الزهد .. في زمن كورنا !!

 

إب نيوز ٤ أغسطس

بتول عرندس

أكد أهل البيت عليهم السلام على أهمية الزهد لما له من آثار نفسية واجتماعية ونفسية على الفرد أولًا وعلى المجتمع عمومًا. فالزهد هو عدم التعلق بالدنيا وعدم الحرص على متاعها المادي الفاني وتكديس المال والثروات والإعراض عن الدنيا، وهو حاجة مجتمعنا اليوم في ظل تصاعد أزمة كورونا وما خلفته من ننائج إقتصادية وإجتماعية قاهرة خاصةً في المجتمعات التي تعاني مسبقًا من أزمات مستفحلة.
هكذ عاش الإمام الخميني قدس والذي حققت ثروته الأنموذج السامي لكل الثورات والقادة في كل الازمنة. عاش زاهدًا نابذًا للدنيا وحطامها، غير مغترٍ او مولعٍ بملكٍ ولا بثروة. وحين رحل ورث دعاء المستضعفين والفقراء والحالمين بالعدل والحق والقوة.
من الواجب علينا جميعًا السعي الدؤوب والفعال لتوجيه نظام حياتنا نحو بساطة العيش التي تحرر الإنسان وتكبح جماح النفس وتعزز روح التكافل والتعاضد وتكرس المصلحة العامة وهي من المصاديق العليا في الإسلام وفي المبادئ التي كرسها أهل البيت عليهم السلام. ومن هنا يأتي الحديث عن الاكتفاء الذاتي والزراعة والانتاج المنزلي واعادة التدوير وهو عين الإسلام الذي يدعو التدبير وعدم الإنفاق والإسراف.
من هنا يجب ايضًا ان نلفت النظر إلى مسألة هامة وعنصر خطير من عناصر الحرب الناعمة وهو بث الاكاذيب المتعلقة برفاهة عيش قادة الامة ومسؤوليها، وإن وجدت هذه الحالة فهي قليلة وتتنافى مع المسؤولية بعمقها الإسلامي الرسالي البحت، اذا أخذنا بعين الاعتبار فرادة التطبيق الذي كرسها الامام علي عليه السلام والذي لم تختلف معيشته عن رعيته بل كان احد فقرائها وفقًا للروايات والأحاديث.
ومن أوجه هذه الحرب بث ثقافة الاستهلاك فكم من اسرةٍ وقعت في السنوات الأخيرة أسيرةً في شباك الماركات العالمية وثقافة المجمعات والتسوق، ثم غرقت في الديون والقروض غير الضرورية والتي ترتب عنها خلافات أسرية وطلاق وغيره. نعم يشدد الله على العمل واظهار النعمة وعدم البخل ولكن بما لا يتنافى مع المهمة الموكلة للإنسان في هذه الدنيا ألا وهي تأديب النفس والسير نحو الكمال والاستعداد للحياة الآخرة.

You might also like