حصار اليمنيين .. المأساة التي لم تبق للإنسانية معنى !!
إب نيوز ٢٩ يوليو
دينا الرميمة
تدق وزارة النفط والمعادن ناقوس الخطر بقرب نفاذ احتياطها من المشتقات النفطية منذرة بحدوث أزمة إنسانية خانقة في حال استمر تعنت العدوان بإحتجاز السفن النفطية ومنع دخولها إلى ميناء الحديدة ،
وزارة الصحة هي الأخرى تنذر بقرب دخول منشآتها الطبية والخدمية في المرحلة الحرجة خلال الأيام القليلة القادمة بسبب نفاذ المشتقات النفطية اللازمة لتشغيل أجهزة العناية المركزة والغسيل الكلوي والأشعة والمختبرات ومصانع الأكسجين، مصرحة عن توقف اغلب مشافيها عن العمل وتحول بعضها إلى مراكز اسعاف أولي !!
هكذا هو الحال في اليمن مأساة لم تبق للأنسانية معنى منذُ خمس سنوات واكثر حين تعرضت لحرب عسكرية شعواء تسببت في قتل الحياة فيها وتدمير كل ماله صله بحياة المواطن اليمني ،أضف إلى جرائم يومية ترتكبها دول العدوان تحصد الكثير من الأرواح عن طريق الحرب الاقتصادية والحصار المفروض بحراً وبراً وجوا. ومنع وصول الدواء والغذاء والمشتقات النفطية التي كانت بلدنا غنية فيها ولكن استحواذ مرتزقة العدوان عليها وبيعها لجيوبهم الخاصة جعل اليمنيون يضطرون لاستيرادها من الخارج !!
ما يعني أن الحرب الإقتصادية تكاد تكون أكثر خطورة من الحرب العسكرية ،
فسياسية التجويع والحصار الممنهج واختلاق الأزمات هي وسائل أخرى اتخذتها دول العدوان لقتل عدد أكبر من الشعب اليمني دون خسارة مال أو سلاح ولا منفذين أمام مرىء ومسمع من المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية التي انحرف مسار عملها إلى دور سيئ يثبت أنها هي الأخرى ليست إلا سلاح أخر للعدوان وكثيراً منها تقوم بعمل استخباراتي لها، وأصبح دورها بالنسبة لنا اليمنيون فقط رفع أرقام ومعدلات عن من تسميهم المحتاجين للمساعدات والأغاثة وتتحدث عن مؤشرات انذار بدخول اليمن مرحلة الخطر وخط الفقر والمجاعة !!
بينما تخلو تقاريرها من ذكر الأسباب التي أدخلت اليمنيين في هذه المرحلة الخطرة و الحلول التي تنهي هذه المأساة والمتمثلة برفع الحصار. وانهاء الحرب!
هي هنا عندما نسمع عويلها وتحذيراتها ليست من جانب انساني أو من باب الشعور بالمسؤولية بطبيعة وظيفتها التي أوكلت اليها ، إنما يكون هذا العويل وهذه المؤشرات والأرقام التي تصرح فيها بتقاريرها فقط وسيلة لجني الأموال من دول المانحين والتسول بمعاناة شعب بات على حافة الهاوية بسبب الحصار لتأتي فيما بعد مانحة إياة فتات مما جنته من المليارات تاتي بها على هيئة مواد إغاثية منتهية الصلاحية غالباً ماتهدد بقطعها ،بينما أكثر من ٨٠%من هذه المنح تذهب كنفقات تشغيلية ورواتب للعاملين فيها كما تدعي في تقاريرها .
مفارقات عجيبة تثير التساؤول حول الدور الأممي والمجتمع الدولي لمايدور في اليمن من تدمير ممنهج للأرض والإنسان مقابل بصمت خبيث منهم ورفض عمل أي حلول وخطوات جدية لمساعدة اليمن .
ما يدركه اليمنيون اليوم أن الأمم المتحدة ومبعوثها غريفيث ليس لهم إلا أدوار سيئة منذ اول يوم للعدوان وحتى اليوم خاصة وهم يرون وضع اليمن السيء جراء الحرب والوضع الكارثي الذي تسبب فيه احتجاز سفن النفط لكن مبعوثها جاء يساوم بالافراج عنها مقابل عدم صرف نصف راتب من قبل حكومة الإنقاذ للموظفين !! ليكون ذلك شاهداً على زيف إنسانيتهم المزعومة التي لم تكن سوى غلاف يخفون بها سوأتهم وخبثهم وخبيثهم ودورهم الفعلي في هذه الحرب وبينمايفترض أن يكونوا في وضع محايد لكن ابداً لم يكونوا كذلك أنما انضموا صراحة إلى صف المعتدي ونسمعهم فقط ينددون ويشجبون ويدينون الضحية ويجرمونها في حال دافعت عن نفسها بضربات عسكرية إلى العمق السعودي كحق مشروع وهذا الذي يراه اليمنيون انه الحل الذي سيجبر العدوان لانهاء الحرب
والذي جاء بالأمس على لسان السيد محمد عبدالسلام كتحذير أخير لدول العدوان في حال استمررهم بالحرب والحصار وعدم تجاوبهم لمبادرات السلام وأنه ما على شعبنا الا إستمرار المواجهة محذرا النظام السعودي من التدخل السياسي وتغيير الحكومات ،
وفاضحاً الدور الخبيث للامم المتحدة التي إلى اليوم لم تخرج من تحت العباءة الامريكية والبريطانية مهدداً مبعوثها بأن أيامه ستطوى في حال استمر في تصرفاته تلك !!
وهذا ماأكد عليه اليمنيون أن لاخيار امامهم الا المواجهة والقوة أمام عدو متعجرف يتعمد إبادة شعب لأجل أن يحظى برضى الصهاينة والأمريكان وينال مآربه من اليمن التي لن ولن يستطيع الوصول إليها طالما وزمام القوة اليوم في يد اليمنيون الرافضون للاستسلام مهما استمر أمد الحرب ومهما قدموا من تضحيات.