ولهذا مُنِع الحجّ .
إب نيوز ٣٠ يوليو
و كلّ عام و ( تنومة ) تتكرّر في حجّاج اليمن المتعلّقة أرواحهم بالبيت العتيق و المقام و يثرب التي تشرّفوا فيها باستقبال البدر الطّالع عليهم من ثنيّات الوداع ،،
أهل اليمن الذي ذُبِح منهم و قتل ما يقرب من ثلاثة آلاف حاج في 1923 على يد بني سعود في جريمة غيبها النّظام السّعودي القائم على قطع الطّرق و سفك الدّماء ، و لن تزال مشاهدها عالقة في الذّهن اليمني رغم محاولات طمسها و محوها ، فهناك قد حبكت سلطات بني الأعور الدّجال مجزرة تصدّ اليمانيين و تخيفهم عن الحج للعام المقبل ، و القارئ لأحداث الحجّ كلّ عام سيرى أنّ نظام بني سعود يدبّر كلّ عام حادثة للحاجّ اليمني لترعبه و تبعده عن مشاعره المقدّسة ، و التي هي مشاعر كلّ الإسلام و المسلمين ، و لكنّ تميّز و تفرّد أهل اليمن كونهم من لبّى دعوة محمّد بن عبد اللّه ( صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ) بلين فؤاد و رقّة قلب و حكمة و إيمان يمان ، و زادت مصيبة بني الأعور الدّجّال أنّ اليمن جارتهم ، بل إنّ الركن في تلك الكعبة المشرفة مكتوب باسمهم : الركن اليماني ، و أمّا الحوادث التي كان يحبكها نظام المسوخ الدّجالين لهو دليل عقدة مزمنة لنظامهم، و دليل موقف مسبق تاريخي مع الإسلام نفسه و مع الإيمان و الحكمة مايؤكد يهودتهم و صهينتهم و أمركتهم التي لأجلها قاموا بطمس معالم و آثار بيت النبوّة و بمبرّر توسيع الحرم ؛ ليقتلعوا جذور و تاريخ محمّد و آله و أزواجه و أصحابه و قد حوّلوها إلى حمامات عامّة ، و العام الماضي رأينا غار حراء مرتعا و ملعبا للقرود في عملية ممنهجة و منظمة ؛ إذ ليست تلك الحوادث ( للحجاج بشكل عام و لليمنيين بشكل خاص ) محض صدف و هي المتناغمة مع هدم بيوت الرّسول الأعظم والمتناغمة اليوم مع نبرة :
” حجّ ممنوع ” بمبرّر ( كورونا ) الذي هو جنديهم الكافر ، و الذي لا يعشق سوى المصلين و الحجّاج و أمّا من جاء راقصا فلا كورونا و لا منع عن ارتياد المراقص فأولئك قد حرّزهم بنو سعو إمارات ، و لهم أن يتجمّعوا حول الرّاقصات فكورونا لا يترصّد و لا يتقصّد إلّا الطائفين و العاكفين و الرّكع السّجود و هؤلاء الحجّاج هم المعنيون بمطاردة كورونا لهم ؛ لأنهم هم من يقيم مهرجان الوحدة الإسلامية الأعظم ، الذي يتمثّل في شعيرة و ركن الإسلام الحجّ ،
نعم : لهذا منعوا الحجّ لأنّه يمثّل أكبر مهرجان للوحدة الإسلامية و في كلّ منسك و حركة و خطوة يعني الالتزام و الإسلام و الاستسلام للّه وحده لاشريك له حتّى في التّعبّد اللفظي : ( لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إنّ الحمد و النّعمة لك و الملك ، لا شريك لك ) ،
نعم : الوحدة و الاعتصام بحبل اللّه يرعبهم في مشهد الحجّ فقلوب و أرواح و ألسن و أجناس و ألوان و جنسيات كلّها تذوب عشقا للّه و تلبية له بصوت واحد في مكان واحد و زمان واحد ، في حين أنّ كلّ أركان الإسلام تمثّل الوحدة الإسلامية لكن ليس كما الحجّ ؛ فالصلاة توحد المسلمين و لكن أوقاتها و أذانها المرفوع يختلف باختلاف الشروق و الغروب ، و الصيام مكتوب و لكن كلّ يصوم في بلده ، و الزكاة مدفوعة ( على حسب هوى حاكم تلك البلدة ) فإن كانت لكن كلّ في وطنه ، و يبقى الحجّ هو الركن الأشد إيلاما للصهيونية العالمية و اليهودية المحرّفة الرّعناء ؛ لأنّ الوحدة فيه تتحقّق بين المسلمين أرواحا و أجسادا و نداءات و تكبيرات بمعنى وحدة عقيدة و سلوك، و لغة و صوت و مشاعر فالطّواف جماعي و الصلاة جماعية و النحر أيام التّشريق جماعي و السعي بين الصفا و المروة جماعي و حتى رمي الجمرات و رمي الشيطان جماعي إذ لا يمكن أن يحجّ البيت فرد واحد كلّ عام بل قد يصل الحجّاج (عددا ) من كلّ أصقاع المعمورة إلى أربعة ملايين في العام الواحد و كلّهم على قلب رجل واحد في مشهد مرعب لعدو اللّه الشيطان الأكبر و ربيبته إسرائيل ؛ و لهذا جاءت أوامر الشيطان الأكبر أن يُمنع الحجّ ، و يُعطّل أقوى ركن يتمثّل الاعتصام بحبل اللّه ، و هو الرّكن الخامس من أركان الإسلام في عملية ممنهجة و ممنتجة بعد محاصرة الشهادتين 🙁 أشهد أن لا إله إلّا اللّه ، و اشهد أن محمّدا رسول اللّه ) في شعار القاعدة و داعش حيث أُفرِغت الشهادتان هناك حين كان قتل النفس البشرية دون وجه حق ، و حين نحر الإنسان بمبرر أنه شيعي و رافضي و مجوسي و كافر ، فبقيت تكبيرات و شهادتا الوهابيّة و الإخوانجية رمزا للتّكفير و التّفجير و السّحل و النّحر و ذبح البشر و باسم الإسلام البريئ منهم، و أمّا بقية شعائر اللّه فالزكاة معطلة منذ يومها الأول عند خونة الحرمين الشريفين فهي لا تعطى لفقراء المسلمين ، بل تمنح للمستعمرين و المتطبعين مع إسرائيل ، و أمّا كورونا فقد كان جنديهم لتفريغ بقية شعائر الله و الاستهانة بها فالصلاة منعت في المساجد ، و الصّوم فقد أفتى شيوخ الوهابيّة و بعض الأزهريين بإمكانية إفطار شهر رمضان حتى لا تجفّ الحلاقم نتيحة كورونا ،
فماذا بعد _ يا بني الاسلام _ من دليل يخبركم أنكم لو لم تعلنوا براءتكم من بني سعود و ما يفعلون فأنتم مشاركون بحيادكم و صمتكم لمن يسلخكم عن هويتكم الإسلامية ،
نعم النظام السعودي و معه الإماراتي يعطلان شعائر الإسلام امتثالا لأوامر الصهيونية التي تخشى تلك الأمواج الهادرة من البشر فيما لو توجهت مباشرة من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ، فحرّرته و أنهت حلم إسرائيل الذي يحاولون تحقيقه بالتطبع و التطبيع معها و ردّ بوصلة العداء لمن بقي على ملة إبراهيم حنيفا مسلما ،،
أوليس الحجّ مدرسة الإيمان الذي بنى قواعدها خليل الله ( إبراهيم ) و ابنه ذبيح اللّه ( اسماعيل ) العربي الذي هو جدّ سيدنا محمّد ( عليهم الصلاة والسلام جميعا ) .
أوليست العقيدة الإسلامية سلسلة ممتدة بين الانبياء و الرّسل و الذين هم علاقة الأرض بالسماء ؟؟
إذن لهذا منعوا الحجّ لأنه مدرسة عنوانها القوة و التمكين ..لأنّه تاريخ الأنبياء و رسالات السّماء ، و لأنّه ثقافة و فلسفة : ” و اعتصموا ” بينما ثقافتهم ضدّية معادية للإسلام ، ثقافتهم بريطانية أمريكية إسرائيلية تسعى لمحو : ” واعتصموا ” لتحلّ محلّها : تشتّتوا ، تمزّقوا و شعارها : ” فرّق تسُد ” ، و السّلام .
أشواق مهدي دومان