ماذا بعد الصد عن البيت الحرام معشر المسلمين؟
إب نيوز ٢٩ يوليو
منير إسماعيل الشامي
تعودنا كل عام في مثل هذه الأيام من متابعة القنوات الفضائية التي تنقل مشاهد حجاج بيت الله الحرام وهم يؤدون مناسك الحج من طواف القدوم وحتى رمي الجمرات إلى زيارة المقام النبوي الشريف على صاحبه ازكى صلوات الله وسلامه وعلى آله الطاهرين، نتابعها لنشاهد ضيوف الرحمن الذين توافدوا من كل مشارق الارض ومغاربها مجيبين لداعي الله وقد تركوا الدنيا خلف ظهورهم وأقبلوا بقلوب تائبة منيبة، ونفوس نادمة خاشعة،وألسنة لاهجة بذكر الله تكبيرا وتسبيحا وتوحيدا واستغفارا، وتلبية وتهليلا يرجون رحمة الله ويسألونه عفوه ومغفرته فنتأمل زحامهم في البيت العتيق وفي الشعائر المقدسة الأخرى وكأننا نتأمل قطعة من السموات السبع المكتضة بعباد الله المكرمون الذين لا يتوقفون عن عبادة الله للحظة واحدة ولا يسأمون، وهذه ربما هي أول حكمة من حكم الله في فرض الحج علينا، ففي أيام الحج وفي البيت الحرام والأماكن المقدسة في مكة يعبد الله في الأرض مثلما يعبد في السماء، ولذلك أصبحت متابعة القنوات الفضائية التي تنقل شعائر الحج عادة يتوق إليها الكثير والكثير من أبناء الشعب اليمني كل عام رجالا ونساء شبابا وشيبة وأطفال، فتجتمع كل أسرة حول شاشة التلفاز يتابعون هذه المشاهد الروحانية بإنصات وخشوع يسمعون تلبية حجاج بيت لله بقلوب مرهفة تدعو الله في سرها أن يبلغها عيش هذه الأيام في رحاب بيت الله الحرام وأن لا يحرمها من اداء هذه الفريضة، يشاهدون حجاج بيت الله الحرام ويتمنون لو كانوا معهم في ذلك الصعيد الطاهر، ومنهم من يسبح في بحر خياله ويقطع بها مئات الكيلومترات ويتخيل وكأنه معهم محرم مثلهم ومكبر وملبي معهم، يطوف تارة ويتحين الفرصة تارة أخرى ليجتاز الزحام ويصل إلى الحجر الأسود ليقبله وكأنه يطوف حول الكعبة حقيقة لا خيالا، ولا غرابة في ذلك فهم شعب الإيمان والحكمة.
حتى خلال سنوات العدوان بعد أن منع نظام الرياض المجرم اليمنيين عن الحج ظل معظم اليمنيون على هذا الحال.
لكن هذا العام ولأول مرة
ونحن نعيش اللحظات هذه أيام الله المباركة وبعد أن أغلق نظام الرياض المجرم بيت الله الحرام عن قاصديه من مشارق الارض ومغاربها وأوقف فريضة الحج وصد عن البيت الحرام وبعذر أقبح من ذنب نشعر بفراغ روحاني غريب يجلب الحزن إلى قلوبنا فتتشتكي إلى الله من هذا النظام المجرم ومن جرائمه وظلمه لشعب الإيمان ومن عبثه وفساده في الأرض واذا كان هذا هو شعورنا فكيف بشعور بيت الله الحرام وقد اخلاه هؤلاء الطغاة من عباده وقاصديه لأول مرة في تاريخ البشرية، وصدوهم عن إجابة الرحمن تقربا منهم وزلفى لأسيادهم من اليهود والامريكان!!!
إن هذا النظام المجرم الذي بدل في هذه الفريضة وحولها وسيلة لخدمة مصالحه الشيطانية، وتحكم فيها فمنع سابقا من شاء منها وأتاحها بتأشيرات مجانية كرشاوي لكل دوشان مادح له من رجال الإعلام والسياسة، وجعل من منبر البيت الحرام منبر دعوة إلى الضلال وإلى مساندة الباطل وإلى تقديس الطغاة والظالمين، ووسيلة للتقرب إلى طواغيت الارض ومستكبريها
وتمادى في غيه وطغيانه إلى الصد عن بيت الله الحرام متجاهلا أن هذه الجريمة من أكبر وأعظم الجرائم في الارض إنما أعلن حربه لله ولرسوله جهارا نهارا ووضح حقيقته وحقيقة ولائه وانتمائه وكشف عن سعيه في هدم دين الإسلام بهدم الركن الخامس من أركانه بعد أن بدل وغير عبر مذهبه الإرهابي الوهابي في كثير من قواعده وحقائقه، وهو بذلك أيضا إنما أزال كل ذرة شك عن حقيقة تبعيته وولائه للماسونية الصهيونية وسعيه لتحقيق اهدافها وأكد بذلك أنه مجرد عبد وخادم لهذه المؤسسة الشيطانية.
وبهذه الحقائق الجلية عن هذا النظام فقد أصبح كل مسلم يؤمن بالله واليوم الاخر معني بمواجهة هذا النظام الطاغوتي كفرض واجب الأداء لا يسقط إلا على المسلم العاجز وأصبح تطهير الحرمين الشريفين (المكي والمدني) مسؤولية الأمة الإسلامية من أقصاها إلى أقصاها شعوبا وأنظمة وصارت ملزمة بالجهاد في سبيل الله حتى يعود الحرمين الشريفين طاهرين من رجس الطواغيت فلا ولاية لهم عليهما بالنص الصريح بقوله تعالى ( وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْـمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْـمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَـمُونَ )
من سورة الأنفال- آية (34)
وبنص هذه اﻵية الكريمة لم يعد لأي شعب من شعوب اﻷمة ولا لأي نظام من أنظمتها اي حجة تحتج بها أمام الله وأمام رسوله وأمام المؤمنين من عباد الله عن سكوتها على هذا المنكر الكبير، وعلى كل مسلم أن يعلم أيضا أن التخاذل عن هذا الواجب أو التخلي عن هذه المسؤولية إنما هو تأييد منه للطاغوت وحزبه وإعانة لهم في محاربتهم لله ولرسوله ، ومشاركة لهم في ذلك
لقد أعلن الشعب اليمني قيادة وشعبا عن موقفه تجاه هؤلاء الطغاة ونظامهم الشيطاني وتبرأ إلى الله من جرائمهم وفسادهم
، ودعا كل المسلمين إلى إعلان موقفهم الواضح وإلى تحركهم الحقيقي لإعلاء كلمة الله في بيته الحرام وتطهير البلدين الحرام من خدام الطاغوت وعبيد أعداء الله، فما موقفكم معشر المسلمين؟