخططين الاستراتيجيين الاميركيين الواقعيين ، لاحتمالات العوده الى التعامل مع المشاكل والصراعات الدوليه المختلفه بالوسائل الدبلوماسيه . وهذا يعني ان القادة العسكريين الامريكيين ، وهم الذين يفترض بهم ان يضعوا خطط الحروب او العمليات العسكرية المحدوده ، اصبحوا اكثر واقعية من الرئيس الاميركي نفسه ، فهاهم ، ورغم ما نشاهده من انتشار عسكري بحري اميركي كثيف في البحر المتوسط ، يقومون ، حتى ولو خطوة خطوه ، بسحب قواتهم في العراق . وهذه حقيقة تؤكد ان استراتيجية هؤلاء العسكريين ، وكما قال وزير الدفاع الاميركي قبل ايام ، تتجه الى إعداد الجيوش الاميركيه لحالة صدام عسكري مع الصين ، ما يعني انهم بصدد تخفيض اهتمامهم ب”الشرق الاوسط “، وبنتن ياهو وكيانه .
4. وبغض النظر عن ردٍ حزب الله المرتقب وحجمه وتوقيته فان اسباب الخوف الحقيقي ، للتجمع السكاني اليهودي في فلسطين ، انما له روافد ومسارات اخرى ، اكثر عمقاً من الخوف من ” العدو الخارجي ” ، الذي يستخدمه نتن ياهو لاخافة الجمهور والسيطرة عليه .
5. ان الخوف الحقيقي للاسرائيليين ، خاصة في ظل جائحة كورونا وفشل نتن ياهو وحكومته في مواجهتها ، ينبع من خشية الاسرائيليين من انهيار “الدوله” ، لا بل من يقينهم بان ذلك هو المصير الحتمي لهذه “الدوله” .
وهذا ما تؤكده المظاهرات ، المستمرة منذ اكثر من اسبوعين ليس في القدس وحدها وانما في تل ابيب وقيساريه وغيرها ، والمطالبه باستقالة نتن ياهو . وقد وصل الاحباط والغضب ، اللذين يعتبران صدور المتظاهرين ، الى حد اعتمار بعضهم العلم الفلسطيني امام مقر نتن ياهو في القدس المحتله ، حيث قامت قوات الشرطة باعتقالهم في اكثر من مرة .
٦)اذن فالمأزق الاسرائيلي اكثر عمقاً من الخوف من الرد القادم من حزب الله قريباً وانما هو انعدام ثقة الجيش في نفسه وانعدام ثقة الجمهور بالجيش وبالحكومة وسياساتها . اي ان الخوف تحول الى مرض ، لا بل حالات رعب ( Panic Attacks ) من المستقبل .
وهو رعب جمعي خلقه او صنعه تراكم انتصارات حلف المقاومه ، بما في ذلك صمود غزة الاسطوري ، وجعل الاسرائيليين يفقدون الامل في كل شيء ويخافون من المستقبل المظلم الذي ينتظرهم ، مما ارغمهم على حث الخطى لاعداد انفسهم لمواجهة مرحلة انهيار الكيان . وهو ما أكد عليه اكثر من محلل عسكري اسرائيلي .
7. من هنا فان كل المسرحيات ، التي يتفنن في اخراجها نتن ياهو ، لن تفيد في شيء . فلا نشر بطاريات القوه الحديديه في تل ابيب وحيفا ، ولا اللقاءات الاستعراضيه ، التي اجراها المسؤولون العسكريون والامنيون الاسرائيليون ، قبل يومين ، مع رئيس اركان الجيوش الاميركيه في قاعدة نفتاڤيم الجويه الاسرائيليه ، قرب بئر السبع ، حيث تنتشر بطاريات نظام ” ثاد ( THAAD )الاميركي للدفاع الصاروخي ، ولا نشر وحدات من القوات الخاصه الاسرائيليه ، في بعض النقاط في الجليل الاوسط ، ستهدئ من روع
الإسرائيليين وتخرجهم من كابوسهم الذي يعيشونه ليل نهار .
انها الهزيمه الاستراتيجية ، هزيمة النفس والروح ، هزيمة العقيده والمشروع ، انهيار الروح المعنويه وانعدام الثقه ببقايا المشروع الصهيوني …”اسرائيل” الى زوال لا محالة …
وما ذلك على الله بعزيز
بعدنا طيبين قولوا الله