إن أولياؤه إلا “المتقون”
إب نيوز ٣٠ يوليو
دينا الرميمة
“لبيك اللهم لبيك” “لبيك لا شريك لك لبيك”
تتوق الروح في مثل هذه الأيام المباركة لتحلق في سموات العشق الإلهي راحلة إلى البيت العتيق تقضي أياماً هي من أقدس أيامها طوافاً وتلبية وسعياً وترويةً لتقف عند جبل عرفات تطلب العفو والغفران من ربها تذرف دموع الرجاء عله جل وعلا ان يتقبلها ضمن أمة نبيه الصالحين فيعود طاهراً مطهراً كيوم ولدته أمه.
ولكن اليوم استوطن الحزن تلك الأرواح واستبدلت تلك الأماني والدعوات بحسرات بعد أن
شاء آل سعود إلا منعها من الحج وحالوا بينها وبين أعظم فريضة لإسباب سياسية كلها تندرج تحت رغبات الصهاينة في القضاء على الحج وتفريغه من مضمونه ومعانيه السامية الموحدة للأمة الاسلامية والفاضحة لمخطاطاتهم وبروتكلاتهم في القضاء على الدين الإسلامي وملة ابراهيم الدين الحنيف وربما صار ما خططوا إليه قريب المنال بعد أن اوكلت إدارة الحج والحرم المكي لمن هم ليسوا كفؤاً له وصلاتهم فيه مكاءً وتصدية !
نحن ندرك مآرب اليهود في الاستحواذ على المقدسات الإسلامية والأراضي العربية بزعم أنها أرض الميعاد التي لا تقتصر على فلسطين فقط انما تمتد حتى مكة مروراً باجزاء من الاردن ومصر وسوريا والعراق وصولاً إلى الحرم المكي الذي ان سيطروا عليه صار أمر المسلمين كله تحت أيديهم !!
فهناك قبلة المسلمين والتي عليها تقام عليها شعيرة الحج اعظم مؤتمر إسلامي تتوحد فيه كل أمة محمد نابذة كل آلهة سواه يجمعهم هدف توحد المسلمين والاجتماع على كلمة سواء في البراءة من أعداء الله ورسوله أمتثالاً لقول الحق تبارك وتعالى (وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر أن الله بريء من المشركين )
وهناك يتم مناقشة قضايا الأمة الإسلامية وخلافتها التي زرعها اليهود واذنابهم بينهم من هناك يتزودون بمبادئ الإسلام وقيمه الطاهرة النقية دون زيف أو تحريف .
لذلك عمد الصهاينة على استهداف الحج بشكل كبير حيث يرونه عائقاً كبير يحول دون وصولهم إلى مخطاطاتهم .
كل هذا سهله لهم آل سعود منذ بداية نشأة مملكتهم الوهابية التي عمدت إلى بث المخاوف من الحج وجعله مغامرة لا يقوى عليها إلا من يملك المال وقوة القلب والولاء لهم ولاربابهم الصهاينة وذلك أولاً عن طريق استهداف الحجيج وقتلهم إما قبل وصولهم إلى مكة كما في مجزرة تنومة التي ذهب ضحيتها أكثر من “ثلاثة الآف” حاج يمني لإسباب دينية وسياسية ،
أو اثناء تأدية مناسك الحج كما في حوداث كثيرة منها ،حادثة استهداف الحجاج الايرانيين بذريعة هتافاهم بالموت لامريگا واسرائيل وقتل ما يقارب اربعمائة حاج ،
وحوادث التدافع في مينا وحادثة سقوط الرافعة في الحرم المكي
حتى لم يعد يمر عام إلا وفيه عدد كبير من القتلى .
وأيضاً عن طريق اعتقال العلماء المسلمين الذين لم يستطيع اعداء الله الوصول إليهم وهناك تم ترصدهم وأعتقالهم كل هذا دليل على تعمدهم تخويف الناس من الحج حتى يقل عددهم وحتى يأتي اليوم الذي يصبح فيه الحرم المكي خالياً منه تماماً!!
،واصبح الحج للراغبين والمجازفين بحياتهم في سبيل الوصول إليه شيء صعب من ناحية المبالغ المفروضة كرسوم للحج أو لاسباب سياسية إن كانوا من دولة لا توالي النظام السعودي أو تخالف سياساتهم وأصبحت بعض الدول والتي هي الأفضل حظاً من غيرها من الدول الممنوع على شعبها الحج يعطى لها نسبة محدودة في عدد الحجاج حتى لجأت بعض الدول إلى إقامة قرعة بين المتقدمين للحج !!
مشاهد مؤلمة حين ترى من تتوق أنفسهم لرؤية بيت الله الحرام توصد دونهم الأبواب ولا يحالفهم حظهم في الفوز بالقرعة ،
هكذا سيسوا الحج واصبح محرماً على المسلمين وأصبحت ارض الحرمين الشريفين مفتوحة على مصراعيها امام اليهود يدخلوها كزوار واعلاميين وسياسيين ومتأمرين على الإسلام تطأ أقدامهم النجسة المسجد النبوي ومن داخلها يتم بث صورهم سخرية واستهزاءاً من الاسلام والمسلمين واعلاناً منهم عن قرب تحقيق حلمهم في السيطرة على اعظم مكان مقدس عند المسلمين بعد القدس والمسجد الاقصى ،
وأيضاً عمد النظام السعودي على تفريغ مكه من روحانيتها بعد أن قاموا ببناء الابراج العالية داخل الحرم المكي والتي قد تطغى على روحانية المكان وتجعل النفس منبهرة بما حوله ،
وبدعوا زيارة بعض الأماكن الإسلامية كقبر الرسول صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وبيوت ازواجه التي هدموها واستبدلوها بحمامات ،بينما تحظى بعض الأثار التي حرصوا على بقائها بترويج كبير لزيارتها كحصن خيبر الذي لازال موجوداً حتى اللحظة،
ومن التقليل من الحجيج إلى اغلاقه بوجه كل المسلمين بحجة فيروس كورونا الذي قد رفعت كل دول العالم الحجر منه ومن بينها السعودية بينما ظل الحج ممنوعاً تحت هذه الذريعة و ما هذا إلا كما قال تعالى ( ومالهم ألا يعذبهم الله وهم يصدون عن المسجد الحرام وماكانوا أولياءه إن اولياؤه إلا المتقون ولكن أكثرهم لا يعلمون ) !!
لذلك ينبغي على الأمة الإسلامية أن لا يمررون لآل سعود فعلتهم هذه التي اتخذت من طرفهم دون مشاورة اي دوله بما يدل على عدم آهليتهم لادارة الحرمين الشرفين وعليها انتزاع مهمة الإشراف على الحج من أيديهم وجعلها مشتركة بين كل الدول الإسلامية وإلا سيصبح الحج يوماً ما جرماً وبدعة كما في الكثير من العبادات التي بدعها المذهب الوهابي السعودي .
كل هذه الشواهد تجعلنا نجزم أن ما يحصل اليوم من انزلاق الامة الإسلامية في هذه المنزلقات الخطيرة عليهم وعلى إسلامهم وانحناء رقابهم ذلاً وسمعا وطاعة وتطبيعاً مع الصهاينة إلا نتاج انحراف أسلافهم عن تنفيذ ماأمر الله به ورسوله من تولي آل البيت عليهم ومخالفتهم لما أمرهم به في غدير خم حين رفع يده بيد “الأمام علي” مصرحاً بأنه خليفته وولي أمره في أمتة وان كتاب الله عترته هما من سيحولان دون ظلالهم لكنهم تناسوا تلك التوجيهات واستبدلوها بماجعل الأمة الاسلامية والإسلام منذ ذلك اليوم وحتى اليوم لقمة سائغة يلوكها كل حاقد وناقم ومبغض وأصبحت أرض الإسلام والمسلمين مهبط الرسالة المحمدية مكةوحاضنة الدين المدينة سقيفة تحاك فيها كل المؤامرات على الإسلام وأهله ومنابر دعم حملات التطبيع مع اليهود وقواعد عسكرية منها تشن اخبث الحروب على كل مسلم موحد متبرأ من الامريكان والصهاينة وأرضا للترفيه المنافي لكل تعاليم الدين الإسلامي وسلبه من قلوب أهله ورزق ثمراته تصب صباً إلى جيوب الأمريكان والصهاينة!!
ولكن أكثرهم لا يعلمون.