لا وقت للتردد يا تائهين !
إب نيوز ٣١ يوليو
عبدالملك سام
لا شرق ولا غرب ، ولا عالم أول وثالث .. تباشير التغيير تلوح شيئا فشيئا مع مرور الأيام ، ويكاد ينطق الحجر بأن نلاحظ كل ما يدور حولنا .. خير أمة أخرجها الله للبشرية تعاني منذ عدة قرون من الضعف والفقر والجوع والجهل ، والأمم الأخرى تتناهشها وتسرق خيراتها وتتحكم في مصيرها ، وقد جربنا الأستجداء والركون وحتى العمالة ، وجربنا الوهابية والشيوعية والرأسمالية والقومية وغيرها من السبل ، فلا واقعنا تغير ، ولا مشاكلنا حلت ! والمصيبة أننا بتنا لا نبحث حتى عن حلول ، بل أن جهلنا ويأسنا دفعنا للبحث عن مشاكل جديدة وكل جماعة تفشل ثم تلقي باللوم على الآخرين ! وأخيرا جاء الحل من حيث لم نكن نتوقعه ..
المسيرة القرآنية التي أتت لتحيي ما مات فينا ، فجائت مبشرة بفكر أصيل وتغيير يضمن لنا أن نكون كما أراد الله لنا ، وأن ننال حريتنا بعد طول أستعباد ، وقوة بعد طول قهر ، وسعادة بعد طول بؤس .. أنقسم الناس بين مصدق وهم قليل ، ومتردد وهم كثير ، وأصبح أولئك الذين كانوا يصيحون من الألم يترقبون بلهفة ماذا سيفعل الأعداء بالقلة الشجعان الذين أنطلقوا ، والعجيب في موقف المترددين أنهم قد جربوا كل السبل التي كانت أمامهم حتى الألحاد والتكفير وتقليد الأعداء دون جدوى ، ولكنهم وقفوا طويلا وهم يرون الحل أمامهم ، وهم يرون القيم العظيمة تتجسد واقعا في قوم مستضعفين ينتزعون الحقوق ويردون الظلم ويقارعون الباطل .
كان لعيسى بن مريم – صلوات الله عليه وعلى أمه – حواريين مخلصين تكفلوا بنشر مبادئه وتعاليمه ، ومن نعمة الله علينا أن جعلنا الله أمة من الحواريين عندما جعلنا شهداء على الناس .. هذا تكريم ومسؤولية في نفس الوقت ، وللأسف تخلينا عن هذا الدور العظيم لفترة بتخلينا عن أسباب قوته ، وراح المسلمون يقتدون ويأكلون ويلبسون كما يريد أعدائنا ، بل وتحول الكثير منا إلى مبشرين لثقافات مغلوطة جائتنا من الخارج ، وهذا ما أدى لأنتشار الكثير من الأمراض الأجتماعية المستعصية ، وأدى بنا إلى المزيد من السقوط والضياع .
هذه نتائج الخيانة ، خيانة العلماء ، وخيانة الزعماء ، وخيانة القاعدين المستسلمين ، وجيلا بعد جيل ونحن ندور حول ذات المشاكل دون دليل أو أمل .. أما اليوم فقد أكرمنا الله من جديد ، وها نحن نجد بين أيدينا ثقافة مستمدة من القرآن الكريم ، وهي ثقافة رغم كثرة الأعداء وقلة الإمكانيات ، ألا أنها ظهرت قوية ومؤثرة منذ بدايتها ، ولم يبقى لنا سبب للتقاعس والقعود ، وهي تبشر الجميع دون إستثناء بعودتنا للدور المناط بنا في ظل وجود الدليل والمنهج الواضح المستقيم .. ثقافة تنبئ بقرب هزيمة عدونا ، وبتمكيننا من أن نكون كما أراد الله لنا ، أمة عزيزة قوية منيعة وكريمة بعد زمان من القهر والذل والفقر والتشرذم .. فهل ستضيع هذه الفرصة من أيدينا ؟! بأذن الله أنتهى عصر الهزائم ، وجاء زمن النصر ، وكل واحد مننا يجب أن يحجز مكانه قبل فوات الأوان ..