تسييس آل سعود للحج والعمرة ومظاهر ذلك .
إب نيوز ٢ أغسطس
د/ تقية فضائل
إن ما تقدم عليه دولة آل سعود في تصريف شؤون الحج وما تصدره من قرارت تعسفيه دون إشراك اي دولة إسلامية في اتخاذ هذه القرارات وكأن الحج شأن داخلي وﻻ علاقة للمسلمين في جميع بلاد الإسلام به فتتفرد بالأمر والنهي ؛فتقر ما تشاء وترفض من تشاء!! وهي تنطلق في قراراتها هذه من منطلقات سياسية بحتة؛ فما كان يتفق مع سياستها أو يخدمها من جانب أقرته وماخالفها منعته، وﻻ تجد من يقف في وجهها أو يندد بذلك من الدول الإسلامية قاطبة باستثناء موقف أنصار الله لهذا العام من البراءة التي أعلنها السيد القائد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي -سلام الله عليه- مما أقدموا عليه من جريمة منع الحج على المسلمين وهو ما سأتطرق إليه ﻻحقا، وسأذكر هنا بعض المظاهر التي تدل على تسييس الحج والعمرة لصالح النظام السعودي.
من أهمها منع دخول المعارضين للنظام السعودي للعمرة أوالحج حتى و إن كانوا من غير الساسة لأن المتقدم يضع جوازه في سفارة النظام السعودي في بلده وهي بدورها تقوم بتحريات تجسسية و في ضوء نتائجها قد يرفض منح بعض المتقدمين تأشيرة الدخول لأنهم معارضون لما ينتهجه النظام السعودي الفاسد من سياسات ،أو قد يسمح لهم بالزيارة ومن بعد ذلك يقبض عليهم في مكة ويخفون إخفاء قسريا ويصبح مصيرهم مجهوﻻ وقد سمعنا عن الكثير من الإيرانيين الذين تم إخفاؤهم أو قتلهم من خلال افتعال التدافع بين الحجيج في مكان ما مثل ماحدث من قتل عدد كبير من الإيرانيين بالمئات تحت ذريعة تدافعهم في نفق أطفئت ️أنواره !! وقد يكون المنع بسبب موقف الدولة الرافض لأي سياسية من سياساتهم ونذكر مثالا على ذلك رفض هبوط الطائرة الباكستانية التي تحمل معتمرين باكستانيين بعد أن رفض البرلمان الباكستاني إرسال جيش بري للتدخل في العدوان على اليمن ، وقد يسمح لبعض المعارضين لنظام بلدهم الذي تربطه علاقات جيدة مع النظام السعودي بزيارة بيت الله ومن ثم يتم القبض عليهم وتسليمهم للأنظمة في بلادهم كما حدث مع المعارضين الليبيين المعتمرين الذين أرسلوا إلى بلادهم مؤخرا بعد القبض عليهم ، والأمثلة هنا كثيرة وﻻ مجال لسردها.
ومما ينبغي التركيز عليه في هذا الإطار استخدام خطبة عرفة لتعظيم النظام السعودي والدعاء لمليكهم الظالم والتغني بمنجزاته وهم لايستحون من الكذب على منبر البيت الحرام فيفترون على من يخالفهم أو يتصدى لهم ويسمونه بمسميات تقدح في إيمانه وتتهمه زورا وبهتانا بماليس فيه وتدعو عليه وتتوقع من الحجيج أن يؤمنوا على افتراءاتهم الظالمة كما يفعلون كل عام في الدعاء على من يسمونهم الرافضة والمجوس في اليمن منذ بدء العدوان لأنهم فوتوا على آل سعود تمزيق بلادهم وتدميرها واحتلالها وقتل أهلها وغير ذلك من مخططات حقيرة وكأني بالحجيج الذي يتجشم المشاق لأداء فريضة الحج جاء من أجل سماع مثل هذه الخطب العقيمة وهذه الافتراءات والترهات بل ويتوقعون التأثير فيهم رغم افتضاح مؤامراتهم القذرة فتبا لهم ولعلماء السلطة الذين يقومون بهذه الأعمال الرخيصة ويتلفظون بألفاظ الزور والباطل ويلبسون الحق بالباطل ويكتمون الحق وهم يعلمون، ومما يظهر سوء ما يقوم به آل سعود في هذا المجال هو أنه منذ استيلائهم على الحجاز والخطبة حكرا على خطبائهم والأسوأ من ذلك أنها منذ الأربعين عاما الأخيرة حصروها في خطباء نجد تحديدا دون غيرهم وقد تم تنحية جميع خطباء البلاد ومنهم خطباء الحجاز وهم أهل البلاد !!! ولو كان هناك نوع من الإنصاف لكانت خطبة عرفة كل عام يؤديها أحد مشائخ المسلمين من أي بلد إسلامي بحسب اتفاق بين الدول الإسلامية ليعزز بذلك حكمة من حكم الحج وهي وحدة المسلمين .
ومن مظاهر تسييس الحج والعمرة توزيع الكتيبات والنشرات التي تنشر الفكر الوهابي الإرهابي الذي يؤيد النظام ويدعو لفكره ويكفر بقية الفرق الإسلامية ويسفه معتقداتهم ويدخل في الاسلام ما ليس فيه من معتقدات يهودية ونصرانية دسوها بطرق خبيثة ودللوا عليها بأحاديث وضعوها لهذا الغرض ، وأيضا مما يخدم سياسية النظام السعودي إجراء المقابلات مع الحجاج في أيام الحج لمدح ما يقدمه لهم هذا النظام من خدمات ، مع العلم أن العالم يشهد على مدى الإهمال والاستغلال والتعالي والغلضة والازدراء لزوار بيت الله الحرام ممن يفترض فيهم أن يقوموا على خدمة ضيوف الرحمن من عساكر أو أصحاب الفنادق أو غيرهم، أضف على ما ذكر آنفا من تسخير الحج والعمرة لصالح سياسية النظام السعودي أن هناك مايسمى فيزة المجاملة وهي فيزة تقدم لاستقطاب إعلاميين وسياسيين ووجهاء في البلدان الأخرى ليوطدوا علاقتهم بالنظام السعودي ويصبحوا من أياديهم وعملائهم اذا مارجعوا إلى بلدانهم وعلى سبيل المثال ﻻ الحصر منح الكثير من المشائخ اليمنيين مثل هذه الفيزة قبيل فتنة حجور على يد عميلهم أبي مسلم ، وفوق كل ما أوردناه ﻻبد من ذكر أن فرض النظام السعودي للرسوم المالية الكبيرة على حجاج بيت الله والمعتمرين وهي ترفد خزينته بالمليارات التي تزداد سنويا وتصبح مصدرا يسهم في بقاء النظام وتوطيد ملكه من جانب ومن جانب آخر تعد مصدر التمويل الرئيس لعمليات سفك دماء المسلمين في جميع أرجاء العالم وكل ما يحدث في العراق وسوريا واليمن وليبيا ولبنان وغيرها بدعم من النظام السعودي وبأموال المسلمين.
ولن ننسى أن نذكر أن التبرؤ من أعداء الله هو هدف رئيس من أهداف الحج يعد سببا من أسباب قتل الحجيج أو أسرهم وهنا يحضرنا ما يحدث للحجيج الإيرانيين الذين يجاهرون بالبراءة من اليهود والنصارى وكثيرا ما يتم قتلهم أو القبض عليهم ، وعندما كان السيد حسين في الحج وأمر من كانوا معه بترديد شعار البراءة أمرهم بأن يتفرقوا كي ﻻ يعرف مصدر الترديد ومن ثم يتم القبض عليه ، وجدير بهذا المقال أن يعرج على منع الحج هذا العام بحجة تفشي فيروس كورونا وهو الذي لم يمنع المراقص والبارات وعروض الأزياء وحفلات العهر التي بحتشد فيها اﻵلاف في أنحاء البلاد بشكل عام وفي مكة بشكل خاص وقد أصبح معلوما للقاصي والداني بأن المنع ماهو إﻻ خطوة من عدة خطوات سبقتها الهدف منها القضاء على هذا الركن العظيم كليا لأن اليهود والنصارى أسياد آل سعود يرون فيه تهديدا لهم، لأنه قد يأتي يوم يوظف فيه الحج التوظيف الصحيح وتتحقق منه الحكمة أو الحكم الإلهية التي جعلته الركن الخامس من أركان الإسلام وعلى رأسها البراءة من أعداء الله واجتماع المسلمين ليشهدوا منافع لهم وغير ذلك مما يجعله منطلقا لجمع كلمة المسلمين للجهاد ضد أعداء الله ،والتصدي لمؤامراتهم و إفسادهم في الأرض كثيرة هي مظاهر تسييس الحج والعمرة لصالح النظام السعودي العميل وكلها في نهاية المطاف تخدم أولياءهم من اليهود والنصارى وتضر بالإسلام والمسلمين، والعجب كل العجب من صمت المسلمين من أقصى الأرض إلى أقصاها على ممارسات النظام السعودي السياسية لتفريغ الحج من محتواه وتعطيله وحرفه عما شرع له وهم اليوم يصدون الناس عنه وماهم أولياؤه ان أولياؤه إﻻ المتقون وحسبنا الله ونعم الوكيل.