ولاية الإمام علي أمرً إلهي لابدعة كما يدعون .
إب نيوز ٦ أغسطس
فاطمة الشامي
الولاية للإمام علي لم تكن شخصية أو عبر وساطها كما هو حال ولاة الأمر اليوم،وأنما هي أمر إلهي ،أنزلهُ الله على رسولهِ (صلوات الله عليه وآله )
في حُجة الوداع ليبلغ الناس بها، لكي لاتبقى هناك حُجة للناس لا على الله ولاعلى رسول الله، بعد وفاته.
فكان ذاك الأمر واضح للجميع ، وقد شمل آيات قرآنية تثبت خطاب رسول الله حين جعل الإمام علي وصيهُ وولي أمر الأمة من بعده، بأمر وجه إليه من الله بقولهِ تعالى لرسوله صلوات الله عليه وآله:
*(يآ أيها الرسول بلغ مآ أنزل إليك من ربك وأن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من النــاس إن الله لايهدي القوم الكافرين)سورة المــائده الآية67*
توجيه إلهي صريح،
لرسول الله صلوات الله عليه وآله ليبلغهُ للناس، ليعرفوا من هو ولي أمر هذه الأمة من بعده ومن هو الذي يجب أن يكونوا تحت رايته،لتبقى هذه الأمة متواحدة،تحكم تحت قيادة واحدة، وقد قرن الله يوم الولاية هذا بأنهُ يوم اكتمال الدين لقوله تعالى *(اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً)سورة المـائدة الآية3*
إي أن أمر الولاية للإمام علي يمثل إيضاً نعمة أكتمال الدين، نعمة مَن بها الله على عبادة،لكي لايتيهو في الأرض ويتفرقوا إلى جماعات ويضلوا عن طريق الحق ويبتعدوا عن القرآن الكريم، ومن حكمة الله ،أن جعل مكان بلاغ الولاية للإمام علي، في منطقة تسمى بغدير خم يتردد فيها الصوت ويسمعهُ الجميع ،من كان في أول الصف ومن كان في أخره، ولايمكن لأي أحد أن يتجاهل الصوت أو يدعي عدم سماع الصوت.
فخطب الرسول صلوات الله عليه وآله بــ المسلمين في غدير خم بعد أن صعد على أقتاب الأبل، رافعاً يد الإمام علي بيده قائلاً لجموع المسلمين:
*(إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين أولى بهم من أنفسهم ، فمن كنت مولاه فهذا علياً مولاه،اللهم والي من ولاه، وانصر من نصره ، واخذل من خذله ، ياعلي أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلأ أنهُ لا نبي بعدي)*
وكان هذا أخر خطاب لرسول الله في حجة الوداع .
لكن بعد وفاة رسول الله تغير كل شيء وتجاهلوا خطابه ذاك تماماً وكأنهُ لم يقل شيء،من كانوا يدعون أنهم الأقرب مكانةً للرسول حد زعمهم، وهم أول من خالفوه ورموا بكلامه خلف ظهورهم متجاهلين الخلل والانحراف الذي فعلوه بالأمة، فلم يلبث رسول الله (صلوات الله عليه وآله ) أن يلتقط أنفاسه الأخيرة ليفارق الحياة، إلا وقد تجمع أولئك ليتقاسموا الحكم متجاهلين وفاة أطهر الخلق سيد الأولين والأخرين،
وتجاهلهم ذاك هو من انحرف بـ الأمة جيلاً بعد جيل ودفع بها نحو الهاوية والهلاك والذل والقهر، وجعل من طغاة الأرض ومفسديه ،من شاربي الخمر ومرتكبي الفواحش ولاةً لأمر الأمة ، متحكمين برقاب المسلمين،
بعد أن نسفوا محتوى ماقاله الرسول عن تولي الإمام علي عليه السلام ،من كان التولي لها هو النجاة لهذه الأمة، من كان التولي له عز لهذه الأمة وقوة، تقهر كيد وحقد الكفار من اليهود والنصارى تجاه هذه الأمة.
وكيدهم وحقدهم لم يبقى حبيس ذاك الزمان بل أمتد لزمننا هذا، فـ انحراف الأمة عن أمر الولاية، هو ماجعل لليهود والنصارى قوة وصلاحية يحاربون بها الحق وأهل الحق ،امتداداً من عهد الإمام علي إلا عهدنا هذا في زمن السيد حسين الذي هو الأخر لقي نفس المصير الذي لقاه أجداده آل البيت من قبله، بدأً من عند الإمام علي الذي قتل بالمحراب ساجداً على يد بنو أمية،وتلاه أبنهُ الحسن مقتولاً بالسم، ومن بعده الحسين شهيد كربلاء الذي قتل وهو ظمأنً وقطع رأسه على يد جنود يزيد.
وتخاذل الأمة ذاك ومخلفتها أمر الله ورسوله بتولي الإمام علي هو من تسبب في قتل أولياء الله قرناء القرآن واحداً تلوى الأخر حتى عصرنا هذا ،وتسبب أيضاً في جعل الأمة تعيش حالةً من الشقاء والذل والقتل والدمار التي هيا فيه ، ويحكمها الطغات والمستكبرين أولياء اليهود والنصارى.