التاريخ أكبر وثيقةٍ وأعظم أحجية .
إب نيوز ٥ أغسطس
بقلم الشيخ/ عبد المنان السنبلي.
قبل أيام ارسل لي أحد الأصدقاء على الخاص صورة علق فيها قائلاً أنها لوثيقة تركية تثبت أحقية اليمن بأراضي جنوب السعودية ويعني بالطبع مناطق نجران وجيزان وعسير وملحقاتهما .
أنا بدوري وبمجرد أن قرات تعليقه هذا لم أكلف نفسي عناء فتح هذه الصورة أو تحميلها إذا جاز التعبير أو أعبأ لها على الإطلاق لأمرٍ في نفسي سأذكره لاحقاً !
ثلاثة أيامٍ أو أربعة بعدها إلا ووسائل التواصل الإجتماعي تعج بهذه الصورة أو الوثيقة كما لو أن ناشريها قد وجدوا ضالتهم فيها وكأنما لم يكن ينقصنا لإثبات أحقيتنا وملكيتنا لهذه الأراضي سوى هذه الورقة أو الوثيقة على حد تعبير ناشريها والتي لا يدري أينا مصدرها أو مدى صحتها !
وهنا استغرب لماذا يشغل الجميع أنفسهم ويضيعون وقتهم في نشر أو تداول هذه الوريقة أو يعطونها أي اهتمام لأننا ببساطة شديدة لسنا بحاجةٍ إليها أو إلى مثلها لإثبات يمنية تلك المناطق، فالعالم كله بمن فيهم السعوديون أنفسهم يعرفون ويعترفون أنها أراضٍ يمنية وجزء لا يتجزأ من الجغرافيا والديموغرافيا اليمنية حتى وإن ادعوا غير ذلك أو حاولوا تغيير أسماءها أو ملامحها .
فإسرائيل مثلاً تحتل الجولان السورية بل وأصدرت قانوناً يهدف إلى ضمها إليها واعتبارها جزءاً لا يتجزأ من الأراض الإسرائيلية، لكن هل سيغير ذلك من حقيقة كونها سورية شيئا ؟!
كذلك السعودية هل سيغير إحتلالها لنجران وجيزان وعسير وغيرها من الأراضي اليمنية من كونها أراضٍ يمنية شيئا ؟!
قطعاً لا .. فالإحتلال مصيره الزوال والحق لا يسقط بالتقادم ومصيره كذلك يعود إلى أصحابه مهما طال الزمان وبحسب معطيات التاريخ والجغرافيا .
وهنا أتعجب مالذي يجبرنا اليوم على التقيد باتفاقيتي الطائف وجدة في الوقت الذي لم تعرهما السعودية أي اهتمامٍ يذكر وذلك حين قامت وللعام الخامس على التوالي بشن عدوانها الغاشم على اليمن والذي دمرت خلاله كل اليمن وقتلت وشردت مئات الآلاف من اليمنيين الأبرياء والعزل ؟!
مالذي يرغمنا على التقيد بهما في الوقت الذي تسعى السعودية فيه لتمزيق وتفكيك وإضعاف اليمن والتدخل في شئونه ؟!
ألا تعد تلكم السلوكيات العدوانية من جانب السعودية بمثابة إلغاءٍ واضحٍ وصريح من طرفها لهاتين الإتفاقيتين ؟! فلماذا لا نبادر نحن أيضاً بإعلان هاتين الإتفاقيتين غير ملزمتين لنا وذلك لانتهاك السعودية عمداً لأهم بنودهما واهم ما جاء فيهما ؟!
لنتكلم بصراحة ونعترف إنه لولا صمتنا وتفريطنا بنجران وجيزان وعسير وشرورة ومساحاتٍ واسعة من الربع الخالي ذات يوم لما سال لعاب السعودية اليوم ولاطمعت في أي شبرٍ من أراضي اليمن، فلا طمعت في السطو أو السيطرة على المهرة أو حلمت في ضم حضرموت ولا افتتحت كذلك شهية الإمارات بعدها وذهبت تحاول السطو والسيطرة على جزيرتي سقطرى وميون كما لو أنه قد ترسخ في إذهانهم اعتقادٌ يقول بأن من فرط في نجران وجيزان وعسير وغيرها ذات يوم لن يجد حرجاً في أن يفرط بالمهرة أو حضرموت أو سقطرى وميون أو أي منطقةٍ أو مدينةٍ أو محافظةٍ يمنيةٍ يسيل لها لعاب هؤلاء الغزاة والطامعين !
على أية حال،
علينا نحن كيمنيين أن نعي حقوقنا جيداً وأن لا نفرط بأي شبر من أراضي اليمن التاريخية أو نساوم عليها مهما مررنا بأي حالةٍ من حالات الضعف أو الانكسار وكما أنه يتوجب علينا أيضاً أن لا نلتفت لأي وثيقةٍ أو أحجيةٍ قد تخرج من هنا أو هناك سواءً تثبت أو تشكك في حقنا وسيادتنا على أرضنا، فنحن أدرى الناس بحقوقنا وأرضنا والتاريخ أكبر وثيقةٍ وأعظم أحجية أو كما يقولون .
#معركة_القواصم