قاطعوا الملل والجهل أولا .
إب نيوز ٤ أغسطس
عبدالملك سام
قاطعوا المنتجات الأمريكية والإسرائيلية .. شعار كبير وهام لم ينل حقه من الأهتمام ، ومعظم الشخصيات المؤثرة أو من يقال عنهم “صناع القرار” مشغولون بأشياء أخرى يرونها أهم ، وبرأيي أن هذا الأمر يدل على جهل كبير لدى الكثيرين بأهمية هذا الشعار الذي لي رأي بأنه سيغضب الكثيرين ويستفز “المطبلين” ألا وهو أن هذا الشعار أهم ( مرحليا ) من شعار الصرخة نفسه !
رأيي الشخصي ، وهو رأي يحتمل الخطأ ، بل أني متأكد أن الاغلبية ستقف ضد هذا الرأي دون تفكير ، ولكني أرى أن شعار الصرخة مهم ويوحي بتوجيه رسالة للخارج أكثر كتوجه ثقافي ، بينما أن شعار المقاطعة يعتبر توجه عملي وأقتصادي وهو رسالة للداخل على قاعدة : ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) ، فمتى ما أستطعنا تغيير النمط الأستهلاكي الحالي وأقناع الناس بالأمتناع عن شراء منتجات الأعداء فنحن قادرون عندها على أقناعهم بأفكار الحرية والكرامة التي نحاول أن نقنعهم بها منذ خمس سنوات ونيف ، فكما يبدو فإن هناك علاقة عكسية بين مقدار أستهلاك هذه المنتجات وبين زيادة الوعي الديني والشعور الوطني !
أنا لا أفهم لماذا لا توجد حتى الآن جهة معنية بتطوير خطاب المقاطعة البالي والممل ليستطيع الوصول إلى عقول الناس وقلوبهم ؟! كما أني لا أفهم سبب عدم قدرة الحكومة على منع دخول هذه المنتجات الضارة في حين أنها لو فعلت هذا لكنا اليوم في عداد الدول المصنعة والمكتفية ذاتيا ؟! ومن العسير علي فهم ما الذي يمنعنا من تطوير منتجاتنا ولو بالتدريج ونقوم بتشجيع أنتاج المواد الأولية محليا وأحلال هذه المنتجات ولو بالتدريج لتحل محل المنتجات التي نريد مقاطعتها ؟!
بتوجهنا لتطوير حملة المقاطعة ودعم المنتج المحلي فنحن نقول ونفعل “الموت لأمريكا ولإسرائيل” فعلا ، وشعار المقاطعة لا يمكن أن يكون ذو فاعلية دون أنتاج البدائل محليا بشكل أفضل ، وتحقيق هذا الشعار على أرض الواقع سيمثل ضربة مؤثرة تعادل أنتصاراتنا في الجبهات وداعما مهما ورئيسيا لصمود الشعب ، وفي عالم تنتشر فيه وسائل التواصل الإجتماعي سيمكننا تصدير تجربتنا للخارج ما يمثل دعاية كبيرة وفعالة لقضيتنا ، فكما نعلم فإن الناس تتأثر بالتجارب الناجحة ، كما أنه يعني أن هناك آخرون سيفعلون ما فعلناه ، وهذا بحد ذاته ضربة مؤلمة للأعداء .
التاجر المستورد حاليا لهذه المنتجات فائدته محصورة بالربح الذي يحققه عبر الفارق ما بين سعر الشراء والبيع ، بينما ستكون الفائدة من الإنتاج المحلي ستكون شاملة واكثر تأثيرا ، فنحن سنحل مشكلة البطالة وخروج العملة الأجنبية وتوسيع مجالات الأستثمار الناتجة عن طلب المواد والخدمات وأنتاجها محليا ، بل أن آثارها تتعدى ما يمكن أن نتخيله ، والفائدة ستشمل المجتمع بأكمله عندما يتحول إلى مجتمع منتج ومكتفي ومرتاح ، كما أنه سيمكننا من تحسين موقفنا سياسيا وأقتصاديا وأجتماعيا …..الخ . فماذا ننتظر ؟!