لإستحالة ولادة السلام بالمفاوضات، فليُخضَع الأمر لعملية قيصرية في الحدود ..
إب نيوز 25_يونيو | بقلم الشيخ عبدالمنان السنبلي…
قلناها من بدري أنهم في عقليتهم و طريقة تفكيرهم ينتمون إلى المدرسة الأمريكية الإسرائيلية، فلا يفكرون إلا كما يفكر اليهود و لا ينتهجون إلا ما ينتهجه الصهاينة في صناعة الحرب و إصطناع السلام المزيف، و لذلك حذرنا أكثر من مرة من مغبة الوقوع في فخ الهدنة أو التهدئة و قلنا انه ينبغي أن يكون لنا عبرة في هدنة 48 بين العرب و الصهاينة و التي اتاحت للعدو الإسرائيلي فرصة إعادة تجميع صفوفه و إستقدام الأسلحة النوعية الأمر الذي غيّر إتجاه المعركة لصالح الكيان الصهيوني .
و اليوم و بعد أكثر من شهرين من المفاوضات المتعسرة في الكويت تم خلالها أستخدام جميع أنواع أدوية الطلق الصناعي لعل مولوداً طال إنتظاره يخرج إلى الحياة حاملاً في يديه أغصان الزيتون و حمائم السلام لكن بدون جدوى و ذلك على ما يبدو لعدم جدّية القابلات المتعهدات بإنجاح عملية الولادة هذه و ذلك بإيعازٍ مدفوع الثمن لهن من كاهنة العصر و دجالة الزمان يقال لها (السعودية) لإفشال عملية الولادة هذه، فقد بات لزاماً على طلاب السلام إتخاذ قرارٍ حاسمٍ و سريعٍ لإعطاء المفاوضات دفعةً قويةً و ذلك بالإنتقال إلى حيث يمكن أن تُجرى لها عملية جراحية قيصرية هناك في مناطق الحدود .
نعم قد تكلف هذه العملية الجراحية ثمناً باهضاً، إلا أنه كلما زاد الضغط على خاصرة كبيرة الكهنة و التضييق عليها بإقتحام معاقلها، كلما اوعزت إلى قابلاتها بالتعجيل و التسريع من عملية الولادة الموعودة .
بصراحة شديدة بدون الحدود، فإن السعودية و بحكم ماتمتلكه من ثروات ضخمة قادرة أن تخصص فقط عائدات مليون برميل نفط يومياً لمحاربة اليمن بأبناءها دون أن ينقص ذلك من إمكاناتها شيئا، فلماذا نعطيها هذه الفرصة التي لم تكن تحلم بها و نلتزم بالتهدئة على الحدود حيث يكمن الوجع السعودي و نقطة ضعفها ؟!!
نعم هو إلتزامٌ منا و حفظٌ للعهد الذي و قعنا عليه بوقف إطلاق النار، إلا أنه و في مقابل نكث الجانب السعودي لتعهداته و إلتزاماته بوقف إطلاق النار، فإننا قد أصبحنا في حِلّ مما تعهدنا به و لم يعد لنا خيارٌ آخر إلا أن نضرب العدو حيث يمكن أن نوجعه و نرديه قتيلاً . أيها الغيارى على كرامة و عزة و سيادة هذا الوطن لا تعولوا و لا تركنوا إلى الهدنة أو التهدئة، فإنما هي مجرد (إستراحة مخادع) للتزود بما تم إبرامه من صفقات أسلحة مع بريطانيا و فرنسا و أمريكا خاصةً بعد أن سمح الكونجرس الأمريكي مؤخراً تحت ضغوط اللوبي السعودي و الصهيوني أيضاً للحكومة الأمريكية من تزويد السعوديين بالأسلحة المحرمة دولياً .
نعم نحن نراهن على صمود شعبنا و إصراره على النصر الذي أخفق أمام بأسه الشديد و قوة إرادته مخزون أكثر من ستين عاماً عتاداً و تسليحاً من أن يكسر شوكته أو أن يفتَّ من عضده شيئاً، إلا أن هذا لا يمنع من أن نحث جيشنا اليمني البطل و لجاننا الشعبية المرابطة على وجوب أخذ الحيطة و الحذر لما يحيكه و يضمره لنا العدو و أن نلفت إنتباهه دوماً لكل ما من شأنه أن يصيب العدو في مقتل .
الحدود الحدود أيها المرابطون .. هناك حيث يمكن أن نمرغ أنف المعتدين في الوحل، ليس لإيلامه و إنزال الأذى به فحسب، و إنما لأن السلام لا يمكن أن يوُلَد أبداً إلا من رحم إجتياح الحدود و ضرب العمق السعودي …
#معركة_القواصم