أرادوا لنا الضعف واﻹندثار فكتب الله لنا القوة والانتشار .
إب نيوز ٩ أغسطس
منير إسماعيل الشامي
وأنا أشاهد فعاليات إحياء عيد الغدير لهذا العام عبر قناة المسيرة أدهشني حجم الحشود الغفيرة المشاركة في أحياء هذه المناسبة وكذلك العدد الكبير لفعاليات إحياء هذه المناسبة الغالية على قلوبنا في شتى محافظات الجمهورية ومديرياتها والتي تعكس مدى تنامي الوعي الشعبي بهذه المناسبة العظيمة و بأهميتها ومنزلتها الرفيعة في دين الإسلام والتي لا يمكن أن تكون إلا كمنزلة التاج في الرأس ، لأن الولاية أضفت على دين الله الكمال المطلق وزانته وزادته هيبة وقوة، وجمالا ووقار.
وفي غمرة دهشتي من تلك المشاهد عادت بي الذاكرة إلى الوراء وتذكرت كيف كان وضع المحافظات آنذاك وكيف كانت نظرة مواطنيها إلى مثل هذه المناسبة العظيمة وبالتحديد قبل العدوان بالضبط.
حيث كان أغلب السكان في المحافظات والمديريات يجهلون مثل هذه المناسبة باستثناء محافظتي صعده وصنعاء وكان معظمهم يستغربون من القلة القليلة الذين يتحدثون عنها أويحيون ذكراها في تلك المحافظات عبر مسيرة صغيرة أو فعالية في مكان مغلق على تخوف من استهدافهم بعبوة ناسفة أو بحزام ناسف يحمله إرهابي وهابي في مكان الفعالية
تذكرت أيضا ما جرى في منطقتنا عام 2014م بعد قيامنا بإحياء هذه المناسبة العظيمة بإطلاق الألعاب النارية مساء ال 18 من ذي الحجة 1435 هجريةوفعالية خطابية في صالة القرية عصر يوم الولاية ففي صباح ذلك اليوم وصلتنا تحذيرات عبر الكثير من الشخصيات من قبل عناصر القاعده الارهابيين الذين كانوا متواجدين بالمنطقة بأعداد كبيرة وفرضوا عدة نقاط تفتيش في طرق المنطقة أننا إذا لم نوقف تلك الفعالية في صالة القرية فسوف يأتون لوقفها بقوة السلاح وطرحت تلك الشخصيات الجيهان علينا لوقفها ولا داعي لها لأنها ستفجر فتنة في المنطقة وووو…إلخ إلا أننا اصرينا على إقامة الفعالية وقلنا لتلك الوساطات اخبروهم إن كانوا رجالا فاليأتوا ويوقفوا فعاليتنا
واقمنا الفعالية وعبر مكبرات الصوت وكانت فعالية ممتازة
لم يتجرأوا أن ينفذوا تهديدهم لكنهم اتجهوا إلى بث إشاعة في كل العزل والقرى بالمنطقة قالوا فيها أننا قمنا في تلك الفعالية بربط كلبة واسميناها عائشة وقمنا برجمها حتى ماتت وكان هدفهم تحريض المجتمع علينا واقناعهم بأننا نلعن الصحابة ونلعن أم المؤمنين عائشة ونرتكب المنكر وأن على الناس جميعا أن يتحركوا معهم لتغيير المنكر فكانوا هم من يسيؤون إلى السيدة عائشة ولم يتجاوب معهم أحدا رغم أن أغلب المجتمع ذلك الوقت كانوا ينظرون إلينا بنفس نظرة عناصر القاعدة من مختلف المكونات بينما اتجه فريق من أبناء المنطقة لإقامة فعالية عن ذكرى ثورة 26سبتمبر كرد على فعاليتنا
وهذا هو وضع الناس وحالهم الذي كان سائدا في مختلف المحافظات والمديريات والعزل والقرى وهو ما أردت توضيحه من ذكر احياءنا لعيد الغدير في عام 2014.
المفروض اليوم وبعد ست سنوات من العدوان على الشعب اليمني في كل المحافظات أن يكون الناس قد نسوا أن هناك شيء اسمه عيد الغدير أو أمر إلهي بالولاية لأن هدف العدوان كان وما يزال مسح هذه الذكرى من ذاكرة اليمنيين ومن وجدانهم ووعيهم مسحا نهائيا بلا عودة و لكن العكس هو الذي حصل وتحقق على أرض الواقع
اليوم وبعد ست سنوات من عدوانهم ارتفع وعي الشعب اليمني وتنامى بدينهم وهويتهم بشكل عظيم وكبير وأصبح الأغلبية منهم على درجة عالية من الوعي الايماني بدينهم الحق في مختلف المحافظات وصاروا مندفعين إلى احياء كل المناسبات الدينية التي تعزز ارتباطهم بدينهم وبعظماء هذا الدين واعلامه وما الحشود الغفيرة والفعاليات الكثيرة التي أقيمت في مختلف محافظات الجمهورية ومديرياتها إلا أكبر دليل على ذلك ما يعني ويؤكد أن أعداء الأمة ارادوا من عدوانهم أن يقضوا على الثقافة القرآنية ولكنه تسبب في انتشارها الواسع وارادوا أن يضعفوا بعدوانهم قوتنا لكنه تسبب في تضاعفها واشتداد بأسها ولا غرابة في ذلك ابدا فما حدث لنا هو ما أخبر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أمته به وما كان حريصا أن تكون الأمة عليه وما سعى صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله بكل جهده ليكون واقعا دائما لأمته فصدق وهو الصادق المصدوق بقوله (ما أن تمسكتم به لن تضلوا بعدي ابدا ولن تذلوا) ومن يرفع يد أمير المؤمنين علي عليه السلام كما رفعها رسول الله ويتولاه كما أمر حبيب الله فهو من حزب الله وحزب الله هم الغالبون وهم المفلحون.