ومن سننه أن يجعل علياً وليا
إب نيوز ٦ أغسطس
منار الشامي
حين خلق الله الأرض جعل سنتهُ فيها هي استخلافها، فمتى ما أدارتها قيادة حكيمة ومنهاج صحيح تبلغ الأرض ذروة الصلاح والأمان، ويضعفُ الباطل ويشعُ نور الحق مضيئاً بتوهجه كل أرجاء الأقطارِ التي خيم عليها الظلامُ الحالك .
فالهداة من الأنبياء والرسل والصديقين والأولياء وأعلام الهدى على مرِ الزمان كانوا من سننِ الله في الإستخلاف ومن ما يرشدنا إلى الطريق الصائب الذي لا تيه فيه ولا ضياع .
وحينما ختم الله أنبيائهُ ورسله بالرسولِ الأكرم محمد صلوات الله عليه وآله لم يترك الأمة تعيش حالة الفراغ فتتيه كما ذي قبل وأسوأ إنما لم يقبض روح الأمين المصطفى محمد إلا وقد سد فراغه بمن لا يختلفُ عن محمد، فأختار حبيبهُ وحبيب رسوله من أحب الله والرسول ، من قُرن مع القرآن والحق معاً ومن هو قسيم الجنةِ والنار ، بطل خيبر وفارس الخندق أول المسلمين ونبراس المؤمنين علي المرتضى زوج البتول الزهراء أبا زينب الحوراء و الحسنين العظيمين سيدا شباب أهلِ الجنة .
فيترك علياً قائداً للأمةِ بعد رسولها العظيم بعد أن تنزل أمر الله في ذلك بيوم الولاية في غدير خم، وهنا كان على الأمة أن لا تظل فتتمسك بالنور الذي أنزله الله وتخضع للتوجيهات الربانية لكي تستمر عملية الإستخلاف المنزلة من الخالق العظيم وتتحقق سنته العادلة .
ومع أن الجميع آنذاك والوا الإمام علي وكان يوم الولاية واضحاً للجميع إلا أن أمة محمد ما تركت محمدها يذهب إلى السماء إلا وقد خالفت منهاجه فسلكت طريقاً معوجاً هي اليوم تدفع ثمن إرتطاماتها وكسورها حين مشت فيه، فما عانته أمتنا بالأمس كأن يقتل سبط الرسول في كربلاء ظلماً وكأن يستحكم بنو أمية اللئماء على الأمة وكأن يعرى ويصلب سبط سبط الرسول الإمام زيد وكأن تحدث الكثير من الأمور التي كتبت بالدماء في صفحات تاريخ الإسلام المظلمة ، وما تعانيه أمتنا اليوم من أقصاها إلى أقصاها ومن يمينها إلى شمالها فتدمر الأوطان وتنتشر الفتن ويكثرُ الفساد ويسيطر علينا اليهود ونهوى في بحارٍ لا قعر لها ، ماهو إلا نتاج لما حدث قبل ألفاً وثلاثمائة وعشراتِ السنين حين تركت الأمة أمر ولاية وصيها الذي كان من سنن الله أن يجعله وليا .
فالأمة التي أصبحت اليوم بالكاد تقف على أقدامها وهي مثخنة بالدماء مثقلةُ بالجراح، غريبة بلا عنوان وتائهه بلا ملجأ تدفع ثمناً باهضاً ستظلُ تدفعهُ إن لم توالي علي وإن لم تنفذ أمر الله المنزل عدلاً وحكما، وإن لم تتبع التوجيهات الالهية وتنصاعُ لها مسلمةً لحكمة العليم الخبير .
فإن أردنا أن ننفذ أوامر اللّٰه ليس علينا إلا أن نسلك طريق الولاية فنتولى من أمرنا الله بتوليهم ونرضخ لحكمة دبرها الحكيم الجليل، لنكف عن دفع ضريبة عدم تولي الأمة بالأمس بدمائنا اليوم ولنستخلف الأرض بعدلِ وسمح وللغاية التي خلقنا من أجلها فلا تنقص طاعاتنا ولا نقصر في عباداتنا ونكون جديرين بأن نكون من الأولياء المحشورين في زمرةِ محمد وعلي تحت رحمة الرحمن .