الشعب اليمني يعيش فرحة استقبال يوم الولاية
إب نيوز ٧ أغسطس /الثورة
العلامة عبدالله الراعي: الإمام علي حارب الأنظمة الاستبدادية والحكم الفردي الذي يهدِّد وحدة المسلمين في كل عصر
أحمد شذان: يجب تغيير المفاهيم المغلوطة وإرساء ثقافة إسلامية أصيلة
بلال الحيمي: إحياء يوم الولاية يشكِّل أهم مرتكزات بناء الأمة
بقلوب يملؤها الاستبشار بالنصر والفتح يعيش الشعب اليمني فرحة استقبال يوم الولاية، ولاية الإمام علي (عليه السلام) التي هي امتداد لولاية الله وامتداد لولاية الرسول الخاتم محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
حول هذه المناسبة الدينية الجليلة التي تشكل أهم مرتكزات التحرر والنهوض الإسلامي الشامل التقت “الثورة” بالعديد من الشخصيات التي تحدثت عن هذه المناسبة وهنا المحصلة:
/ عادل محمد
النهج المحمدي
العلامة عبدالله حسن الراعي مفتي مدينة صنعاء عضو رابطة علماء اليمن أوضح أن الاحتفاء بذكرى يوم الولاية هو تذكير بالنهج المحمدي وقال: إن الإمام علي -عليه السلام- تصدى منذ البداية للتحديات الكبرى في حياة الأمة الإسلامية وأهم هذه التحديات والأخطار هي الأنظمة الاستبدادية التي انحرفت عن المسار الإسلامي وأسست للملك العضوض الذي هدد وحدة المسلمين في عصره.
وأشار العلامة عبدالله حسن الراعي إلى أن الإمام علي -عليه السلام- حارب العنصرية والطائفية بكل أشكالها وصورها.. وأضاف قائلاً: إذا رجعنا قليلاً إلى أعماق التاريخ الإسلامي فسنجد أنفسنا أمام حقيقة مرة بما تعنيه الكلمة من معنى، فهذه المناسبة تعني كل مسلم شرعاً ، فإحياؤنا لهذه المناسبة تذكير بالخط المحمدي، لكون الخط الذي سلكه الإمام علي -عليه السلام- اصطدم بخطر في ظاهرة الإسلام وهو خطر الجاهلية الأولى، إذا نظرنا إلى الخليفة الأول (أبو بكر) نجد أنه واجه خطر كفري (مسيلمة وأحزابه)، والخليفتان الثاني والثالث لم يواجها خطراً يتقمص ثوب الإسلام لضرب الإسلام ولكن حينما تولى أمر الإسلام والمسلمين الإمام علي -عليه السلام- كما قلت لكم ارتطم أمام خطر خطير عمل على تفتيت وحدة الإسلام وتحويل أمر الإسلام إلى ملك عضوض خطر فيه العنصرية والطائفية بكل أشكالها وصورها ألا وهو الخطر الأموي الذي سنَّه معاوية وهذا لا خلاف فيه وجعل ذلك طريقاً يتوارثه الملوك الجبابرة والسلاطين الظلمة إلى وقتنا هذا لهذا احتجنا إلى إحياء هذه الذكرى العطرة التي عنوانها (كن عوناً للمظلوم وخصماً للظالم) عنوانها الناس سواسية (إنما المؤمنون أخوة) عنوانها القرآن (علي مع الحق والحق مع علي) ( علي مع القرآن والقرآن مع علي)، ألم يقل لنا رسول الله في الحديث المتواتر (إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبدا كتاب الله وعترتي أهل بيتي… إلخ الحديث)؟ ألم يقل مخاطباً الإمام علي (أنت مني بمنزلة هارون من موسى)؟ ألم يقل (من كنت مولاة فهذا علي مولاه إلخ الحديث)؟ هل الاحتفال بالقيم المحمدية والمناهج القرآنية والدعوة إلى مقارعة الظالمين صار عيباً أو منكراً؟ إن من يقول ذلك إما جاهل أو متحامل.. ما أحوج الأمة إلى منهج علي، ولكن للأسف هناك من يعمل على فصل الناس عنه وعن منهجه القرآني (اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ) ( وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ) و”الحكمة ضالة المؤمن”.
وفي الأخير أذكركم بقوله تعالى (وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ)، فالحذر من التحامل فأول من أعلن هذا الأمر هو رسول الله مع أصحابه كافة في مكان غدير خم بالإجماع (وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا) (وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا).
تغيير المفاهيم
الأخ أحمد علي شذان مدير عام الإنشاد الديني والوطني بوزارة الثقافة تطرق إلى أهمية تغيير المفاهيم المغلوطة وإرساء ثقافة إسلامية نابعة من صحيح الدين، وأشار إلى أن نهضة الأمة الإسلامية مرهونة باتباع الإرشادات الإلهية التي تنص على موالاة المؤمنين وعدم موالاة أعداء الأمة.
وأضاف: يوم الولاية هو يوم إكمال الدين ورضا المؤمنين وهمزة وصل المتقين إلى يوم الدين قال تعالى ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا)، لو تمعنا في هذه الآية العظيمة المباركة وتفسيرها لوجدنا عظمة هذا الاكتمال بتولية الإمام علي -عليه السلام- في غدير خم وإبلاغ النبي الخاتم محمد صلى الله عليه وآله وسلم المسلمين بهذا الأمر الهام والجوهري في حياة الأمة الإسلامية، فلو سار المسلمون على هذا التسليم من بعد رسول الله لما انتكس حال المسلمين ولما وصلت الأمة الإسلامية إلى ما وصلت إليه من ذل وهوان أمام أعدائها، ومن هذا المنطلق يجب تغيير المفاهيم المغلوطة وإرساء ثقافة إسلامية نابعة من صميم القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم ولن ترفع الأمة رأسها ما لم ترفع اليد التي رفعها رسول الله ولن يكون للأمة الإسلامية شأن في حاضر ومستقبل الأيام إلا بتولي الله ورسوله والإمام علي وأعلام الهدى، لأن من أولى ثمار هذا التولي الإلهي هي معاداة اليهود والمنافقين من الأعراب ومن سار في فلك آل سعود وأعوانهم الذين أضاعوا الدين واستباحوا الدماء والأعراض والممتلكات وصدق الله العظيم القائل (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ).
معركة الهوية
الأخ بلال الحيمي – المعهد العالي للقضاء – أوضح أن الإسلام مهَّد السبيل لبناء أمة قوية لا يستطيع الأعداء اختراقها بأي شكل من الأشكال، وأشار إلى أن إحياء يوم الولاية في هذا الظرف التاريخي الحساس يشكل أهم مرتكزات بناء الأمة الواثقة بربها والقادرة على مواجهة معركة استهداف الهوية الإيمانية.
وأضاف: لقد كان الإسلام ثورة قضت على كل المفاهيم الخاطئة والتصورات الباطلة ومهد السبيل لبناء أمة قوية لا يستطيع الأعداء اختراقها بأي شكل من الأشكال في ظل هذا الظرف الحساس وهذا الزمن الذي بلغ فيه أعداء أمتنا مرحلة متقدمة من الاستيلاء على معظم مقدرات أمة الإسلام والسيطرة على مناهج تفكير الأجيال، وتأتي هذه المناسبة الجليلة، مناسبة يوم الولاية، لتشكل أهم مرتكزات بناء الأمة الواثقة بربها والقادرة على مواجهة معركة استهداف الهوية والانتصار على مجمل تحديات العصر.
وتابع قائلاً: إن شعبنا اليمني اثبت أنه عند مستوى التحدي من خلال تمسكه بالإسلام المحمدي الأصيل والسير على نهج الرسول الخاتم محمد صلى الله عليه وآله وسلم، قال تعالى (اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ) وقد سجل القرآن الكريم موقف أبناء اليمن في نصرة الإسلام ونصرة رسول الله فقال عنهم في عبارة مهمة وعظيمة في كتاب الله الكريم وهو يقص عن ما قبل هجرة النبي إليهم، يقص عن تعنت الكافرين في مكة، عن تعنت قريش حيث قال الله تعالى ( فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلاء فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُواْ بِهَا بِكَافِرِينَ) فمن هم هؤلاء الموكلون؟ من هم هؤلاء الذين كانوا ذخراً إلهياً جعلهم الله سبحانه وتعالى مُعَدِّين لهذه المسؤولية ولهذا الدور وللاضطلاع بهذه المسؤولية ولتحمِّل هذه المسؤولية العظيمة ولنيل هذا الشرف الكبير الأنصار ( الأوس والخزرج) القبيلتان اليمنيتان.. لا شك أن اهتمام الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بأهل اليمن والإشادة بهم في أكثر من حديث وفي أكثر من موطن لم يكن من باب توزيع الأوسمة وليس مجرد فضيلة كرم بها اليمنيين، وإنما لدورهم البارز في نصرة الإسلام وفي مواجهة الجاهلية الأولى ولمعرفة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عن الله سبحانه وتعالى بدورهم المستقبلي في مواجهة الجاهلية الأخرى التي ستكون أشر من الجاهلية الأولى والتاريخ والحاضر تجسيد بيِّن ومصاديق واضحة لما ورد من أخبار عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الذي لا ينطق عن الهوى، يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم ” الإيمان يمان والحكمة يمانية”